
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقى اللَـهُ بِـالكَفرِ الأَبـاظِيِّ مَضجَعاً
تَضــَوَّعَ كـافوراً مِـنَ الخُلـدِ سـارِيا
يَطيـبُ ثَـرى بُردَيـنِ مِـن نَفـحِ طيبِـهِ
كَــأَنَّ ثَــرى بُردَيـنِ مَـسَّ الغَوالِيـا
فَيــا لَـك غِمـداً مِـن صـَفيحٍ وَجَنـدَلٍ
حَـوى السـَيفَ مَصـقولَ الغِرارِ يَمانِيا
وَكُنّـا اِسـتَلَلنا فـي النَـوائِبِ غَربَهُ
فَلَـم يُلـفَ هَيّابـاً وَلَـم نُلـفَ نابِيا
إِذا اِهتَـزَّ دونَ الحَـقِّ يَحمـي حِياضـَهُ
تَــأَخَّرَ عَنهـا باطِـلُ القَـومِ ظامِيـا
طَـوَتهُ يَـدٌ لِلمَـوتِ لا الجـاهُ عاصـِماً
إِذا بَطَشـَت يَومـاً وَلا المـالُ فادِيـا
تَنــالُ صــِبا الأَعمـارِ عِنـدَ رَفيفِـهِ
وَعِنـدَ جُفـوفِ العـودِ في السِنِّ ذاوِيا
وَبَعضُ المَنايا تُنزِلُ الشَهدَ في الثَرى
وَيَحطُطـنَ في التُربِ الجِبالَ الرَواسِيا
يَقولــونَ يَرثـي الراحِليـنَ فَـوَيحَهُم
أَأَمَّلــتُ عِنـدَ الراحِليـنَ الجَوازِيـا
أَبَـوا حَسـَداً أَن أَجعَـلَ الحَـيَّ أُسـوَةً
لَهُــم وَمِثــالاً قَــد يُصـادِفُ حاذِيـا
فَلَمّــا رَثَيـتُ المَيـتَ أَقضـي حُقـوقَهُ
وَجَــدتُ حَســوداً لِلرُفــاتِ وَشــانِيا
إِذا أَنَـت لَـم تَـرعَ العُهـودَ لِهالِـكٍ
فَلَســتَ لِحَــيٍّ حـافِظَ العَهـدِ راعِيـا
فَلا يَطــوينَ المَــوتُ عَهــدَكَ مِـن أَخٍ
وَهَبــهُ بِــوادٍ غَيـرِ واديـكَ نائِيـا
أَقــامَ بِــأَرضٍ أَنــتَ لاقيـهِ عِنـدَها
وَإِن بِتُّمـــا تَســتَبعِدانِ التَلاقيِــا
رَثَيـــتُ حَيــاةً بِالثَنــاءِ خَليقَــةً
وَحَلَّيــتُ عَهــداً بِالمَفــاخِرِ حالِيـا
وَعَزَّيــتُ بَيتــاً قَـد تَبـارَت سـَماؤُهُ
مَشــايِخَ أَقمــاراً وَمُــرداً دَرارِيـا
إِلـى اللَـهِ إِسـماعيلُ وَاِنـزِل بِساحَةٍ
أَظَــلَّ النَـدى أَقطارَهـا وَالنَواجِيـا
تَـرى الرَحمَـةَ الكُـبرى وَراءَ سَمائِها
تَلُـفُّ التُقـى فـي سـَيبِها وَالمَعاصِيا
لَــدى مَلِــكٍ لا يَمنَــعُ الظِــلَّ لائِذاً
وَلا الصـَفحَ تَوّابـاً وَلا العَفـوَ راجِيا
وَأُقسـِمُ كُنـتَ المَـرءَ لَـم يَنـسَ دينَهُ
وَلَــم تُلهِــهِ دُنيـاؤُهُ وَهـيَ ماهِيـا
وَكُنــتَ إِذا الحاجــاتُ عَـزَّ قَضـائُها
