
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَكَنَ الزَمــانُ وَلانَــتِ الأَقــدارُ
وَلِكُـــلِّ أَمـــرٍ غايَـــةٌ وَقَــرارُ
أَرخــى الأَعِنَّــةَ لِلخُطــوبِ وَرَدَّهـا
فَلَــــكٌ بِكُــــلِّ فُجــــاءَةٍ دَوّارُ
يَجــري بِــأَمرٍ أَو يَــدورُ بِضــِدِّهِ
لا النَقـــضُ يُعجِــزُهُ وَلا الإِمــرارُ
هَــل آذَنَتنــا الحادِثـاتُ بِهُدنَـةٍ
وَهَــل اِســتَجابَ فَسـالَمَ المِقـدارُ
سـُدِلَ السـِتارُ وَهَـل شـَهِدتَ رِوايَـةً
لَـم يَعتَرِضـها فـي الفُصـولِ سـِتارُ
وَجَرَت فَما اِستَولَت عَلى الأَمَدِ المُنى
وَعَـدَت فَمـا حَـوَتِ المَـدى الأَوطـارُ
دونَ الجَلاءِ وَدونَ يــــــانِعِ وَردِهِ
خُطُــواتُ شـَعبٍ فـي القَتـادِ تُسـارُ
وَبِنــاءُ أَخلاقٍ عَلَيــهِ مِـنَ النُهـى
ســُوَرٌ وَمِــن عِلـمِ الزَمـانِ إِطـارُ
وَحَضـارَةٌ مِـن مَنطِـقِ الـوادي لَهـا
أَصـــلٌ وَمِـــن أَدَبِ البِلادِ نِجــارُ
أَعمـى هَـوى الـوَطَنِ العَزيزِ عِصابَةٌ
مُسـتَهتِرينَ إِلـى الجَـرائِمِ سـاروا
يــا ســوءَ سـُنَّتِهِم وَقُبـحَ غُلُـوِّهِم
إِنَّ العَقـــائِدَ بِـــالغُلُوِّ تُضــارُ
وَالحَـــقُّ أَرفَـــعُ مِلَّــةً وَقَضــِيَّةً
مِــن أَن يَكــونَ رَســولُهُ الإِضـرارُ
أُخِـــذَت بِـــذَنبِهِمُ البِلادُ وَأُمَّــةٌ
بِـالريفِ مـا يَـدرونَ مـا السِردارُ
فــي فِتنَـةٍ خُلِـطَ البَريـءُ بِغَيـرِهِ
فيهــا وَلُطِّــخَ بِالــدَمِ الأَبــرارُ
لَقِـيَ الرِجـالُ الحادِثـاتِ بِصـَبرِهِم
حَتّــى اِنجَلَــت غُمَـمٌ لَهـا وَغِمـارُ
لانــوا لَهــا فــي شــِدَّةٍ وَصـَلابَةٍ
لَيـنَ الحَديـدِ مَشـَت عَلَيـهِ النـارُ
الحَــقُّ أَبلَــجُ وَالكِنانَــةُ حُــرَّةٌ
وَالعِـــزُّ لِلدُســـتورِ وَالإِكبـــارُ
الأَمـــرُ شــورى لا يَعيــثُ مُســَلَّطٌ
فيـــهِ وَلا يَطغـــى بِـــهِ جَبّــارُ
إِنَّ العِنايَــــةَ لِلبِلادِ تَخَيَّــــرَت
وَالخَيــرُ مـا تَقضـي وَمـا تَختـارُ
عَهـدٌ مِـنَ الشـورى الظَليلَـةِ نُضِّرَت
آصــــالُهُ وَاِخضــــَلَّتِ الأَســـحارُ
تَجنــي البِلادُ بِـهِ ثِمـارَ جُهودِهـا
وَلِكُــلِّ جُهــدٍ فـي الحَيـاةِ ثِمـارُ
بُنيــانُ آبــاءٍ مَشــَوا بِســِلاحِهِم
وَبَنيـنَ لَـم يَجِـدوا السِلاحَ فَثاروا
فيــهِ مِــنَ التَـلِّ المُـدَرَّجِ حـائِطٌ
