
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحمُــدُكَ اللَـهَ وَأُطـري الأَنبِيـاء
مَصــدَرَ الحِكمَــةِ طُـرّاً وَالضـِياء
وَلَـهُ الشـُكرُ عَلـى نُعمـى الوُجود
وَعَلـى مـا نِلـتُ مِـن فَضـلٍ وَجـود
اُعبُــدِ اللَــهَ بِعَقــلٍ يـا بُنَـيَّ
وَبِقَلــبٍ مِــن رَجــاءِ اللَـهِ حَـي
اُرجُــهُ تُعــطَ مَقاليــدَ الفَلَــك
وَاِخشــَهُ خَشــيَةَ مَــن فيـهِ هَلَـك
اُنظُــرِ المُلـكَ وَأَكبِـر مـا خَلَـق
وَتَمَتَّـــع فيــهِ مِــن خَيــرٍ رَزَق
أَنـتَ فـي الكَـونِ مَحَـلُّ التَكرِمَـه
كُــلُّ شــَيءٍ لَــكَ عَبــدٌ أَو أَمَـه
ســُخِّرَ العــالَمُ مِــن أَرضٍ وَمـاء
لَـكَ وَالريـحُ وَمـا تَحـتَ السـَماء
اُذكُــرِ الآيَــةَ إِذ أَنــتَ جَنيــن
لَــكَ فـي الظُلمَـةِ لِلنـورِ حَنيـن
كُــلَّ يَـومٍ لَـكَ شـَأنٌ فـي الظُلَـم
حــارَ فيــهِ كُــلُّ بُقــراطٍ عَلَـم
كــانَ فـي جَنبِـكَ شـَيءٌ مِـن عَلَـقَ
حيــنَ مَســَّتهُ يَــدُ اللَــهِ خَفَـق
صـــارَ حِســـّاً وَحَيــاةً بَعــدَما
كــانَ فــي الأَضـلاعِ لَحمـاً وَدَمـا
دَقَّ كَالنـــاقوسِ وَســطَ الهَيكَــل
فــي اِنتِفـاضٍ كَاِنتِفـاضِ البُلبُـل
قُــل لِمَــن طَبَّــبَ أَو مَـن نَجَّمـا
صـــَنعَةُ اللَــهِ وَلَكِــن زِغتُمــا
آمِنــا بِــاللَهِ إيمـانَ العَجـوز
إِنَّ غَيـــرَ اللَــهِ عَقلاً لا يَجــوز
أَيُّهــا الطــالِبُ لِلعِلـمِ اِسـتَمِع
خَيـرَ مـا فـي طَلَـبِ العِلـمِ جُمِـع
هُــوَ إِن أوتيتَــهُ أَسـنى النِعَـم
هَــل تَــرى الجُهّـالَ إِلّا كَـالنَعَم
اُطلُــبِ العِلـمَ لِـذاتِ العِلـمِ لا
لِظُهـــورٍ باطِـــلٍ بَيـــنَ المَلا
عِنـدَ أَهـلِ العِلـمِ لِلعِلـمِ مَـذاق
فَــإِذا فاتَــكَ هَــذا فَــاِفتِراق
طَلَــبُ المَحــرومِ لِلعِلــمِ ســُدى
لَيــسَ لِلأَعمـى عَلـى الضـَوءِ هُـدى
فَــإِذا فاتَــكَ تَوفيــقُ العَليـم
فَــاِمتَنِع عَـن كُـلِّ تَحصـيلٍ عَقيـم
وَاِطلُــبِ الــرِزقَ هُنـا أَو هَهُنـا
كَــم مَــعَ الجَهــلِ يَسـارٌ وَغِنـى
كُــلُّ مــا عَلَّمَــكَ الـدَهرُ اِعلَـمِ
التَجــــاريبُ عُلـــومُ الفَهِـــمِ
إِنَّمــا الأَيّــامُ وَالعَيــشُ كِتـاب
كُــلَّ يَــومٍ فيــهِ لِلعِـبرَةِ بـاب
