
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا هَــلْ أَتَـى بَحْرِيَّنـا صـُنْعُ رَبِّنـا
عَلَـى نَـأْيِهِمْ وَاللـهُ بِالنَّـاسِ أَرْوَدُ
فَيُخْبِرَهُـــمْ أَنَّ الصـــَّحِيفَةَ مُزِّقَــتْ
وَأَنْ كُـلُّ مـا لَـمْ يَرْضـَهُ اللهُ مُفْسَدُ
تَراوَحَهـــا إِفْـــكٌ وَســِحْرٌ مُجَمَّــعٌ
وَلَـمْ يُلْـفَ سـِحْرٌ آخِـرَ الـدَّهْرِ يَصْعَدُ
تَـداعَى لَهـا مَـنْ لَيْـسَ فِيها بِقَرْقَرٍ
فَطائِرُهـــا فِــي رَأْســِها يَتَــرَدَّدُ
وَكـــانَتْ كِفــاءً وَقْعَــةٌ بِأَثِيمَــةٍ
لِيُقْطَـــعَ مِنْهـــا ســاعِدٌ وَمُقَلَّــدُ
وَيَظْعَــنُ أَهْــلُ الْمَكَّتَيْـنِ فَيَهْرُبُـوا
فَرائِصــُهُمْ مِـنْ خَشـْيَةِ الشـَّرِّ تُرْعَـدُ
وَيُتْـــرَكَ حَـــرَّاثٌ يُقَلِّـــبُ أَمْــرَهُ
أَيُتْهِــمُ فِيهــا عِنْــدَ ذاكَ وَيُنْجِـدُ
وَتَصــْعَدُ بَيْــنَ الْأَخْشــَبَيْنِ كَتِيبَــةٌ
لَهــا حَــدَجٌ ســَهْمٌ وَقَــوْسٌ وَمِرْهَـدُ
فَمَــنْ يَنْــشَ مِـنْ حُضـَّارِ مَكَّـةَ عِـزُّهُ
فَعِزَّتُنــا فِــي بَطْــنِ مَكَّــةَ أَتْلَـدُ
نَشــَأْنا بِهـا وَالنَّـاسُ فِيهـا قَلائِلٌ
فَلَـمْ نَنْفَكِـكْ نَـزْدادُ خَيْـراً وَنُحْمَـدُ
وَنُطْعِـمُ حَتَّـى يَتْـرُكَ النَّـاسُ فَضـْلَهُمْ
إِذا جُعِلَـتْ أَيْـدِي الْمُفِيضـِينَ تُرْعَـدُ
جَـزَى اللـهُ رَهْطاً بِالْحَجُونِ تَتابَعُوا
عَلَـــى مَلَإٍ يَهْــدِي لِحَــزْمٍ وَيُرْشــِدُ
قُعُـوداً لَـدَى حَطْـمِ الْحَجُـونِ كَـأَنَّهُمْ
مَقاوِلَــةٌ بَــلْ هُــمْ أَعَــزُّ وَأَمْجَـدُ
أَعــانَ عَلَيْهــا كُــلُّ صــَقْرٍ كَـأَنَّهُ
إِذا مـا مَشـَى فِي رَفْرَفِ الدِّرْعِ أَحْرَدُ
جَرِيــءٌ عَلَــى جُلَّـى الْخُطُـوبِ كَـأَنَّهُ
شـــِهابٌ بِكَفَّـــيْ قـــابِسٍ يَتَوَقَّــدُ
مِـنَ الْأَكْرَمِيـنَ فِـي لُـؤَيِّ بْـنِ غـالِبٍ
إِذا ســِيمَ خَســْفاً وَجْهُــهُ يَتَرَبَّــدُ
طَوِيــلُ النِّجـادِ خـارِجٌ نِصـْفُ سـاقِهِ
عَلَـى وَجْهِـهِ يُسـْقَى الْغَمـامُ وَيُسـْعَدُ
عَظِيــمُ الرَّمــادِ سـَيِّدٌ وَابْـنُ سـَيِّدٍ
يَحُــضُّ عَلَـى مَقْـرَى الضـُّيُوفِ وَيَحْشـُدُ
وَيَبْنِــي لِأَبْنــاءِ الْعَشـِيرَةِ صـالِحاً
إِذا نَحْـنُ طُفْنـا فِـي الْبِلادِ وَيُمْهِـدُ
أَلَــظَّ بِهَــذا الصــُّلْحِ كُــلُّ مُبَـرَّأٍ
عَظِيــمُ اللِّــواءِ أَمْـرُهُ ثَـمَّ يُحْمَـدُ
قَضَوْا ما قَضَوْا فِي لَيْلِهِمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا
عَلَــى مَهَــلٍ وَســائِرُ النَّـاسِ رُقَّـدُ
هُـمُ رَجَعُـوا سـَهْلَ ابْنَ بَيْضاءَ رَاضِياً
وَســُرَّ أَبُــو بَكْــرٍ بِهــا وَمُحَمَّــدُ
مَتَـى شـُرِكَ الْأَقْـوامُ فِـي جُـلِّ أَمْرِنا
وَكُنَّـــا قَــدِيماً قَبْلَهــا نَتَــوَدَّدُ
وَكُنَّـــا قَـــدِيماً لا نُقِــرُّ ظُلامَــةً
وَنُـــدْرِكُ مــا شــِئْنا وَلا نَتَشــَدَّدُ
فَيـا لَقُصـَيٍّ هَـلْ لَكُـمْ فِـي نُفُوسـِكُمْ
وَهَـلْ لَكُـمُ فِيمـا يَجِيـءُ بِـهِ الْغَـدُ
فَــإِنِّي وَإِيَّـاكُم كَمـا قـالَ قـائِلٌ:
لَــدَيْكَ الْبَيـانُ لَـوْ تَكَلَّمْـتَ أَسـْوَدُ
أبو طالب بن عبد المطّلب، عمُّ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وكفيلُهُ بعدَ جدِّهِ عبدِ المطّلب. لُقِّب برئيسِ مكة، وشيخِ الأباطِحِ، وسيِّدِ بني هاشم. وهو والِدُ الخليفةِ الرّاشديِّ الرّابعِ عليِّ بنِ أبي طالب رضيَ اللهُ عنه. كان من رجالات مكة المعدودين، وكان مُعَظَّمًا في أهلهِ وبين الناس فما يجسُر أحدٌ على إخفار ذمَته واستباحة حماه، وكان صاحب تجارة كسائر قريش وله مكانة وشرفًا بينهم. وكان أبو طالب جيّد الكلام وله شعر حسن غالبه في الدفاع عن النبي ونصرته، وأهمُّ قصائدِهِ في هذا الصّدَد لاميّتُهُ في مدح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والدّفاع عنه.