
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا حَبَّـــذا صـــُحبَةَ المَكتَـــبِ
وَأَحبِــــب بِأَيّــــامِهِ أَحبِـــبِ
وَيـــا حَبَّــذا صــِبيَةٌ يَمرَحــو
نَ عِنــانُ الحَيـاةِ عَلَيهِـم صـَبي
كَــــأَنَّهُمو بَســـَماتُ الحَيـــا
ةِ وَأَنفــاسُ رَيحانَهــا الطَيِّــبِ
يُــراحُ وَيُغــدى بِهِــم كَـالقَطي
عِ عَلـى مَشـرِقِ الشـَمسِ وَالمَغـرِبِ
إِلـــى مَرتَــعٍ أَلِفــوا غَيــرَهُ
وَراعٍ غَريـــبِ العَصــا أَجنَــبي
وَمُســتَقبَلٍ مِــن قُيــودِ الحَيـا
ةِ شــَديدٍ عَلـى النَفـسِ مُستَصـعَبِ
فِـــراخٌ بِأَيـــكٍ فَمِــن نــاهِضٍ
يَــروضُ الجَنــاحَ وَمِــن أَزغَــبِ
مَقاعِــدُهُم مِــن جَنــاحِ الزَمـا
نِ وَمــا عَلِمــوا خَطَـرَ المَركَـبِ
عَصــافيرُ عِنــدَ تَهَجّــي الـدُرو
سِ مِهــارٌ عَرابيـدُ فـي المَلعَـبِ
خَلِيّــونَ مِــن تَبِعــاتِ الحَيــا
ةِ عَلـــى الأُمِّ يَلقونَهـــا وَالأَبِ
جُنــونُ الحَداثَــةِ مِــن حَـولِهِم
تَضـــيقُ بِـــهِ ســَعَةُ المَــذهَبِ
عَــدا فَاِســتَبَدَّ بِعَقــلِ الصـَبِيّ
وَأَعــدى المُــؤَدِّبَ حَتّــى صــَبى
لَهُــم جَــرَسٌ مُطـرِبٌ فـي السـَرا
حِ وَلَيـــسَ إِذا جَــدَّ بِــالمُطرِبِ
تَـــوارَت بِــهِ ســاعَةٌ لِلزَمــا
نِ عَلــى النـاسِ دائِرَةُ العَقـرَبِ
تَشــــولُ بِإِبرَتِهـــا لِلشـــَبا
بِ وَتَقــذِفُ بِالســُمِّ فـي الشـُيَّبِ
يَـــدُقُّ بِمِطرَقَتَيهـــا القَضـــا
ءَ وَتَجـري المَقـاديرُ في اللَولَبِ
وَتِلـــكَ الأَواعـــي بِأَيمــانِهِم
حَقــائِبُ فيهـا الغَـدُ المُختَـبي
فَفيهــا الَّـذي إِن يُقِـم لا يُعَـدَّ
مِــنَ النــاسِ أَو يَمـضِ لا يُحسـَبِ
وَفيهـا اللِـواءُ وَفيهـا المَنـا
رُ وَفيهـا التَـبيعُ وَفيها النَبي
وَفيهــا المُــؤَخَّرُ خَلـفَ الزِحـا
مِ وَفيهـا المُقَـدَّمُ فـي المَـوكِبِ
جَميــلٌ عَلَيهِــم قَشــيبُ الثِيـا
بِ وَمــا لَـم يُجَمَّـل وَلَـم يَقشـِبِ
كَســاهُم بَنــانُ الصــِبا حُلَّــةً
أَعَــزَّ مِــن المِخمَــلِ المُــذهَبِ
وَأَبهـى مِـنَ الـوَردِ تَحـتَ النَدى
إِذا رَفَّ فـــي فَرعِـــهِ الأَهــدَبِ
وَأَطهَــرَ مِــن ذَيلِهـا لَـم يَلُـمّ
مِــنَ النــاسِ مـاشٍ وَلَـم يَسـحَبِ
قَطيــعٌ يُزَجّيــهِ راعٍ مِـنَ الـدَه
رِ لَيــــسَ بِلَيــــنٍ وَلا صـــُلَّبِ
أَهـــابَت هِرواتُـــهُ بِالرِفـــا
قِ وَنــادَت عَلـى الحُيَّـدِ الهُـرَّبِ
وَصــــَرَّفَ قُطعـــانَهُ فَاِســـتَبَدّ
وَلَــم يَخــشَ شـَيئاً وَلَـم يَرهَـبِ
أَرادَ لِمَــن شــاءَ رَعـيَ الجَـدي
بِ وَأَنــزَلَ مَــن شـاءَ بِالمُخصـِبِ
وَرَوّى عَلـــى رِيِّهــا النــاهلا
تِ وَرَدَّ الظِمـــاءَ فَلَــم تَشــرَبِ
وَأَلقــى رِقابـاً إِلـى الضـارِبي
نَ وَضــَنَّ بِــأُخرى فَلَــم تُضــرَبِ
وَلَيــسَ يُبــالي رِضـا المُسـتَري
حِ وَلا ضــَجَرَ النــاقِمِ المُتعَــبِ
وَلَيــسَ بِمُبــقٍ عَلــى الحاضـِري
نَ وَلَيــسَ بِبــاكٍ عَلــى الغُيَّـبِ
فَيـا وَيحَهُـم هَـل أَحَسـّوا الحَيا
ةَ لَقَـد لَعِبـوا وَهـيَ لَـم تَلعَـبِ
تُجَـــرِّبُ فيهِــم وَمــا يَعلَمــو
نَ كَتَجرُبَــةِ الطِــبِّ فـي الأَرنَـبِ
