
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـامَ مِـن عِلَّتِـهِ الشاكي الوَصِب
وَتَلَقّــى راحَـةَ الـدَهرِ التَعِـب
أَيُّهـا النَفـسُ اِصبِري وَاِستَرجِعي
هَتــفَ النـاعي بِعَبـدِ المُطَّلِـب
نَــزَلَ التُـربَ عَلـى مَـن قَبلَـهُ
كُــلُّ حَـيٍّ مُنتَهـاهُ فـي التُـرُب
ذَهَــبَ الليــنُ فــي إِرشــادِهِ
كَـالأَبِ المُشـفِقِ وَالحَـدِّ الحَـدِب
القَريـبُ العَتبِ مِن مَعنى الرِضا
وَالقَريـبُ الجِدِّ مِن مَعنى اللَعِب
وَالأَخُ الصــادِقُ فـي الـوُدِّ إِذا
ظَهَــرَ الإِخـوانُ بِـالوُدِّ الكَـذِب
خاشـــِعٌ فــي دَرســِهِ مُحتَشــِمٌ
فَكِــهٌ فـي مَجلِـسِ الصـَفوِ طَـرِب
قَلَّــدَ الأَوطــانَ نَشــءً صـالِحاً
وَشــَباباً أَهــلَ ديــنٍ وَحَســَب
رُبَّمــا صـالَت بِهِـم فـي غَـدِها
صـَولَةَ الدَولَـةِ بِـالجَيشِ اللَجِب
جَعَلــــوا الأَقلامَ أَرمــــاحَهُمُ
وَأَقاموهــا مَقامــاتِ القُضــُب
لا يَميلــونَ إِلـى البَغـيِ بِهـا
كَيفَ يَبغي مَن إِلى العِلمِ اِنتَسَب
شــاعِرَ البَـدوِ وَمِنهُـم جاءَنـا
كُــلُّ مَعنــىً رَقَّ أَو لَفـظٍ عَـذُب
قَــد جَــرَت أَلســُنُهُم صــافِيَةً
جَرَيـانَ المـاءِ فـي أَصلِ العُشُب
ســَلِمَت مِـن عَنَـتِ الطَبـعِ وَمِـن
كُلفَــةِ الأَقلامِ أَو حَشـوِ الكُتُـب
قَـد نَزَلـتَ اليَـومَ فـي باديَـةٍ
عَمَـرَت فيها اِمرَأَ القَيسِ الحِقَب
وَمَشـى المَجنـونُ فيهـا سـالِياً
نَفَــضَ اللَوعَــةَ عَنـهُ وَالوَصـَب
أَعِــرِ النـاسَ لِسـاناً يَنظُمـوا
لَكَ فيهِ الشِعرَ أَو يُنشوا الخُطَب
قُـم صـِفِ الخُلـدَ لَنـا في مُلكِهِ
مِـن جَلالِ الخُلـقِ وَالصُنعِ العَجَب
وَثِمــارٍ فــي يَـواقيتِ الرُبـى
وَســُلافٍ فــي أَبــاريقِ الـذَهَب
وَاِنثُـرِ الشـِعرَ عَلى الأَبرارِ في
قُــدُسِ الســاحِ وَعُلـوِيِّ الرَحِـب
وَاِســتَعِر رُضــوانَ عـودَي قَصـَبٍ
وَتَرَنَّـم بِـالقَوافي فـي القَصـَب
وَاِســقِ بِـالمَعنى إِلَهِيّـاً كَمـا
تَتَســاقَونَ الرَحيــقَ المُنسـَكِب
كُلَّمـــا ســَبَّحتَ لِلعَــرشِ بِــهِ
رَفَـعَ الرَحمَـنُ وَالرُسـُلُ الحُجُـب
قُــم تَأَمَّـل هَـذِهِ الـدارُ وَفـى
لَــكَ مِـن طُلّابِهـا الجَمـعُ الأَرِب
وَفَــتِ الــدارُ لِبـاني رُكنِهـا
وَقَضـى الحَـقَّ بَنو الدارِ النُجُب
طَلَبــوا العِلــمَ عَلـى شـَيخِهِمُ
زَمَنــاً ثُــمَّ إِذا الشـَيخُ طُلِـب
غـــابَ عَــن أَعيُنِهِــم لَكِنَّــهُ
ماثِـلٌ فـي كُـلِّ قَلـبٍ لَـم يَغِـب
صــورَةٌ مُحســَنَةٌ مــا تَختَفــي
وَمِثـــالٌ طَيِّــبٌ مــا يَحتَجِــب
رَجُـلُ الـواجِبِ فـي الدُنيا مَضى
يُنصـِفُ الأُخـرى وَيَقضـي مـا وَجَب
عـاشَ عَيـشَ النـاسِ فـي دُنياهُمُ
وَكَمــا قَـد ذَهَـبَ النـاسُ ذَهَـب
أَخَــذَ الــدَرسَ الَّــذي لُقِّنَــهُ
عَجَــمُ النـاسِ قَـديماً وَالعَـرَب
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932