
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـــَيَّعتُ أَحلامـــي بِقَلــبٍ بــاكِ
وَلَمَحــتُ مِـن طُـرُقِ المِلاحِ شـِباكي
وَرَجَعـــتُ أَدراجَ الشــَبابِ وَوَردِهِ
أَمشــي مَكانَهُمــا عَلـى الأَشـواكِ
وَبِجـــانِبي واهٍ كَـــأنَّ خُفــوقَهُ
لَمّــا تَلَفَّــتَ جَهشــَةُ المُتَبـاكي
شــاكي الســِلاحِ إِذا خَلا بِضـُلوعِهِ
فَــإِذا أُهيــبَ بِـهِ فَلَيـسَ بِشـاكِ
قَــد راعَـهُ أَنّـي طَـوَيتُ حَبـائِلي
مِــن بَعــدِ طـولِ تَنـاوُلٍ وَفِكـاكِ
وَيـحَ اِبـنِ جَنـبي كُـلُّ غايَـةِ لَذَّةٍ
بَعــدَ الشــَبابِ عَزيــزَةُ الإِدراكِ
لَـم تُبـقِ مِنّـا يـا فُـؤادُ بَقِيَّـةً
لِفُتُــــوَّةٍ أَو فَضـــلَةٌ لِعِـــراكِ
كُنّــا إِذا صـَفَّقتَ نَسـتَبِقُ الهَـوى
وَنَشــُدُّ شــَدَّ العُصــبَةِ الفُتّــاكِ
وَاليَـومَ تَبعَـثُ فِـيَّ حيـنَ تَهَزُّنـي
مـا يَبعَـثُ النـاقوسُ فـي النُسّاكِ
يـا جـارَةَ الوادي طَرِبتُ وَعاوَدَني
مــا يُشــبِهُ الأَحلامَ مِــن ذِكـراكِ
مَثَّلتُ في الذِكرى هَواكِ وَفي الكَرى
وَالـذِكرَياتُ صـَدى السِنينِ الحاكي
وَلَقَـد مَـرَرتُ عَلـى الرِياضِ بِرَبوَةٍ
غَنّــاءَ كُنــتُ حِيالَهــا أَلقــاكِ
ضــَحِكَت إِلَــيَّ وُجوهُهـا وَعُيونُهـا
وَوَجَــدتُ فــي أَنفاســِها رَيّــاكِ
فَـذَهبتُ فـي الأَيّـامِ أَذكُـرُ رَفرَفاً
بَيــنَ الجَـداوِلِ وَالعُيـونِ حَـواكِ
أَذَكَـرتِ هَروَلَـةَ الصـَبابَةِ وَالهَوى
لَمّــــا خَطَـــرتِ يُقَبِّلانِ خُطـــاكِ
لَم أَدرِ ماطيبُ العِناقِ عَلى الهَوى
حَتّـــى تَرَفَّــقَ ســاعِدي فَطــواكِ
وَتَـأَوَّدَت أَعطـافُ بانِـكِ فـي يَـدي
وَاِحمَــرَّ مِــن خَفرَيهِمــا خَــدّاكِ
وَدَخَلـتُ فـي لَيلَيـنِ فَرعِكِ وَالدُجى
وَلَثَمــتُ كَالصــُبحِ المُنَـوِّرِ فـاكِ
وَوَجـدتُ فـي كُنـهِ الجَوانِـحِ نَشوَةً
مِـن طيـبِ فيـكِ وَمِـن سـُلافِ لَمـاكِ
وَتَعَطَّلَــت لُغَــةُ الكَلامِ وَخــاطَبَت
عَينَــيَّ فـي لُغَـةِ الهَـوى عَينـاكِ
وَمَحَــوتُ كُـلَّ لُبانَـةٍ مِـن خـاطِري
وَنَســيتُ كُــلَّ تَعــاتُبٍ وَتَشــاكي
لا أَمـسَ مِـن عُمـرِ الزَمـانِ وَلا غَدٌ
جُمِـعَ الزَمـانُ فَكـانَ يَـومَ رِضـاكِ
لُبنـانُ رَدَّتنـي إِلَيـكَ مِـنَ النَوى
أَقـــدارُ ســـَيرٍ لِلحَيــاةِ دَراكِ
جَمَعَـت نَزيلَـي ظَهرِهـا مِـن فُرقَـةٍ
كُـــــرَةٌ وَراءَ صــــَوالِجِ الأَفلاكِ
نَمشــي عَلَيهـا فَـوقَ كُـلِّ فُجـاءَةٍ
كَــالطَيرِ فَــوقَ مَكـامِنِ الأَشـراكِ
وَلَـو أَنَّ بِالشـَوقُ المَزارُ وَجَدتَني