إِن رُزِقـتَ العِلـمَ زِنـهُ بِالبَيـان
مـا يُفيـدُ العَقـلُ إِن عَيَّ اللِسان
كَــم عَليــمٍ ســَقَطَ العِــيُّ بِــهِ
مُظلِـــمٌ لا تَهتَــدي فــي كُتبِــهِ
وَأَديـــبٍ فــاتَهُ العِلــمُ فَمــا
جــاءَ بِالحِكمَــةِ فيمــا نَظَمــا
إِنَّ لِلعِلـــمِ جَميعـــاً فَلســـَفَه
مَــن تَغِـب عَنـهُ تَفُتـهُ المَعرِفَـه
اِقـرَإِ التاريـخَ إِذ فيـهِ العِبَـر
ضــاعَ قَـومٌ لَيـسَ يَـدرونَ الخَبَـر
كُـن إِلـى المَـوتِ عَلـى حُبِّ الوَطَن
مَــن يَخُــن أَوطـانَهُ يَومـاً يُخَـن
وَطَــنُ المَــرءِ جَمــاهُ المُفتَـدى
يَــذكُرُ المِنَّــةَ مِنــهُ وَاليَــدا
قَــد عَرَفــتَ الـدارَ وَالأَهـلَ بِـهِ
كُـــلُّ حُـــبٍّ شــُعبَةٌ مِــن حُبِّــهِ
هُـــوَ مَحبوبُـــكَ بــادٍ مُحتَجِــب
يَعــرِفُ الشــَوقَ لَـهُ مَـن يَغتَـرِب
لَـكَ مِنـهُ فـي الصـِبا مَهـدٌ رَحيم
فَــإِذا وُريــتَ فَـالقَبرُ الكَريـم
كَــم عَزيــزٍ عِنــدَكَ اِســتَودَعتَهُ
وَعُهــــودٍ بَعـــدَكَ اِســـتَرعَيتَهُ
وَدَفيـــنٍ لَـــكَ فيـــهِ كَرُمـــا
تَــذرِفُ الــدَمعَ لِــذِكراهُ دَمــا
كُــن نَشــيطاً عــامِلاً جَـمَّ الأَمَـل
إِنَّمــا الصــِحَّةُ وَالـرِزقُ العَمَـل
كُــلُّ مــا أَتقَنـتَ مَحبـوبٌ وَجيـه
مُتقَــنُ الأَعمـالِ سـِرُّ اللَـهِ فيـه
يُقبِـلُ النـاسُ عَلـى الشَيءِ الحَسَن
كُـــلُّ شـــَيءٍ بِجَـــزاءٍ وَثَمَـــن
اِنظُـــرِ الآثــارَ مــا أَزيَنَهــا
قَـد حَباهـا الخُلـدَ مَـن أَتقَنَهـا
تِلــكَ آثــارُ بَنــي مِصــرَ الأُوَل
أَتقَنـوا الصـَنعَةَ حَتّـى في الجُعَل
أَيُّهـــا التـــاجِرُ بُلِّغــتَ الأَرَب
طــالِعُ التــاجِرِ فـي حُسـنِ الأَدَب
بــابُ حانوتِــكَ بــابُ الــرازِقِ
لا تُفـــارِق بـــابَهُ أَو فـــارِقِ
وَاِحتَــرِم فــي بــابِهِ مَـن دَخَلا
كُلُّهُـــم مِنـــهُ رَســـولٌ وَصــَلا
تــاجِرُ القَــومِ صــَدوقٌ وَأَميــن
لَفظَــةٌ مِــن فيـهِ لِلقَـومِ يَميـن
إِنَّ لِلإِقـــدامِ ناســـاً كَالأُســـُد
فَتَشـــَبَّه إِنَّ مَــن يُقــدِم يَســُد
مِنهُمــو كُــلُّ فَــتىً سـادَ وَشـاد
مِنهُمــو إِســكَندَرٌ وَاِبــنُ زِيـاد
وَشـُجاعُ النَفـسِ مِنهُـم في الكُروب
كَشـُجاعِ القَلـبِ فـي وَقـتِ الحُروب
