
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العــامُ أَقبَــلَ قُـم نُحَـيِّ هِلالا
كَالتـاجِ فـي هـامِ الوُجودِ جَلالا
طُغـرى كِتـابِ الكائِنـاتِ لِقـارِئٍ
يَــزِنُ الكَلامَ وَيَقــدُرُ الأَقـوالا
مَلَـكَ السـَماءَ فَكـانَ فـي كُرسِيِّهِ
بَيــنَ المَلائِكِ وَالمُلـوكِ مِثـالا
تَتَنــافَسُ الآمــالُ فيــهِ كَـأَنَّهُ
ثَغــرُ العِنايَـةِ ضـاحَكَ الآمـالا
وَالشــَمسُ تُزلِـفُ عيـدَها وَتَزُفُّـهُ
بُشـرى بِمَطلَعِـهِ السـَعيدِ وَفـالا
عيـدُ المَسـيحِ وَعيدُ أَحمَدَ أَقبَلا
يَتَبارَيـــانِ وَضــاءَةً وَجَمــالا
ميلادُ إِحســـانٍ وَهِجــرَةُ ســُؤدَدٍ
قَـد غَيَّـرا وَجـهَ البَسـيطَةِ حالا
قُــم لِلهِلالِ قِيــامَ مُحتَفِـلٍ بِـهِ
أَثنـى وَبـالَغَ في الثَناءِ وَغالى
نـورُ السـَبيلِ هَـدى لِكُـلِّ فَضيلَةٍ
يَهـدي الحَكيـمُ لَهـا وَسـَنَّ خِلالا
مـا بَيـنَ مَولِـدِهِ وَبَيـنَ بُلـوغِهِ
مَلَأَ الحَيــاةَ مَــآثِراً وَفِعــالا
مُتَواضــِعٌ وَاللَــهُ شــَرَّفَ قَـدرَهُ
بِالشــَمسِ نِــدّاً وَالكَـواكِبِ آلا
مُتَــوَدِّدٌ عِنــدَ الكَمـالِ تَخـالُهُ
فــي راحَتَيـكَ وَعَـزَّ ذاكَ مَنـالا
وافٍ لِجــارَةِ بَيتِـهِ يَرعـى لَهـا
عَهــدَ السـَمَوأَلِ عُـروَةٌ وَحِبـالا
عَـونُ السُراةِ عَلى تَصاريفِ النَوى
أَمِنــوا عَلَيــهِ وَحشــَةً وَضـَلالا
وَيُصـانُ مِـن سـِرِّ الصـَبابَةِ عِندَهُ
مـا بـاتَ عِنـدَ الأَكثَريـنَ مُذالا
وَيُشــَكُّ فيــهِ فَلا يُكَلِّــفُ نَفسـَهُ
غَيـرَ التَرَفُّـعِ وَالوَقـارِ نِضـالا
سـاءَت ظُنـونُ الناسِ حَتّى أَحدَثوا
لِلشـَكِّ فـي النورِ المُبينِ مَجالا
وَالظَـنُّ يَأخُـذُ فـي ضَميرِكَ مَأخَذاً
حَتّــى يُريـكَ المُسـتَقيمَ مُحـالا
وَمِـنَ العَجـائِبِ عِنـدَ قِمَّـةِ مَجدِهِ
رامَ المَزيـدَ فَجَـدَّ فيـهِ فَنـالا
يَطوي إِلى الأَوجِ السَماواتِ العُلا
وَيَشـُدُّ فـي طَلَـبِ الكَمـالِ رِحالا
وَيَفُـلُّ مِـن هـوجِ الرِياحِ عَزائِماً
وَيَـدُكُّ مِـن مَـوجِ البِحـارِ جِبالا
وَيُضـيءُ أَثنـاءَ الخَمائِلِ وَالرُبى
حَتّــى تَــرى أَســحارَها آصـالا
وَيَجـولُ فـي زُهـرِ الرِيـاضِ كَأَنَّهُ
صـَيبُ الرَبيـعِ مَشـى بِهِـنَّ وَجالا
أُمَــمَ الهِلالِ مَقالَـةً مِـن صـادِقٍ
وَالصـِدقُ أَليَـقُ بِالرِجـالِ مَقالا
مُتَلَطِّـفٍ فـي النُصـحِ غَيـرِ مُجادِلٍ
وَالنُصـحُ أَضـيَعُ مـا يَكونُ جِدالا
مِـن عـادَةِ الإِسـلامِ يَرفَـعُ عامِلاً
وَيُســَوِّدُ المِقــدامَ وَالفَعّــالا
ظَلَمَتــهُ أَلســِنَةٌ تُؤاخِـذُهُ بِكُـم
وَظَلَمتُمـــوهُ مُفَرِّطيــنَ كَســالى
هَــذا هِلالُكُــمُ تَكَفَّــلَ بِالهُـدى
هَــل تَعلَمـونَ مَـعَ الهِلالِ ضـَلالا
سـَرَتِ الحَضـارَةُ حُقبَـةً فـي ضَوئِهِ
وَمَشـى الزَمـانُ بِنـورِهِ مُختـالا
وَبَنـى لَـهُ العَـرَبُ الأَجاوِدُ دَولَةً
كَالشـَمسِ عَرشـاً وَالنُجـومِ رِجالا
رَفَعـوا لَـهُ فَوقَ السِماكِ دَعائِماً
مِـن عِلمِهِـم وَمِـنَ البَيانِ طِوالا
اللَــهُ جَــلَّ ثَنــاؤُهُ بِلِسـانِهِم
خَلَــقَ البَيـانَ وَعَلَّـمَ الأَمثـالا
وَتَخَيَّــرَ الأَخلاقَ أَحســَنَها لَهُــم
وَمَكــارِمُ الأَخلاقِ مِنــهُ تَعــالى
كَالرُســلِ عَزمـاً وَالمَلائِكِ رَحمَـةً
وَالأُسـدِ بَأسـاً وَالغُيـوثِ نَـوالا
عَدَلوا فَكانوا الغَيثَ وَقعاً كُلَّما
ذَهَبـوا يَميناً في الوَرى وَشَمالا
وَالعَـدلُ فـي الـدُولاتِ أُسٌّ ثـابِتٌ
يُفنـي الزَمـانَ وَيُنفِـدُ الأَجيالا
أَيّـامَ كـانَ النـاسُ فـي جَهَلاتِهِم
مِثـلَ البَهـائِمِ أُرسـِلَت إِرسـالا
مِـن جَهلِهِم بِالدينِ وَالدُنيا مَعاً
عَبَـدوا الأَصـَمَّ وَأَلَّهوا التِمثالا
ضـَلّوا عُقـولاً بَعـدَ عِرفانِ الهُدى
وَالعَقـلُ إِن هُـوَ ضـَلَّ كانَ عِقالا
حَتّـى إِذا اِنقَسـَموا تَقَوَّضَ مُلكُهُم
وَالمُلـكُ إِن بَطُـلَ التَعاوُنُ زالا
لَـو أَنَّ أَبطـالَ الحُـروبِ تَفَرَّقوا
غَلَبَ الجَبانُ عَلى القَنا الأَبطالا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932