
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
المُلـكُ بَيـنَ يَـدَيكَ فـي إِقبـالِهِ
عَــوَّذتُ مُلكَــكَ بِــالنَبِيِّ وَآلِــهِ
حُــرٌّ وَأَنــتَ الحُـرُّ فـي تـاريخِهِ
سـَمحٌ وَأَنـتَ السـَمحُ فـي أَقيـالِهِ
فيضــا عَلـى الأَوطـانِ مِـن حُرِيَّـةٍ
فَكِلاكُمــا المُفتَــكُّ مِــن أَغلالِـهِ
ســَعِدَت بِعَهـدِكُما المُبـارَكِ أُمَّـةٌ
رَقَّــت لِحالِــكِ حِقبَــةً وَلِحــالِهِ
يَفـــديكَ نَصـــرانِيُّهُ بِصـــَليبِهِ
وَالمُنتَمـــي لِمُحَمَّـــدٍ بِهِلالِـــهِ
وَفَـتى الدُروزِ عَلى الحُزونِ بِشَيخِهِ
وَالمَوسـَوِيُّ عَلـى السـُهولِ بِمـالِهِ
صــَدَقوا الخَليفَـةَ طاعَـةً وَمَحَبَّـةً
وَتَمَســَّكوا بِـالطُهرِ مِـن أَذيـالِهِ
يَجِـدونَ دَولَتَـكَ الَّـتي سَعِدوا بِها
مِـن رَحمَـةِ المَـولى وَمِـن أَفضالِهِ
جَــدَّدتَ عَهــدَ الراشـِدينَ بِسـيرَةٍ
نَسـَجَ الرَشـادُ لَهـا عَلـى مِنوالِهِ
بُنِيَـت عَلـى الشورى كَصالِحِ حُكمِهِم
وَعَلــى حَيـاةِ الـرَأيِ وَاِسـتِقلالِهِ
حَــقٌّ أَعَــزَّ بِـكَ المُهَيمِـنُ نَصـرَهُ
وَالحَــقُّ مَنصــورٌ عَلــى خُــذّالِهِ
شــَرُّ الحُكومَـةِ أَن يُسـاسَ بِواحِـدٍ
فـي المُلـكِ أَقـوامٌ عِـدادُ رِمالِهِ
مُلــكٌ تُشــاطِرُهُ مَيــامِنَ حــالِهِ
وَتَــرى بِـإِذنِ اللَـهِ حُسـنَ مَـآلِهِ
أَخَــذَت حُكومَتُــكَ الأَمـانَ لِظَـبيَهِ
فـي مُقفِـراتِ البيـدِ مِـن رِئبالِهِ
مَكَّنــتَ لِلدُســتورِ فيــهِ وَحُزتَـهُ
تاجــاً لِوَجهِـكَ فَـوقَ تـاجِ جَلالِـهِ
فَكَأَنَّــكَ الفــاروقُ فــي كُرسـِيِّهِ
نَعِمَــت شــُعوبُ الأَرضِ تَحـتَ ظِلالِـهِ
أَو أَنـتَ مِثـلُ أَبـي تُـرابٍ يُتَّقـى
وَيَهـــابُهُ الأَملاكُ فــي أَســمالِهِ
عَهـدُ النَبِـيِّ هُوَ السَماحَةُ وَالرِضى
بِمُحَمَّـــدٍ أَولــى وَســَمحِ خِلالِــهِ
بِـالحَقِّ يَحمِلُـهُ الإِمـامُ وَبِالهُـدى
فـي حاضـِرِ الدُسـتورِ وَاِسـتِقبالِهِ
يـابنَ الخَـواقينِ الثَلاثيـنَ الأُلى
قَـد جَمَّلـوا الإِسـلامَ فَـوقَ جَمـالِهِ
المُبلِغيــنَ الــدينَ ذُروَةَ سـَعدِهِ
الرافِعيــنَ المُلــكَ أَوجَ كَمـالِهِ
المـوطِئينَ مِـنَ المَمالِـكِ خَيلَهُـم
مــا لَـم يَفُـز إِسـكَندَرٌ بِوِصـالِهِ
فــي عَــدلِ فـاتِحِهِم وَقـانونِيِّهِم
مـا يَحتَـذي الخُلَفـاءُ حَذوَ مِثالِهِ
أَمّـا الخِلافَـةُ فَهـيَ حـائِطُ بَيتِكُم
حَتّـى يُـبينَ الحَشـرُ عَـن أَهـوالِهِ
أُخِــذَت بِحَــدِّ المَشـرَفِيِّ وَحازَهـا
لَكُــمُ القَنــا بِقِصـارِهِ وَطِـوالِهِ
لا تَســمَعوا لِلمُرجِفيــنَ وَجَهلِهِـم
فَمُصــيبَةُ الإِســلامِ مِــن جُهّــالِهِ
طَمَـعُ القَريـبِ أَوِ البَعيدِ بِنَيلِها
طَمَـعُ الفَـتى مِـن دَهـرِهِ بِمَحـالِهِ
ما الذِئبُ مُجتَرِئاً عَلى لَيثِ الشَرى
فـي الغـالِبِ مُعتَدِياً عَلى أَشبالِهِ
بِأَضــَلَّ عَقلاً وَهــيَ فـي أَيمـانِكُم