وَمِــنَ المَشــانِقِ وَالسـُجونِ جِـدارُ
أَبَــتِ التَقَيُّــدَ بِـالهَوى وَتَقَيَّـدَت
بِـــالحَقِّ أَو بِــالواجِبِ الأَحــرارُ
فــي مَجلِــسٍ لا مـالُ مِصـرَ غَنيمَـةٌ
فيـــهِ وَلا ســُلطانُ مِصــرَ صــِغارُ
مـا لِلرِجـالِ سـِوى المَراشـِدَ مَنهَجٌ
فيـــهِ وَلا غَيــرَ الصــَلاحِ شــِعارُ
يَتَعـــاوَنونَ كَأَهــلِ دارٍ زُلزِلَــت
حَتّــــى تَقَـــرَّ وَتَطمَئِنَّ الـــدارُ
يُجــرونَ بِـالرِفقِ الأُمـورَ وَفُلكَهـا
وَالريــحُ دونَ الفُلــكِ وَالإِعصــارُ
وَمَــعَ المُجَــدِّدِ بِالأَنــاةِ ســَلامَةٌ
وَمَــعَ المُجَــدِّدِ بِالجِمــاحِ عِثـارُ
الأُمَّـــةُ اِئتَلَفَـــت وَرَصَّ بِناءَهــا
بـــانٍ زَعـــامَتُهُ هُــدىً وَمَنــارُ
أَســَدٌ وَراءَ السـِنِّ مَعقـودُ الحُبـا
يَــأبى وَيَغضــَبُ لِلشــَرى وَيَغــارُ
كَهــفُ القَضــِيَّةِ لا تَنــامُ نُيـوبُهُ
عَنهـــا وَلا تَتَنـــاعَسُ الأَظفـــارُ
يَـومَ الخَميـسِ وَراءَ فَجـرِكَ لِلهُـدى
صـــُبحٌ وَلِلحَــقِّ المُــبينِ نَهــارُ
مـــا أَنـــتَ إِلّا فارِســِيٌّ لَيلُــهُ
عُـــرسٌ وَصـــَدرُ نَهــارِهِ إِعــذارُ
بَكَــرَت تُزاحِــمُ مِهرَجانِــكَ أُمَّــةٌ
وَتَلَفَّتَــت خَلــفَ الزِحــامِ دِيــارُ
وَرَوى مَواكِبَـــكَ الزَمــانُ لِأَهلِــهِ
وَتَنَقَّلَــــت بِجَلالِهـــا الأَخبـــارُ
أَقبَلــتَ بِالدُسـتورِ أَبلَـجَ زاهِـراً
يَفتَـــنُّ فــي قَســَماتِهِ النُظّــارُ
وَذُؤابَــةُ الــدُنيا تَــرِفُّ حَداثَـةً
عَــن جــانِبَيهِ وَلِلزَمــانِ عِــذارُ
يَحمــي لَفــائِفَهُ وَيَحــرُسُ مَهــدَهُ
شـــَيخٌ يَـــذودُ وَفِتيَــةٌ أَنصــارُ
وَكَــأَنَّهُ عيسـى الهُـدى فـي مَهـدِهِ
وَكَـــأَنَّ ســَعداً يوســُفُ النَجّــارُ
التـاجُ فُصـِّلَ فـي سـَمائِكَ بِالضـُحى
مِنـكَ الحِلـى وَمِـنَ الضـُحى الأَنوارُ
يَكســو مِـنَ الدُسـتورِ هامَـةَ رَبِّـهِ
مـا لَيـسَ يَكسـو الفـاتِحينَ الغارُ
بِــالحَقِّ يَفتَــحُ كُــلُّ هـادٍ مُصـلِحٍ
مـا لَيـسَ يَفتَـحُ بِالقَنـا المِغوارُ
وَطَنــي لَــدَيكَ وَأَنـتَ سـَمحٌ مُفضـِلٌ
تُنســى الــذُنوبُ وَتُـذكَرُ الأَعـذارُ
تـابَ الزَمـانُ إِلَيـكَ مِـن هَفَـواتِهِ
بِـــوَزارَةٍ تُمحـــى بِهــا الأَوزارُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932