
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلَّمــتَ بِـالقَلَمِ الحَكيـمِ
وَهَـدَيتَ بِـالنَجمِ الكَريـمِ
وَأَتَيـــتَ مِــن مِحرابِــهِ
بِأَرِســـطَطاليسَ العَظيــمِ
مَلِــكِ العُقــولِ وَإِنَّهــا
لَنِهايَـةُ المُلـكِ الجَسـيمِ
شـَيخُ اِبـنِ رُشـدٌ وَاِبنِ سي
نـا وَاِبـنِ بَرقَينِ الحَكيمِ
مَـن كـانَ فـي هَديِ المَسي
حِ وَكـانَ فـي رُشدِ الكَليمِ
وَغَــــدا وَراحَ مُوَحِّـــداً
قَبــلَ البَنِيَّـةِ وَالحَطيـمِ
صــَوتُ الحَقيقَـةِ بَيـنَ رَع
دِ الجاهِلِيَّــةِ وَالهَزيــمِ
مـا بَيـنَ عادِيَـةِ السـَوا
مِ وَبَيـنَ طُغيـانِ المَسـيمِ
يَبنــي الشـَرائِعَ لِلعُصـو
رِ بِنــاءَ جَبّــارٍ رَحيــمِ
وَيُفَصــــِّلُ الأَخلاقَ لِــــل
أَجيــالِ تَفصـيلَ اليَـتيمِ
فــي واضـِحٍ لَحـبِ الطَـري
قِ مِـنَ المَـذاهِبِ مُسـتَقيمِ
وَرَســائِلٍ مِثــلِ الســُلا
فِ إِذا تَمَشـَّت فـي النَديمِ
قُدســِيَّةُ النَفَحــاتِ تُــس
كِـرُ بِالمَـذاقِ وَبِالشـَميمِ
يـا لُطـفِ أَنـتَ هُوَ الصَدى
مِـن ذَلِـكَ الصـَوتِ الرَخيمِ
أَرجُ الرِيـــاضِ نَقَلتَـــهُ
وَنَســَختَهُ نَســخَ النَسـيمِ
وَســَرَيتَ مِـن شـَعبِ الأَلَـم
بِ بِـهِ إِلـى وادي الصَريمِ
فَتجــارَتِ اللُغَتــانِ لِـل
غايـاتِ في الحَسِبِ الصَميمِ
لُغَــةٌ مِــنَ الإِغريـقِ قَـي
يِمَــةٌ وَأُخـرى مِـن تَميـمِ
وَأَتَيتَنـــــا بِمُفَصــــَّلٍ
بِــالتِبرِ عُلـوِيِّ الرَقيـمِ
هُـوَ ضـِنَّةُ المُـثري مِنَ ال
أَخلاقِ أَو مــالُ العَــديمِ
مَشــّاءَ هَـذا العَصـرِ قِـف
حَـدِّث عَـنِ العُصـُرِ القَديمِ
مَثِّـل لَنـا اليونـانَ بَـي
نَ العِلـمِ وَالخُلُقِ القَويمِ
أَخلاقُهــا نــورُ الســَبي
لِ وَعِلمُهــا نـورُ الأَديـمِ
وَشــــَبابُها يَتَعَلَّمــــو
نَ عَلـى الفَراقِدِ وَالنُجومِ
لَمَسوا الحَقيقَةَ في الفُنو
نِ وَأَدرَكوهـا فـي العُلومِ
حَلَّـــت مَكانــاً عِنــدَهُم
فَــوقَ المُعَلِّـمِ وَالزَعيـمِ
وَالجَهــلُ حَظُّــكَ إِن أَخَـذ
تَ العِلـمَ مِن غَيرِ العَليمِ
وَلَـــرُبَّ تَعليـــمٍ ســَرى
بِالنَشـءِ كَـالمَرَضِ المُنيمِ
يَتَلَبَّــسُ الحُلُــمُ اللَـذي
ذُ عَلَيـهِ بِـالحُلُمِ الأَثيـمِ
وَمَـــدارِسٌ لا تُنهِـــضُ ال
أَخلاقَ دارِســـَةَ الرُســومِ
يَمشــي الفَسـادُ بِنَبتِهـا
مَشـيَ الشـَرارَةِ بِالهَشـيمِ
لَمّــا رَأَيــتُ سـَوادَ قَـو
مـي فـي دُجـى لَيـلٍ بَهيمِ
يُســـقَونَ مِـــن أُمِّيَّـــةٍ
هِـيَ غُصـَّةُ الـوَطَنِ الكَظيمِ
وَســـُراتُهُم فــي مُقعِــدٍ
مِـن مَطلَـبِ الـدُنيا مُقيمِ
يَســعَونَ لِلجــاهِ العَظـي
مِ وَلَيــسَ لِلحَـقِّ الهَضـيمِ
وَبَصــُرتُ بِالدُســتورِ يُـز
هَـقُ وَهـوَ في عُمرِ الفَطيمِ
لَـم يَنـجُ مِـن كَيدِ العَدُو
وِ لَـهُ وَمِـن عَبَـثِ الحَميمِ
أَيقَنــتَ أَنَّ الجَهــلَ عِـل
لَــةُ كُــلِّ مُجتَمَـعٍ سـَقيمِ
وَأَتَيــتُ يــا رَبَّ النَـثي
رِ بِمـا تُحِـبُّ مِـنَ النَظيمِ
أَحـزِ اِجتِهـادَكَ فـي جَنـى
الثَمَـراتِ لِلنَشـءِ النَهيمِ
مِـن رَوضـَةِ العِلـمِ الصَحي
حِ وَرَبــوَةِ الأَدَبِ السـَليمِ
العاشـــِقينَ العِلــمَ لا
يَــألونَهُ طَلَــبَ الغَريـمِ
المُعرِضــينَ عَــنِ الصـَغا
ئِرِ وَالســِعايَةِ وَالنَميـمِ
قَســَماً بِمَــذهَبِكَ الجَمـي
لِ وَوَجـهِ صـُحبَتِكَ القَسـيمِ
وَقَـــديمِ عَهــدٍ لا ضــَئي
لٍ فـي الـوِدادِ وَلا ذَميـمِ
مــا كُنـتَ يَومـاً لِلكِنـا
نَـةِ بِالعَـدُوِّ وَلا الخَصـيمِ
لَمّــا تَلاحـى النـاسُ لَـم
تَنزِل إِلى المَرعى الوَخيمِ
كَـــم شـــاتِمٍ قــابَلتَهُ
بِتَرَفُّــعِ الأَســَدِ الشـَتيمِ
وَشــَغَلتَ نَفســَكَ بِالخَصـي
بِ مِـنَ الجُهودِ عَنِ العَقيمِ
فَخَــدَمتَ بِــالعِلمِ البِلا
دَ وَلَـم تَـزَل أَوفـى خَديمِ
وَالعِلــمُ بَنّــاءُ المــآ
ثِـرِ وَالمَمالِـكِ مِـن قَديمِ
كَسـَروا بِـهِ نيـرَ الهَـوا
نِ وَحَطَّمــوا ذُلَّ الشــَكيمِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932