مُلقـى الرِحـالِ عَلى ثَراكِ الذاكي
بِنــتَ البِقــاعِ وَأُمَّ بَردونِيَّهــا
طيــبي كَجِلَّــقَ وَاِســكُبي بَـرداكِ
وَدِمَشــقُ جَنّــاتُ النَعيـمِ وَإِنَّمـا
أَلفَيـــتُ ســُدَّةَ عَــدنِهِنَّ رُبــاكِ
قَسـَماً لَوِ اِنتَمَتِ الجَداوِلُ وَالرُبا
لَتَهَلَّــلَ الفِــردَوسُ ثُــمَّ نَمــاكِ
مَـــرآكِ مَــرآهُ وَعَينُــكِ عَينُــهُ
لِــم يـا زُحَيلَـةُ لا يَكـونُ أَبـاكِ
تِلــكَ الكُـرومُ بَقِيَّـةٌ مِـن بابِـلٍ
هَيهــاتَ نَســيَ البــابِلِيِّ جَنـاكِ
تُبـدي كَوَشـيِ الفُـرسِ أَفتَـنَ صِبغَةٍ
لِلنــاظِرينَ إِلــى أَلَــذِّ حِيــاكِ
خَـرَزاتِ مِسـكٍ أَو عُقـودَ الكَهرَبـا
أودِعــنَ كــافوراً مِــنَ الأَســلاكِ
فَكَّـرتُ فـي لَبَـنِ الجِنـانِ وَخَمرِها
لَمّــا رَأَيــتُ المــاءَ مَــسَّ طِلاكِ
لَـم أَنـسَ مِـن هِبَـةِ الزَمانِ عَشِيَّةً
ســَلَفَت بِظِلِّــكِ وَاِنقَضــَت بِـذَراكِ
كُنـتِ العَـروسَ عَلـى مَنَصـَّةِ جِنحِها
لُبنـانُ فـي الوَشـيِ الكَريـمِ جَلاكِ
يَمشي إِلَيكِ اللَحظُ في الديباجِ أَو
فـي العـاجِ مِـن أَيِّ الشِعابِ أَتاكِ
ضــَمَّت ذِراعَيهــا الطَبيعَـةُ رِقَّـةً
صـــِنّينَ وَالحَرَمــونَ فَاِحتَضــَناكِ
وَالبَـدرُ فـي ثَبَـجِ السـَماءِ مُنَوِّرٌ
ســالَت حُلاهُ عَلــى الثَــرى وَحُلاكِ
وَالنَيِّــراتُ مِــنَ السـَحابِ مُطِلَّـةٌ
كَالغيــدِ مِــن سـِترٍ وَمِـن شـُبّاكِ
وَكَــأَنَّ كُــلَّ ذُؤابَــةٍ مِـن شـاهِقٍ
رُكــنُ المَجــرَّةِ أَو جِـدارُ سـِماكِ
ســَكَنَت نَــواحي اللَيـلِ إِلّا أَنَّـةً
فـي الأَيـكِ أَو وَتَـراً شـَجِيَ حِـراكِ
شــَرَفاً عَــروسَ الأَرزِ كُـلُّ خَريـدَةٍ
تَحــتَ السـَماءِ مِـنَ البِلادِ فِـداكِ
رَكَـزَ البَيـانُ عَلـى ذَراكِ لِـوائَهُ
وَمَشـى مُلـوكُ الشـِعرِ فـي مَغنـاكِ
أُدَبـاؤُكِ الزُهـرُ الشـُموسُ وَلا أَرى
أَرضــاً تَمَخَّــضُ بِالشــُموسِ سـِواكِ
مِــن كُـلِّ أَروَعَ عِلمُـهُ فـي شـِعرِهِ
وَيَراعُــــهُ مِـــن خُلقِـــهِ بِمَلاكِ
جَمـعَ القَصـائِدَ مِـن رُبـاكِ وَرُبَّما
سـَرَقَ الشـَمائِلَ مِـن نَسـيمِ صـَباكِ
موسـى بِبابِكِ في المَكارِمِ وَالعُلا
وَعَصـاهُ فـي سـِحرِ البَيـانِ عَصـاكِ
أَحلَلـتِ شِعري مِنكِ في عُليا الذُرا
وَجَمَعتِـــــهِ بِرِوايَـــــةِ الأَملاكِ
إِن تُكرِمـي يـا زَحـلُ شـِعري إِنَّني
أَنكَــــرتُ كُــــلَّ قَصـــيدَةٍ إِلّاكِ
أَنــتِ الخَيــالُ بَـديعُهُ وَغَريبُـهُ
اللَـــهُ صــاغَكِ وَالزَمــانُ رَواكِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932