
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعُقــابٌ فــي عَنـانِ الجَـوِّ لاح
أَم سـَحابٌ فَـرَّ مِـن هَوجِ الرِياح
أَم بِسـاطُ الريـحِ رَدَّتـهُ النَوى
بَعـدَ مـا طَـوَّفَ في الدَهرِ وَساح
أَو كَــأَنَّ البُـرجَ أَلقـى حـوتَهُ
فَتَرامـى فـي السَماواتِ الفِساح
أَقبَلَــت مِــن بُعُــدٍ تَحســَبُها
نَحلَـةً عَنَّـت وَطَنَّـت فـي الرِياح
يــا سـِلاحَ العَصـرِ بُشـِّرنا بِـهِ
كُـــلُّ عَصـــرٍ بِكَمِـــيٍّ وَســِلاح
إِنَّ عِــزّاً لَــم يُظَلَّـل فـي غَـدٍ
بِجَناحَيـــكَ ذَليـــلٌ مُســتَباح
فَتَكـــاثَر وَتَـــأَلَّف فَيلَقـــاً
تَعصـِمُ السـِلمَ وَتَعلـو لِلكِفـاح
مِصــرُ لِلطَيــرِ جَميعــاً مَسـرَحٌ
مـا لَنـا فيـهِ ذُنابى أَو جَناح
رُبَّ ســـِربٍ قـــاطِعٍ مَــرَّ بِــهِ
هَبَــطَ الأَرضَ مَلِيّــاً وَاِســتَراح
لِــمَ لا يُفتَــنُ فِتيـانَ الحِمـى
ذَلِـكَ الإِقـدامُ أَو ذاكَ الطِمـاح
مِـن فَـتىً حَـلَّ مِـنَ الجَـوِّ بِهِـم
فَتَلَقّـــوهُ عَلـــى هــامٍ وَراح
إِنَّــــهُ أَوَّلُ عُصـــفورٍ لَهُـــم
هَـزَّ فـي الجَـوِّ جَنـاحَيهِ وَصـاح
دَبَّـــت الهِمَّــةُ فيــهِ وَمَشــَت
عَزَمــاتٌ مِنـكَ يـا حَـربُ صـِحاح
ناطَــحَ النَجــمَ فَــتىً عَلَّمتُـهُ
فـي حَيـاةٍ حُـرَّةٍ كَيـفَ النِطـاح
لَـكَ فـي الأَجيـالِ تِمثـالٌ مَشـى
وَجَـدوا الرُشـدَ عَلَيـهِ وَالصـَلاح
جــاوَزَ النيــلَ وَعَـبرَيهِ إِلـى
أَكَـمِ الشـامِ وَهاتيـكَ البِطـاح
فـارِسَ الجَـوِّ سـَلامٌ فـي الـذُرى
وَعَلـى المـاءِ وَمِـن كُلِّ النَواح
ثِــب إِلىـالنَجمِ وَزاحِـم رُكنَـهُ
وَاِمتَلِـــئ مِــن خُيَلاءٍ وَمِــراح
إِنَّ هَــذا الفَتــحَ لا عَهـدَ بِـهِ
لِضـِفافِ النيـلِ مِـن عَهـدِ فِتاح
تِلـكَ أَبـوابُ السـَماءِ اِنفَتَحَـت
ما وَراءَ البابِ يا طَيرَ النَجاح
أَســَماءُ النيــلِ أَيضــاً حَـرَمٌ
مِـن طَريـقِ الهِنـدِ أَم جَوٌّ مُباح
عَيــنُ شــَمسٍ مُلِأَت مِــن مَــوكِبٍ
كــانَ لِلأَبطـالِ أَحيانـاً يُتـاح
رُبَّمـــا جَلَّــلَ وَجــهَ الأَرضِ أَو
رُبَّمـا سـَدَّ عَلـى الشَمسِ السَراح
إِن يَفُتــهُ الجَيــشُ أَو رَوَّعتُـهُ
لَـم يَفُتهُ النَشَأُ الزُهرُ الصِباح
وَفِــدى فــائِزَةٍ ســُمرُ القَنـا
وَفِــدى حارِسـِها بيـضُ الصـِفاح
وَلَقَــد أَبطَـأَت حَتّـى لَـم يَنَـم
لِلحِمـى لَيـلٌ وَلَـم يَنعَـم صَباح
فَـاِبتَغي العُـذرَ كِـرامٌ وَاِنبَرَت
أَلسـُنٌ فـي الثَلمِ وَالهَدمِ فِصاح
تَلتَــوي الخَيـلُ عَلـى راكِبِهـا
كَيـفَ بِالعاصـِفِ في يَومِ الجِماح
لَيــسَ مَـن يَركَـبُ سـَرجاً لَيِّنـاً
مِثـلَ مَـن يَركَـبُ أَعرافَ الرِياح
ســِر رُوَيـداً فـي فَضـاءٍ سـافِرٍ
ضـاحِكِ الصـَفحَةِ كَـالفِردَوسِ صاح
طَرَفَـت عَينـاً بِـهِ الشـَمسُ فَلَـو
خُيِّــرَت لَــم تَتَحَفَّــز لِلـرَواح
وَتَكــادُ الطَيــرُ مِــن خِفَّتِــهِ
تَتَعـالى فيـهِ مِـن غَيـرِ جَنـاح
قِــف تَأَمَّــل مِــن عُلُــوٍّ قُبَّـةً
رُفِعَـت لِلفَصـلِ وَالـرَأيِ الصُراح
نَــزَلَ النُــوّابُ فيهــا فِتيَـةً
فـي جَنـاحٍ وَشـُيوخاً فـي جَنـاح
حَمَلــوا الحَـقَّ وَقـاموا دونَـهُ
كَرَعيـلِ الخَيـلِ أَو صـَفِّ الرِماح
يـا أَبا الفاروقِ مَن تَرعى فَفي
كَنَـفِ الفَضـلِ وَفـي ظِـلِّ السِماح
أَنـتَ مِـن آبـاؤُكِ السـُحبُ وَمـا
فـي بِناءِ السُحُبِ الأَيدي الشِحاح
يَـدُكَ السـَمحَةُ فـي الخَيـرِ وَفي
هِمَّـةِ الغَـرسِ وَفـي أُسوِ الجِراح
نَحـنُ أَفلَحنـا عَلـى الأَرضِ بِكُـم
وَرَجَونـا فـي السـَماواتِ الفَلاح
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932