
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضـُمّي قِناعَكِ يا سُعادُ أَو اِرفَعي
هَـذي المَحاسـِنُ ما خُلِقنَ لِبُرقُعِ
اَلضـاحِياتُ الضـاحِكاتُ وَدونَهـا
سـِترُ الجَلالِ وَبُعـدُ شَأوِ المَطلَعِ
يـا دُميَـةً لا يُسـتَزادُ جَمالُهـا
زيـديهِ حُسـنَ المُحسـِنِ المُتَبَرِّعِ
مـاذا عَلـى سـُلطانِهِ مِـن وَقفَةٍ
لِلضـــارِعينَ وَعَطفَــةٍ لِلخُشــَّعِ
بَـل مـا يَضـُرُّكِ لَو سَمَحتِ بِجَلوَةٍ
إِنَّ العَــروسَ كَـثيرَةُ المُتَطَلِّـعِ
لَيـسَ الحِجـابُ لِمَـن يَعِزُّ مَنالُهُ
إِنَّ الحِجــابَ لَهَيِّـنٌ لَـم يُمنَـعِ
أَنـتِ الَّـتي اِتَّخَذَ الجَمالَ لِعِزِّهِ
مِــن مَظهَـرٍ وَلِسـِرِّهِ مِـن مَوضـِعِ
وَهـوَ الصـَناعُ يَصـوغُ كُلَّ دَقيقَةٍ
وَأَدَقَّ مِنــكَ بَنـانُهُ لَـم تَصـنَعِ
لَمَســَتكِ راحَتُــهُ وَمَسـَّكِ روحُـهُ
فَأَتى البَديعُ عَلى مِثالِ المُبدِعِ
اللَـهَ فـي الأَحبـارِ مِن مُتَهالِكٍ
نِضــوٍ وَمَهتـوكِ المُسـوحِ مُصـَرَّعِ
مِـن كُـلِّ غـاوٍ فـي طَوِيَّـةِ راشِدٍ
عاصـي الظَـواهِرِ في سَريرَةِ طَيِّعِ
يَتَوَهَّجــونَ وَيَطفَــأونَ كَــأَنَّهُم
سـُرُجٌ بِمُعتَـرَكِ الرِيـاحِ الأَربَـعِ
عَلِمـوا فَضـاقَ بِهِم وَشَقَّ طَريقُهُم
وَالجاهِلونَ عَلى الطَريقِ المَهيَعِ
ذَهَبَ اِبنُ سينا لَم يَفُز بِكِ ساعَةً
وَتَــوَلَّتِ الحُكَمـاءُ لَـم تَتَمَتَّـعِ
هَــذا مَقــامٌ كُــلُّ عِـزٍّ دونَـهُ
شـَمسُ النَهـارِ بِمِثلِـهِ لَم تَطمَعِ
فَمُحَمَّــدٌ لَـكِ وَالمَسـيحُ تَـرَجَّلا
وَتَرَجَّلَـت شـَمسُ النَهـارِ لِيوشـَعِ
مـا بـالُ أَحمَـدَ عَيَّ عَنكِ بَيانُهُ
بَـل مـا لِعيسى لَم يَقُل أَو يَدَّعِ
وَلِسـانُ موسـى اِنحَـلَّ إِلّا عُقـدَةً
مِـن جانِبَيـكَ عِلاجُهـا لَـم يَنجَعِ
لَمّـا حَلَلـتِ بِـآدَمٍ حَـلَّ الحِبـا
وَمَشـى عَلى المَلَأ السُجودِ الرُكَّعِ
وَأَرى النُبُـوَّةَ فـي ذَراكِ تَكَرَّمَت
فـي يوسـُفٍ وَتَكَلَّمَـت في المُرضَعِ
وَسـَقَت قُريـشَ عَلـى لِسـانِ مُحَمَّدٍ
بِالبـابِلِيِّ مِـنَ البَيانِ المُمتِعِ
وَمَشـَت بِموسـى في الظَلامِ مُشَرَّداً
وَحَـدَتهُ فـي قُلَلِ الجِبالِ اللُمَّعِ
حَتّـى إِذا طُـوِيَت وَرِثـتِ خِلالَهـا