لِحــاجِ اليَتــامى وَالأَرامِـلِ قاضـِيا
وَكُنـــتَ تُصــَلّي بِــالمُلوكِ جَماعَــةً
وَكُنـتَ تَقـومُ اللَيـلَ بِـالنَفسِ خالِيا
وَمَـن يُعـطَ مِـن جـاهِ المُلـوكِ وَسيلَةً
فَلا يَصـنَعُ الخَيـراتِ لَـم يُعـطَ غالِيا
وَكُنـتَ الجَريـءَ النَـدبَ فـي كُلِّ مَوقِفٍ
تَلَفـتَ فيـهِ الحَـقُّ لَـم يَلـقَ حامِيـا
بَصــُرتُ بِــأَخلاقِ الرِجـالِ فَلَـم أَجِـد
وَإِن جَلَـــتِ الأَخلاقُ لِلعَــزمِ ثانِيــا
مِـنَ العَـزمِ مـا يُحـيِ فُحـولاً كَـثيرَةً
وَقَــدَّمَ كــافورَ الخَصــِيِّ الطَواشـِيا
وَمــا حَـطَّ مِـن رَبِّ القَصـائِدِ مادِحـاً
وَأَنزَلَــهُ عَـن رُتبَـةِ الشـِعرِ هاجِيـا
فَلَيـسَ البَيـانُ الهَجوَ إِن كُنتَ ساخِطاً
وَلا هُـوَ زورُ المَـدحِ إِن كُنـتَ راضـِيا
وَلَكِــن هُـدى اللَـهِ الكَريـمِ وَوَحيُـهُ
حَمَلـتَ بِـهِ المِصباحَ في الناسِ هادِيا
تُفيــضُ عَلـى الأَحيـاءِ نـوراً وَتـارَةً
تُضـيءُ عَلى المَوتى الرَجامَ الدَواجِيا
هَياكِـــلُ تَفنــى وَالبَيــانُ مُخَلَّــدٌ
أَلا إِنَّ عِتـقَ الخَمـرِ يُنسـي الأَوانِيـا
ذَهَبــتَ أَبــا عَبـدِ الحَميـدِ مُبَـرَّءاً
مِـنَ الـذامِ مَحمـودَ الجَـوانِبِ زاكِيا
قَليـلَ المَسـاوي في زَمانٍ يَرى العُلا
ذُنوبــاً وَنــاسٍ يَخلُقـونَ المَسـاوِيا
طَوَينــاكَ كَالماضــي تَلَقّــاهُ غِمـدُهُ
فَلَــم تَسـتَرِح حَتّـى نَشـَرناكَ ماضـِيا
فَكُنــتَ عَلــى الأَفـواهِ سـيرَةَ مُجمِـلِ
وَكُنـتَ حَـديثاً فـي المَسـامِعِ عالِيـا
وَفَيـتَ لِمَـن أَدنـاكَ فـي المُلكِ حِقبَةً
فَكـانَ عَجيبـاً أَن يَـرى الناسُ وافِيا
أَثــاروا عَلــى آثــارِ مَوتِـكَ ضـَجَّةً
وَهاجوا لَنا الذِكرى وَرَدّوا اللَيالِيا
وَمَـن سـابَقَ التاريخَ لَم يَأمَنِ الهَوى
مُلِجّـاً وَلَـم يَسـلَم مِـنَ الحِقدِ نازِيا
إِذا وَضــَعَ الأَحيــاءُ تاريـخَ جيلِهِـم
عَرَفــتَ المُلاحـي مِنهُمـو وَالمُحابِيـا
إِذا سـَلِمَ الدُسـتورُ هـانَ الَّـذي مَضى
وَهـانَ مِـنَ الأَحـداثِ مـا كـانَ آتِيـا
أَلا كُـــلُّ ذَنـــبٍ لِلَّيـــالي لِأَجلِــهِ
ســَدَلنا عَلَيــهِ صـَفحَنا وَالتَناسـِيا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932