
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـــالَ أَحبـــابُهُ خَليلاً خَليلا
وَتَـــوَلّى اللِـــداتُ إِلّا قَليلا
نَصـَلوا أَمـسِ مِن غُبارِ اللَيالي
وَمَضــى وَحــدَهُ يَحُـثُّ الـرَحيلا
سـَكَنَت مِنهُـم الرُكـابُ كَـأَن لَم
تَضـطَرِب سـاعَةً وَلَـم تَمـضِ ميلا
جُــرِّدوا مِـن مَنـازِلَ الأَرضِ إِلّا
حَجَـــراً دارِســـاً وَرَملاً مَهيلا
وَتَعَـرَّوا إِلـى البِلـى فَكَسـاهُم
خُشـنَةَ اللَحدِ وَالدُجى المَسدولا
فـي يَبـابٍ مِنَ الثَرى رَدَّهُ المَو
تُ نَقِيّــاً مِـنَ الحُقـودِ غَسـيلا
طَرَحـوا عِنـدَهُ الهُمـومَ وَقالوا
إِنَّ عِبــءَ الحَيـاةِ كـانَ ثَقيلا
إِنَّمـا العـالَمُ الَّذي مِنهُ جِئنا
مَلعَـــبٌ لا يُنَــوِّعُ التَمــثيلا
بَطَـلُ المَـوتِ فـي الرِوايَةِ رُكنٌ
بُنِيَـــت مِنــهُ هَيكَلاً وَفُصــولا
كُلَّمـا راحَ أَو غَدا المَوتُ فيها
ســَقَطَ السـِترُ بِالـدُموعِ بَليلا
ذِكرَيــاتٌ مِــنَ الأَحِبَّــةِ تُمحـى
بِيَـدٍ لِلزَمـانِ تَمحـو الطُلـولا
كُـلُّ رَسـمٍ مِـن مَنـزِلٍ أَو حَـبيبٍ
سـَوفَ يَمشـي البِلى عَلَيهِ مُحيلا
رُبَّ ثُكـلٍ أَسـاكَ مِـن قُرحَةِ الثُك
لِ وَرُزءٍ نَســـــّاكَ رُزءاً جَليلا
يـا بَنـاتَ القَريـضِ قُمنَ مَناحا
تٍ وَأَرســـِلنَ لَوعَــةً وَعَــويلا
مِـن بَنـاتِ الهَـديلِ أَنتُنَّ أَحنى
نَغمَـةً فـي الأَسـى وَأَشجى هَديلا
إِنَّ دَمعـاً تَـذرِفنَ إِثـرَ رِفـاقي
سـَوفَ يَبكي بِهِ الخَليلُ الخَليلا
رُبَّ يَــومٍ يُنــاحُ فيـهِ عَلَينـا
لَـو نُحِـسُّ النُـواحَ وَالتَـرتيلا
بِمَــراثٍ كَتَبــنَ بِالـدَمعِ عَنّـا
أَسـطُراً مِـن جَـوىً وَأُخرى غَليلا
يَجِـدُ القـائِلونَ فيها المَعاني
يَـومَ لا يَـأذَنُ البِلى أَن نَقولا
أَخَـذَ المَـوتُ مِن يَدِ الحَقِّ سَيفاً
خالِـدِيِّ الغِـرارِ عَضـباً صـَقيلا
مِـن سـُيوفِ الجِهـادِ فـولاذُهُ ال
حَـقُّ فَهَـل كـانَ قَينُـهُ جِـبريلا
لَمَسـَتهُ يَـدُ السـَماءِ فَكـانَ ال
بَــرقَ وَالرَعـدَ خَفقَـةً وَصـَليلا
وَإِبـاءُ الرِجـالِ أَمضى مِنَ السَي
فِ عَلــى كَــفِّ فــارِسٍ مَسـلولا
رُبَّ قَلـبٍ أَصـارَهُ الخُلـقُ ضـِرغا
مـاً وَصـَدرٍ أَصـارَهُ الحَـقُّ غيلا
قيـلَ حَلِّلـهُ قُلـتُ عِرقٌ مِنَ التِب
