
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِـف بِطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه
وَسـَلِ القَريَتَيـنِ كَيـفَ القِيامَه
دَنَـتِ السـاعَةُ الَّتي أُنذِرَ النا
سُ وَحَلَّــت أَشــراطُها وَالعَلامَـه
قِـف تَأَمَّـل مَصارِعَ القَومِ وَاِنظُر
هَــل تَـرى دِيـارَ عـادٍ دِعـامَه
خُســِفَت بِالمَسـاكِنِ الأَرضُ خَسـفاً
وَطَــوى أَهلُهـا بِسـاطَ الإِقـامَه
طَــوَّفَت بِالمَـدينَتَينِ المَنايـا
وَأَدارَ الـرَدى عَلى القَومِ جامَه
لا تَـرى العَينُ مِنهُما أَينَ جالَت
غَيـرَ نِقـضٍ أَو رِمَّـةٍ أَو حُطـامَه
حـازَهُم مِـن مَراجِـلِ الأَرضِ قَـبرٌ
فـي مَـدى الظَنِّ عُمقُهُ أَلفُ قامَه
تَحسـَبُ المَيـتَ فـي نَواحيهِ يُعي
نَفخَـةَ الصـورِ أَن تَلُـمَّ عِظـامَه
أَصبَحوا في ذَرا الحَياةِ وَأَمسَوا
ذَهَبَـت ريحُهُـم وَشـالوا نَعـامَه
ثِـق بِمـا شـِئتَ مِـن زَمانِكَ إِلّا
صـُحبَةَ العَيـشِ أَو جِوارَ السَلامَه
دَولَةُ الشَرقِ وَهيَ في ذِروَةِ العِزِّ
تَحــارُ العُيـونُ فيهـا فَخـامَه
خانَها الجَيشُ وَهوَ في البَرِّ دِرعٌ
وَالأَسـاطيلُ وَهـيَ في البَحرِ لامَه
لَــو تَأَمَّلتَهــا عَشــِيَّةَ جاشـَت
خِلتَهـا فـي يَـدِ القَضاءِ حَمامَه
رَجَّهــا رَجَّــةً أَكَبَّـت عَلـى قَـر
تَيــهِ بـوذا وَزَلزَلَـت أَقـدامَه
اِسـتَعَذنا بِـاللَهِ مِن ذَلِكَ السَي
لِ الَّــذي يَكسـَحُ البِلادَ أَمـامَه
مَــن رَأى جَلمَـداً يَهُـبُّ هُبوبـاً
وَحَميمــاً يَســُحَّ سـَحَّ الغَمـامَه
وَدُخانــاً يَلُــفُّ جُنحــاً بِجُنـحٍ
لا تَـرى فيـهِ مِعصَمَيها اليَمامَه
وَهَزيمـاً كَما عَوى الذِئبُ في كُل
لِ مَكــانٍ وَزَمجَــرَ الضــِرغامَه
أَتَــتِ الأَرضُ وَالســَماءُ بِطوفـا
نٍ يُنَســّي طوفـانَ نـوحٍ وَعـامَه
فَتَـرى البَحـرَ جُنَّ حَتّى أَجازَ ال
بَــرَّ وَاِحتَــلَّ مَــوجُهُ أَعلامَــه
مُزبِــداً ثـائِرَ اللُجـاجِ كَجَيـشٍ
قَـوَّضَ العاصـِفُ الهَبـوبُ خِيـامَه
فُلــكُ نـوحٍ تَعـوذُ مِنـهُ بِنـوحٍ
لَــو رَأَتــهُ وَتَسـتَجيرُ زِمـامَه
قَــد تَخَيَّلتُهُــم مَتابيـلَ سـِحرٍ
مِـن قِـراعِ القَضاءِ صَرعى مُدامَه
وَتَخَيَّلــتُ مَــن تَخَلَّــفَ مِنهُــمُ
ظَـنَّ لَيـلَ القِيـامِ ذاكَ فَنـامَه
أَبَراكيـــنُ تِلــكَ أَم نَــزَواتٌ
مِــن جِــراحٍ قَديمَــةٍ مُلتـامَه
تَجِــدُ الأَرضَ راحَـةً حَيـثُ سـالَت
راحَـةُ الجِسمِ مِن وَراءِ الحَجامَه
مــا لَهـا لا تَضـِجُّ مِمّـا أَقَلَّـت
مِــن فَسـادٍ وَحُمِّلَـت مِـن ظُلامَـه
كُلَّمــا لُبِّســَت بِأَهــلِ زَمــانٍ
شــَهِدَت مِــن زَمــانِهِم آثـامَه
اِسـتَوَوا بِـالأَذى ضـِرِيّاً وَبِالشَر
رِ وُلوعــاً وَبِالــدِماءِ نَهـامَه
لَبَّســَت هَــذِهِ الحَيـاةُ عَلَينـا
عــالَمَ الشــَرِّ وَحشـَهُ وَأَنـامَه
ذاكَ مِـن مُؤنِساتِهِ الظُفرُ وَالنا
بُ وَهَـــذا ســِلاحُهُ الصَمصــامَه
سـَرَّهُ مِـن أُسـامَةَ البَطشُ وَالفَت
كُ فَســـَمّى وَليـــدَهُ بِأُســامَه
لَــؤُمَت مِنهُمـا الطِبـاعُ وَلَكِـن
وَلَــدُ العاصــِيَينِ شــَرٌّ لَآمَــه
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932