ســَقَتهُم بِســُمٍّ جَـرى فـي الأُصـو
لِ وَرَوّى الفُــروعَ وَلَــم يَنضــُبِ
وَدارَ الزَمــانُ فَــدالَ الصــِبا
وَشــَبَّ الصــِغارُ عَــنِ المَكتَــبِ
وَجَـــدَّ الطِلابُ وَكَـــدَّ الشـــَبا
بُ وَأَوغَــلَ فـي الصـَعبِ فَالأَصـعَبِ
وَعــــادَت نَــــواعِمُ أَيّـــامِهِ
ســِنينَ مِــنَ الــدَأَبِ المُنصــِبِ
وَعُــــذِّبَ بِــــالعِلمِ طُلّابُــــهُ
وَغَصــــّوا بِمَنهَلِـــهِ الأَعـــذَبِ
رَمَتهُــم بِــهِ شــَهَواتُ الحَيــا
ةِ وَحُـــبُّ النَباهَــةِ وَالمَكســَبِ
وَزَهـــو الأُبُـــوَّةِ مِــن مُنجِــبٍ
يُفــاخِرُ مَــن لَيــسَ بِــالمُنجِبِ
وَعَقــلٌ بَعيــدُ مَرامــي الطِمـا
حِ كَــبيرُ اللُبانَــةِ وَالمَــأرَبِ
وَلــوعُ الرَجـاءِ بِمـا لَـم تَنَـل
عُقــولُ الأَوالــي وَلَــم تَطلُــبِ
تَنَقَّـــلَ كَــالنَجمِ مِــن غَيهَــبٍ
يَجــوبُ العُصــورَ إِلــى عَيهَــبِ
قَــديمُ الشــُعاعِ كَشـَمسِ النَهـا
رِ جَديــدٌ كَمِصــباحِها المُلهِــبِ
أَبُقـراطُ مِثـلُ اِبـنِ سينا الرَئي
سِ وَهــوميرُ مِثــلُ أَبـي الطَيِّـبِ
وَكُلُّهُمـــو حَجَــرٌ فــي البِنــا
ءِ وَغَــرسٌ مِـنَ المُثمِـرِ المُعقِـبِ
تُـــؤَلِفُهُم فـــي ظِلالِ الرَخـــا
ءِ وَفــي كَنَــفِ النَســَبِ الأَقـرَبِ
وَتَكســِرُ فيهِــم غُــرورَ الثَـرا
ءِ وَزَهـــوَ الــوِلادَةِ وَالمَنصــِبِ
بُيــــوتٌ مُنَزَّهَــــةٌ كَـــالعَتي
قِ وَإِن لَــم تُســَتَّر وَلَـم تُحجَـبِ
يُـــداني ثَراهــا ثَــرى مَكَّــةٍ
وَيَقــرُبُ فـي الطُهـرِ مِـن يَـثرِبِ
إِذا مـــا رَأَيتَهُمـــو عِنــدَها
يَموجــونَ كَالنَحـلِ عِنـدَ الرُبـى
رَأَيــتَ الحَضــارَةَ فــي حُصـنِها
هُنــاكَ وَفــي جُنــدِها الأَغلَــبِ
وَتَعرِضـــُهُم مَوكِبـــاً مَوكِبـــاً
وَتَســـأَلُ عَــن عَلَــمِ المَــوكِبِ
دَعِ الحَــظَّ يَطلَــع بِـهِ فـي غَـدٍ
فَإِنَّــكَ لَــم تَــدرِ مَـن يَجتَـبي
لَقَـــد زَيَّــنَ الأَرضَ بِــالعَبقَرِيِّ
مُحَلّـــي الســَماواتِ بِــالكَوكَبِ
وَخَــدَّشَ ظُفــرُ الزَمــانِ الوُجـو
هَ وَغَيَّــضَ مِــن بِشـرِها المُعجِـبِ
وَغــالَ الحَداثَــةَ شـَرخُ الشـَبا
بِ وَلَـو شـِيَتِ المُـردُ فـي الشُيَّبِ
سـَرى الشـَيبُ مُتَّئِداً فـي الـرُؤو
سِ سُرى النارِ في المَوضِعِ المُعشِبِ
حَريــقٌ أَحــاطَ بِخَيــطِ الحَيــا
ةِ تَعَجَّبــتُ كَيــفَ عَلَيهِــم غَـبي
وَمَــن تُظهِــرِ النـارُ فـي دارِهِ
وَفـــي زَرعِــهِ مِنهُمــو يَرعَــبِ
قَـدِ اِنصـَرَفوا بَعـدَ عِلـمِ الكِتا
بِ لِبـابٍ مِـنَ العِلـمِ لَـم يُكتَـبِ
حَيــاةٌ يُغــامِرُ فيهــا اِمــرُؤٌ
تَســـَلَّحَ بِالنـــابِ وَالمِخلَـــبِ
وَصـارَ إِلـى الفاقَـةِ اِبنُ الغَنِيّ
وَلاقــى الغِنــى وَلَــدُ المُـترَبِ
وَقَـــد ذَهَــبَ المُمتَلــي صــِحَّةً
وَصـــَحَّ الســَقيمُ فَلَــم يَــذهَبِ
وَكَــم مُنجِــبٍ فـي تَلَـقِّ الـدُرو
سِ تَلَقّــى الحَيــاةَ فَلَـم يُنجِـبِ
وَغــابَ الرِفـاقُ كَـأَن لَـم يَكُـن
بِهِــم لَــكَ عَهــدٌ وَلَــم تَصـحَبِ
إِلـــى أَن فَنــوا ثَلَّــةً ثَلَّــةً
فَنــاءَ الســَرابِ عَلـى السَبسـَبِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932