رُفِـعَ الرَحيـقُ وَسـِرُّهُ لَـم يُرفَعِ
قَسـَمَت مَنازِلَـكِ الحُظوظُ فَمَنزِلاً
أُترَعـنَ مِنـكِ وَمَنـزِلاً لَـم تُترَعِ
وَخَلِيَّــةً بِالنَحـلِ مِنـكِ عَميـرَةً
وَخَلِيَّـــةً مَعمـــورَةٍ بِــالتُبَّعِ
وَحَظيـرَةً قَـد أودِعَت غُرَرَ الدُمى
وَحَظيــرَةً مَحرومَــةً لَـم تـودَعِ
نَظَـرَ الرَئيـسُ إِلى كَمالِكِ نَظرَةً
لَـم تَخلُ مِن بَصَرِ اللَبيبِ الأَروَعِ
فَــرآهُ مَنزِلَــةً تَعَـرَّضَ دونَهـا
قِصـَرُ الحَياةِ وَحالَ وَشكُ المَصرَعِ
لَـولا كَمالُـكِ في الرَئيسِ وَمِثلِهِ
لَـم تَحسـُنِ الدُنيا وَلَم تَتَرَعرَعِ
اللَــهُ ثَبَّــتَ أَرضــَهُ بِـدَعائِمٍ
هُـم حائِطُ الدُنيا وَرُكنُ المَجمَعِ
لَـو أَنَّ كُـلَّ أَخـي يَـراعٍ بـالِغٌ
شـَأوَ الرَئيـسِ وَكُـلَّ صاحِبِ مِبضَعِ
ذَهَـبَ الكَمـالُ سـُدىً وَضاعَ مَحَلُّهُ
فـي العالَمِ المُتَفاوِتِ المُتَنَوِّعِ
يـا نَفـسُ مِثلُ الشَمسِ أَنتِ أَشِعَّةٌ
فــي عـامِرٍ وَأَشـِعَّةٌ فـي بَلقَـعِ
فَإِذا طَوى اللَهُ النَهارَ تَراجَعَت
شـَتّى الأَشِعَّةِ فَاِلتَقَت في المَرجِعِ
لَمـا نُعيتِ إِلى المَنازِلِ غودِرَت
دَكّاً وَمِثلُكِ في المَنازِلِ ما نُعي
ضـَجَّت عَلَيـكِ مَعالِمـاً وَمَعاهِـداً
وَبَكَـت فُراقُـكِ بِالـدُموعِ الهُمَّعِ
آذَنتِهـا بِنَـوىً فَقـالَت لَيتَ لَم
تَصـِلِ الحِبـالَ وَلَيتَها لَم تَقطَعِ
وَرِداءُ جُثمــانٍ لَبِســتِ مُرَقَّــمٍ
بِيَـدِ الشَبابِ عَلى المَشيبِ مُرَقَّعِ
كَـم بِنـتِ فيـهِ وَكَم خَفيتِ كَأَنَّهُ
ثَـوبُ المُمَثِّـلِ أَو لِباسُ المَرفَعِ
أَســَئِمتِ مِـن ديبـاجِهِ فَنَزَعتِـهِ
وَالخَـزُّ أَكفـانٌ إِذا لَـم يُنـزَعِ
فَزِعَـت وَمـا خَفِيَـت عَلَيها غايَةٌ
لَكِـنَّ مَـن يَـرِدِ القِيامَـةَ يَفزَعِ
ضـَرَعَت بِأَدمُعِهـا إِلَيكِ وَما دَرَت
أَنَّ السـَفينَةَ أَقلَعَـت في الأَدمُعِ
أَنتِ الوَفِيَّةُ لا الذِمامُ لَدَيكِ مَذ
مــومٌ وَلا عَهـدُ الهَـوى بِمُضـَيَّعِ
أَزمَعــتِ فَـاِنهَلَّت دُموعُـكِ رِقَّـةً
وَلَـوِ اِسـتَطَعتِ إِقامَةً لَم تُزمِعي
بـانَ الأَحِبَّـةُ يَـومَ بَينِـكِ كُلُّهُم
وَذَهَبــتِ بِالماضـي وَبِـالمُتَوَقَّعِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932