
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـاجِعُ الشـَرقِ طـارَ عَـن أَوكـارِهِ
وَتَـــوَلّى فَـــنٌّ عَلـــى آثــارِهِ
غــالَهُ نافِــذُ الجَنــاحَينِ مـاضٍ
لا تَفِــرُّ النُســورُ مِــن أَظفـارِهِ
يَطـرُقُ الفَـرخَ فـي الغُصونِ وَيَغشى
لُبَـداً فـي الطَويـلِ مِـن أَعمـارِهِ
كـــانَ مِزمـــارَهُ فَأصـــبَحَ داوُ
دُ كَئيبــاً يَبكــي عَلـى مِزمـارِهِ
عَبـــدُهُ بَيـــدَ أَنَّ كُـــلَّ مُغَــنٍّ
عَبــدُهُ فـي اِفتِنـانِهِ وَاِبتِكـارِهِ
مَعبَـدُ الـدَولَتَينِ فـي مِصرَ وَإِسحا
قُ الســـَمِيَّينِ رَبِّ مِصــرٍ وَجــارِهِ
فـي بِسـاطِ الرَشـيدِ يَومـاً وَيَوماً
فــي حِمـى جَعفَـرٍ وَضـافي سـِتارِهِ
صـَفوُ مُلكَيهِمـا بِـهِ فـي اِزدِيـادٍ
وَمِــنَ الصــَفوِ أَن يَلـوذَ بِـدارِهِ
يُخـرِجُ المـالِكينَ مِـن حِشمَةِ المُل
كِ وَيُنســي الوَقـورَ ذِكـرَ وَقـارِهِ
رُبَّ لَيــلٍ أَغــارَ فيـهِ القَمـاري
وَأَثــارَ الحِســانَ مِــن أَقمـارِهِ
بِصــَباً يُــذكِرُ الرِيــاضَ صــَباهُ
وَحِجــــازٍ أَرَقُّ مِـــن أَســـحارِهِ
وَغِنــاءٍ يُــدارُ لَحنــاً فَلَحنــاً
كَحَـــديثِ النَــديمِ أَو كَعُقــارِهِ
وَأَنيــنٍ لَــو أَنَّــهُ مِــن مَشـوقٍ
عَــرَفَ الســامِعونَ مَوضــِعَ نـارِهِ
يَتَمَنّــى أَخـو الهَـوى مِنـهُ آهـاً
حيــنَ يُلحـى تَكـونُ مِـن أَعـذارِهِ
زَفَـــراتٌ كَأَنَّهـــا بَـــثُّ قَيــسٍ
فـي مَعـاني الهَـوى وَفـي أَخبارِهِ
لا يُجــازيهِ فــي تَفَنُّنِــهِ العـو
دُ وَلا يَشــتَكي إِذا لَــم يُجــارِهِ
يَسمَعُ اللَيلُ مِنهُ في الفَجرِ يا لَي
لُ فَيُصــغي مُســتَمهِلاً فـي فِـرارِهِ
فُجِـعَ النـاسُ يَـومَ مـاتَ الحَمولي
بِــدَواءِ الهُمــومِ فــي عَطّــارِهِ
بِــأَبي الفَــنِّ وَاِبنِــهِ وَأَخيــهِ
القَــوِيِّ المَكيــنِ فــي أَسـرارِهِ
وَالأَبِــيِّ العَفيــفِ فــي حـالَتَيهِ
وَالجَــوادِ الكَريـمِ فـي إيثـارِهِ
يَحبِــسُ اللَحــنَ عَــن غِنـىً مُـدِلٍّ
وَيُــذيِقُ الفَقيــرَ مِــن مُختـارِهِ
يـا مُغيثـاً بِصـَوتِهِ فـي الرَزايا
وَمُعينــاً بِمــالِهِ فـي المَكـارِهِ
وَمُحِـــلَّ الفَقيــرِ بَيــنَ ذَويــهِ
وَمُعِــزَّ اليَــتيمِ بَيــنَ صــِغارِهِ
وَعِمــادَ الصــَديقِ إِن مـالَ دَهـرٌ
وَشــِفاءَ المَحــزونِ مِـن أَكـدارِهِ
لَســتَ بِالراحِـلِ القَليـلِ فَتُنسـى
واحِــدُ الفَــنِّ أُمَّـةٌ فـي دِيـارِهِ
غايَـةُ الـدَهرِ إِن أَتـى أَو تَـوَلّى
مـا لَقيـتَ الغَـداةَ مِـن إِدبـارِهِ
نَـزَلَ الجَـدُّ فـي الثَـرى وَتَسـاوى
مــا مَضــى مِـن قِيـامِهِ وَعِثـارِهِ
وَاِنَقضـى الداءُ بِاليَقينِ مِنَ الحا
لَيــنِ فَــالمَوتُ مُنتَهـى إِقصـارِهِ
لَهــفَ قَــومي عَلــى مَخايِـلِ عِـزٍّ
زالَ عَنّـــا بِرَوضـــِهِ وَهَـــزارِهِ
وَعَلــى ذاهِــبٍ مِـنَ العَيـشِ وَلَّـي
تَ فَــوَلّى الأَخيــرُ مِــن أَوطـارِهِ
وَزَمـانٍ أَنـتَ الرِضـى مِـن بَقايـا
هُ وَأَنــتَ العَــزاءُ مِــن آثـارِهِ
كــانَ لِلنـاسِ لَيلُـهُ حيـنَ تَشـدو
لَحَــقَ اليَــومَ لَيلُــهُ بِنَهــارِهِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932