
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَــد لَبّــى زَعيمُكُـمُ النِـداءَ
عَــزاءً أَهــلَ دِميــاطٍ عَــزاءَ
وَإِن كــانَ المُعَــزّي وَالمُعَـزّى
وَكُـلُّ النـاسِ فـي البَلوى سَواءَ
فُجِعنــــا كُلُّنـــا بِعَلائِلِـــيٍّ
كَرُكــنِ النَجــمِ أَو أَسـنى عَلاءَ
أَرَقُّ شـــَبابِ دِميــاطٍ عَلَيهــا
وَأَنشـــَطُهُم لِحاجَتِهــا قَضــاءَ
وَخَيــرُ بُيوتِهـا كَرَمـاً وَتَقـوى
وَأَصـلاً فـي السـِيادَةِ وَاِنتِهـاءَ
فَــتىً كَالرُمـحِ عالِيَـةً رُعـوداً
وَكَالصَمصــامِ إِفرِنــداً وَمــاءَ
وَأَعطـى المالَ وَالهِمَمَ العَوالي
وَلَــم يُعـطِ الكَرامَـةَ وَالإِبـاءَ
شــَبابٌ ضـارَعَ الرَيحـانَ طيبـاً
وَنــازَعَهُ البَشاشــَةَ وَالبَهـاءَ
وَجُنــدِيُّ القَضــِيَةِ مُنـذُ قـامَت
تَعَلَّــمَ تَحـتَ رايَتِهـا اللِقـاءَ
وَرُوِّعَ شــَيخُها العــالي بِيَـومٍ
فَكــانَ بِمَنكِبَيــهِ لَــهُ وِقـاءَ
ســَعى لِضــَميرِهِ وَلَــوَجهِ مِصـرٍ
وَلَــم يَتَــوَلَّ يَنتَظِـرُ الجَـزاءَ
وَنَعـــشٍ كَالغَمــامِ يَــرِفُّ ظِلّاً
إِذا ذَهَــبَ الزِحـامُ بِـهِ وَجـاءَ
وَلَـم تَقَـعِ العُيـونُ عَلَيـهِ إِلّا
أَثـارَ الحُـزنَ أَو بَعَـثَ البُكاءَ
عَجِبنـا كَيـفَ لَـم يَخضـَرَّ عـوداً
وَقَـد حَمَـلَ المُـروءَةَ والرُفـاءَ
مَشــَت دِميــاطُ فَـاِلتَفَّت عَلَيـهِ
تُنــازِعُهُ الــذَخيرَةَ وَالرَجـاءَ
بَنــي دِميـاطَ مـا شـَيءٌ بِبـاقٍ
سِوى الفَردِ الَّذي اِحتَكَرَ البَقاءَ
تَعــالى اللَـهُ لا يَبقـى سـِواهُ
إِذا وَرَدَت بِرِيَّتَـــهُ الفَنـــاءَ
وَأَنتُــم أَهــلُ إيمـانٍ وَتَقـوى
فَهَـل تَلقَـونَ بِـالعَتبِ القَضـاءَ
مَلَأتُـم مِـن بُيـوتِ اللَـهِ أَرضـاً
وَمِـن داعـي البُكـورِ لَها سَماءَ
وَلا تَســـتَقبِلونَ الفَجـــرَ إِلّا
عَلــى قَـدَمِ الصـَلاةِ إِذا أَضـاءَ
وَتَرتَقِبـــونَ مَطلَعَــهُ صــِغاراً
وَتَســـتَبِقونَ غُرَّتَـــهُ نِســـاءَ
وَكَــم مِـن مَوقِـفٍ مـاضٍ وَقَفتُـم
فَكُنتُــم فيـهِ لِلـوَطَنِ الفِـداءَ
دَفَعتُــم غــارَةً شــَعواءَ عَنـهُ
وَذُدتُــم عَــن حَواضــِرِهِ البَلاءَ
أَخـي عَبـدَ الحَليـمِ وَلَستُ أَدري
أَأَدعـو الصـِهرَ أَم أَدعو الإِخاءَ
وَكَـم صـَحَّ الـوِدادُ فَكـانَ صِهراً
وَكــانَ كَـأَقرَبِ القُربـى صـَفاءَ
عَجيــبٌ تَركُـكَ الـدُنيا سـَقيماً
وَكُنــتَ النَحـلَ تَملَؤُهـا شـِفاءَ
وَكُنّــا حيــنَ يُعضــِلُ كُـلُّ داءٍ
نَجيــءُ إِلَيـكَ نَجعَلُـكَ الـدَواءَ
مَضــَت بِـكَ آلَـةٌ حَـدباءُ كـانَت
عَلـى الزَمَـنِ المَطِيَّـةَ وَالوِطاءَ
وَســارَت خَلفَــكَ الأَحـزابُ صـَفّاً
وَسـِرتَ فَكُنـتَ فـي الصَفِّ اللِواءَ
تُوَلِّــفُ بَينَهُــم مَيتـاً وَتَبنـي
كَعَهـدِكَ فـي الحَيـاةِ لَهُـم وَلاءَ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932