رِ أَراحَ البَيــــانَ وَالتَحليلا
لَم يَزِد في الحَديدِ وَالنارِ إِلّا
لَمحَـــةً حُــرَّةً وَصــَبراً جَميلا
لَـم يَخَـف فـي حَياتِهِ شَبَحَ الفَق
رِ إِذا طــافَ بِالرِجـالِ مَهـولا
جـاعَ حينـاً فَكـانَ كَاللَيثِ آبى
مـا تُلاقيـهِ يَـومَ جـوعٍ هَـزيلا
تَأكُـلُ الهِـرَّةُ الصـِغارَ إِذا جا
عَـت وَلا تَأكُـلُ اللَباةُ الشُبولا
قيـلَ غـالٍ في الرَأيِ قُلتُ هَبوهُ
قَـد يَكـون الغُلُـوُّ رَأياً أَصيلا
وَقَــديماً بَنـى الغُلُـوُّ نُفوسـاً
وَقَــديماً بَنـى الغُلُـوُّ عُقـولا
وَكَـم اِسـتَنهَضَ الشـُيوخَ وَأَذكـى
فـي الشَبابِ الطِماحَ وَالتَأميلا
وَمِـنَ الـرَأيِ مـا يَكـونُ نِفاقاً
أَو يَكــونُ اِتِّجـاهُهُ التَضـليلا
وَمِــنَ النَقــدِ وَالجِــدالِ كَلامٌ
يُشـبِهُ البَغيَ وَالخَنا وَالفُضولا
وَأَرى الصـِدقَ دَيـدَناً لِسَليلِ ال
رافِعِيّيــنَ وَالعَفــافَ ســَبيلا
عـاشَ لَـم يَغتَبِ الرِجالَ وَلَم يَج
عَـل شـُؤونَ النُفـوسِ قالاً وَقيلا
قَــد فَقَــدنا بِـهِ بَقِيَّـةَ رَهـطٍ
أَيقَظـوا النيـلَ وادِياً وَنَزيلا
حَرَّكــوهُ وَكـانَ بِـالأَمسِ كَـالكَه
فِ حُزونــاً وَكَــالرَقيمِ سـُهولا
يـا أَميـنَ الحُقـوقِ أَدَّيـتَ حَتّى
لَـم تَخُن مِصرَ في الحُقوقِ فَتيلا
وَلَـوِ اِسـطَعتَ زِدتَ مِصرَ مِنَ الحَق
قِ عَلـى نيلِهـا المُبـارَكِ نيلا
لَسـتُ أَنسـاكَ قابِعـاً بَينَ دُرجَي
كَ مُكِبّـــاً عَلَيهِمــا مَشــغولا
قَـد تَـوارَيتَ في الخُشوعِ فَخالو
كَ ضــَئيلاً وَمــا خُلِقـتَ ضـَئيلا
سائِلِ الشَعبَ عَنكَ وَالعَلَمَ الخَفّا
قَ أَو ســائِلِ اللِـواءَ الظَليلا
كَـم إِمـامٍ قَرُبـتَ في الصَفِّ مِنهُ
وَمُغَــنٍّ قَعَــدَتَ مِنــهُ رَســيلا
تُنشـِدُ النـاسَ في القَضِيَّةِ لَحناً
كَــــالحَوارِيِّ رَتَّـــلَ الإِنجيلا
ماضـِياً فـي الجِهـادِ لَم تَتَأَخَّر
تَـزِنُ الصـَفَّ أَو تُقيـمَ الرَعيلا
مـا تُبـالي مَضـَيتَ وَحـدَكَ تَحمي
حَـوزَةَ الحَـقِّ أَم مَضـَيتَ قَـبيلا
إِن يَفُـت فيـكَ مِنبَرَ الأَمسِ شِعري
إِنَّ لـي المِنبَرَ الَّذي لَن يَزولا
جَـلَّ عَـن مُنشِدٍ سِوى الدَهرِ يُلقي
هِ عَلــى الغـابِرينَ جيلاً فَجيلا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932