مِمَّــن يُحــاوِلُ أَخــذَها بِشـِمالِهِ
رَضـِيَ المُهَيمِـنُ وَالمَسـيحُ وَأَحمَـدٌ
عَـن جَيشـِكَ الفـادي وَعَـن أَبطالِهِ
الهــازِئينَ مِـنَ الثَـرى بِسـُهولِهِ
الدائِســينَ عَلــى رُؤوسِ جِبــالِهِ
القــاتِلينَ عَــدُوَّهَم فــي حِصـنِهِ
بِـالرَأيِ وَالتَـدبيرِ قَبـلَ قِتـالِهِ
الآخِــذينَ الحُصــنَ عَــزَّ ســَبيلُهُ
مِثـلَ السُها أَو في اِمتِناعِ مَنالِهِ
المُعرِضــينَ وَلَــو بِسـاحَةِ يَلـدِزٍ
فـي الحَـربِ عَن عِرضِ العَدُوِّ وَمالِهِ
القــارِئينَ عَلــى عَلِــيٍّ عِلمُهـا
وَعَلـى الغُـزاةِ المُتَّقيـنَ رِجـالِهِ
المُلــكُ زُلـزِلَ فـي فُـروقٍ سـاعَةً
كـانوا لَـهُ الأَوتـادَ فـي زِلزالِهِ
لَـولا اِنتِظـامُ قُلـوبِهِم كَكُفـوفِهِم
لَنَثَـرتُ دَمعـي اليَـومَ فـي أَطلالِهِ
وَالمَـرءُ لَيـسَ بِصـادِقٍ فـي قَـولِهِ
حَتّـــى يُؤَيِّــدَ قَــولَهُ بِفِعــالِهِ
وَالشـَعبُ إِن رامَ الحَيـاةَ كَـبيرَةً
خـاضَ الغِمـارَ دَمـاً إِلـى آمـالِهِ
شــُكرُ المَمالِــكِ لِلسـَخِيِّ بِروحِـهِ
لا لِلســـَخِيِّ بِقيلِـــهِ أَو قــالِهِ
إيـهٍ فُـروقُ الحُسـنِ نَجـوى هـائِمٍ
يَســمو إِلَيــكَ بِجَــدِّهِ وَبِخــالِهِ
أَخرَجــتِ لِلعُـربِ الفِصـاحِ بَيـانَهُ
قَبَسـاً يُضـيءُ الشـَرقَ مِثـلَ كَمالِهِ
لَـم تُكثِـرِ الحَمـراءُ مِـن نُظَرائِهِ
نَســلاً وَلا بَغــدادُ مِــن أَمثـالِهِ
جَعَـلَ الإِلَـهُ خَيـالَهُ قَيـسَ الهَـوى
وَجُعِلــتِ لَيلــى فِتنَــةً لِخَيـالِهِ
فـي كُـلِّ عـامٍ أَنـتِ نُزهَـةُ روحِـهِ
وَنَعيــمُ مُهجَتِــهِ وَراحَــةُ بـالِهِ
يَغشــاكِ قَــد حَنَّـت إِلَيـكِ مَطِيُّـهُ
وَيَــؤوبُ وَالأَشــواقُ مِلـءُ رِحـالِهِ
أَفراحُـــهُ لَمّـــا رَآكِ طَليقَـــةً
أَفــراحُ يوسـُفَ يَـومَ حَـلِّ عِقـالِهِ
وَســُرورُهُ بِــكِ مِـن قُيـودِكِ حُـرَّةً
كَســُرورِ قَيــسٍ بِــاِنفِلاتِ غَزالِـهِ
اللَــهُ صــاغَكِ جَنَّتَيــنِ لِخَلقِــهِ
مَحفـــوفَتَينِ بِـــأَنعُمٍ لِعِيــالِهِ
لَــو أَنَّ لِلَّــهِ اِتِّخــاذَ خَميلَــةٍ
مـا اِختـارَ غَيـرَكَ رَوضـَةً لِجَلالِـهِ
فَكَأَنَّمـا الصـِفَتانِ فـي حُسـنَيهِما
ديباجَتــا خَــدٍّ يَــتيهُ بِخــالِهِ
وَكَأَنَّمــا البُوسـفورُ حَـوضُ مُحَمَّـدٍ
وَســَطَ الجِنـانِ وَهُـنَّ فـي إِجلالِـهِ
وَكَــأَنَّ شــاهِقَةَ القُصـورِ حِيـالَهُ
حُجُــراتُ طَـهَ فـي الجِنـانِ وَآلِـهِ
وَكَــأَنَّ عيـدَكِ عيـدُها لَمّـا مَشـى
فيهــا البَشـيرُ بِبِشـرِهِ وَجَمـالِهِ
تيهـي بِعيدِكِ في المَمالِكِ وَاِسلَمي
فــي الســِلمِ لِلآلافِ مِـن أَمثـالِهِ
وَاِســتَقبِلي عَهـدَ الرَشـادِ مُجَمَّلاً
بِمَحاسـِنِ الدُسـتورِ فـي اِسـتِهلالِهِ
دارُ السـَعادَةِ أَنـتِ ذَلِـكَ بابُهـا
شــُلَّت يَــدٌ مُــدَّت إِلـى إِقفـالِهِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932