
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقـد اقبـل النيروز جذلان فاسعد
وإن كنـت مسعوداً كما أنت فازدد
وزف كـؤوس الـراح خمـراً تسـلياً
عـن الـدم في حد الحسام المهند
فهـذي الصـبا غناجـة دون نومـةٍ
مرنقـة فـي مقلـة النرجس الندي
تقبــل ثغــر الأقحـوان وتنتهـي
إلـى لطـم خـد الـوردة المتورد
غدا الملك يرجو آل محمود الرضى
كمــا يــترجى الـدين آل محمـد
أناصـر ديـن اللـه حـافظ خلقـه
ظهيـر أمير المؤمنين اسع واسعد
خـذ السـيف واملك لا تدع متغلباً
علــى الأرض إلا فـي وثـاقٍ مقيـد
فليــس صــلاح الأمــر إلا بواحـدٍ
فـإن ينتصـب للأمـر اثنـان يفسد
وأعظـم غبن أن يرى الملك مغصياً
علــى شــر أرضٍ مـن بلادك مفـرد
عبد الواحد بن محمد بن علي بن الحريش الإصبهاني أبو القاسم المعروف بابن الحريش الأصفهانيشاعر أديب من كبار أعيان عصره التقاه الثعالبي أثناء عمله في خدمة السلطان مسعود بن محمود الغزنوي وذكره في معظم كتبه، وكان أحد من بطش بهم السلطان مسعود عام 420هـ وترجم له الثعالبي في اليتيمة قال:بقية الشعراء المفلقين وافراد الدهر المبرزين وأقمار الأرض الجامعين بين بلاغة النثر وبراعة النظم وهو اصبهاني المولد رازي الموطن غزنوي النعمة نيسابوري التربة ولم يزل بالري في ظل الكفاية يطير ويقع ويفيد ويخفق إلى أن طلعت الدولة المحمودية فانضاف إليها وصرف إلى خدمتها وارتبط في جملتها وتوفر حظه من نعمتها ورسم له الإنتقال في صحبة الراية العالية إلى خراسان ومنها إلى الحضرة بغزنة حرسها الله ففعل ولم يزل مقيماً بها عزيزاً مكرماً ولجلائل الأعمال مرشحاً إلى أن طلعت الراية المسعودية به أدام الله رفعتها فزيد في اجلاله إلى أن كر الركاب العالي إلى نيسابور وهو مشرف بخدمته مرتبط في جملته موفر الحظ من نعمه ومواهبه فجمعتني بها وإياه مناسبة الأدب وفتقنا نوافج المذاكرة وتجاذبنا أهداب المحاضرة والمناشدة ولذ لنا العيش وطاب الوقت بالمعاشرة فأنشدني يوماً لنفسهقصيدةً منها هذا البيت:وليل خداري الجناح مخدر الص باح حرون النجم طاولته فكرافاستعدته إياه فأعاد فقلت له أو علمت أنه مرصع وفيه تجنيس وتسجيع واستعارة وطباق فاستفسرني فقلت: أما التجنيس فقولك خداري الجناح ومخدر، وأما التسجيع فقولك خداري الجناح ومخدر، وأما التسجيع فقولك خداري الجناح مخدر الصباح، وأما الاستعارة فقولك حرون النجم، وأما الطباق فجمعك بين الليل والصباح، فقال والله قد نبهتني على ما غفلت عنه، وقام إلي فقبل راسي وقال لي كل حسنٍ، ووصفني بكل جميل وقبل رأسي مرةً أخرى وذلك أني أنشدته مرثيتي للملك الماضي رضي الله عنه وأرضاه:عجباً من تماسك الأفلاك ومساغ الزلال في الأحناكوثبات الجبال بعد زوال الطو د ذي الطول مالك الأملاكفلسان الزمان شاكٍ وطرف الد هر باكٍ والرزء في الملك ناكقال: (ولم تطل أيامنا حتى أصابته عين الكمال فلحق باللطيف الخبير في جمادي الأولى سنة اربع وعشرين واربع مائة)