وابِــلٌ ســُقراطُ وَالشــُجعانُ طَـل
إِنَّمــا مَـن يَنصـُرُ الحَـقَّ البَطَـل
هُـم جَمـالُ الـدَهرِ حيناً بَعدَ حين
مِــن غُــزاةٍ أَو دُعــاةٍ مُصـلِحين
لَهُــمُ مِــن هَيبَــةٍ عِنــدَ الأُمَـم
مــا لِراعــي غَنَـمٍ عِنـدَ الغَنَـم
قُـل إِذا خـاطَبتَ غَيـرَ المُسـلِمين
لَكُمــو ديــنٌ رَضـيتُم وَلِـيَ ديـن
خَـــلِّ لِلـــدَيّانِ فيهِــم شــانَهُ
إِنَّـــهُ أَولـــى بِهِــم ســُبحانَهُ
كُــلُّ حــالٍ صــائِرٌ يَومــاً لِضـِدّ
فَــدَعِ الأَقــدارَ تجــري وَاِسـتَعَدّ
فَلَــكٌ بِالســَعدِ وَالنَحــسِ يَـدور
لا تُعــارِض أَبَــداً مَجـرى الأُمـور
قُـــل إِذا شــِئتَ صــُروفٌ وَغِيَــر
وَإِذا شــــِئتَ قَضــــاءٌ وَقَـــدَر
وَاِعمَــلِ الخَيـرَ فَـإِن عِشـتَ لَقـي
طَيِّـــبَ الحَمــدِ وَإِن مُــتَّ بَقــي
مَــن يَمُـت عَـن مِنَّـةٍ عِنـدَ يَـتيم
فَرَحيــمٌ ســَوفَ يُجـزى مِـن رَحيـم
كُــن كَريمـاً إِن رَأى جُرحـاً أَسـا
وَتَعَهَّــــد وَتَــــوَلَّ البُوَســــا
وَاِسخُ في الشِدَّةِ وَاِزدَد في الرَخاء
كُــلُّ خُلــقٍ فاضــِلٍ دونَ السـَخاء
فَبِـــــهِ كُـــــلُّ بَلاءٍ يُــــدفَعُ
لَســتَ تَــدري فـي غَـدٍ مـا يَقَـعُ
جامِــلِ النـاسَ تَحُـز رِقَّ الجَميـع
رُبَّ قَيـــدٍ مِــن جَميــلٍ وَصــَنيع
عامِـــلِ الكُــلَّ بِإِحســانٍ تُحَــب
فَقَـــديماً جَمَّـــلَ المَــرءَ الأَدَب
وَتَجَنَّــب كُــلَّ خُلــقٍ لَــم يَــرُق
إِنَّ ضـيقَ الـرِزقِ مِـن ضـيقِ الخُلُق
وَتَواضــَع فــي اِرتِفــاعٍ تُعتَبَـر
فَهُمـــا ضـــِدّانِ كِبَـــرٌ وَكِبَــر
كُــلُّ حَــيٍّ مــا خَلا اللَـهَ يَمـوت
فَــاِترُكِ الكِــبرَ لَـهُ وَالجَبَـروت
وَأَرِح جَنبَـــكَ مِــن داءِ الحَســَد
كَــم حَســودٍ قَـد تَوَفّـاهُ الكَمَـد
وَإِذا أُغضـــِبتَ فَاِغضــَب لِعَظيــم
شــَرَفٍ قَــد مُــسَّ أَو عِـرضٍ كَريـم
وَتَجَنَّــب فــي الصـَغيراتِ الغَضـَب
إِنَّــهُ كَالنــارِ وَالرُشـدُ الَحطَـب
اِطلُـــبِ الحَـــقَّ بِرِفــقٍ تُحمَــدِ
طـــالِبُ الحَـــقِّ بِعُنــفٍ مُعتَــدِ
وَاِعـصِ فـي أَكثَـرِ ما تَأتي الهَوى
كَــم مُطيــعٍ لِهَـوى النَفـسِ هَـوى
اُذكُــرِ المَــوتَ وَلا تَفــزَع فَمَـن
يَحقِــرِ المَــوتَ يَنَـل رِقَّ الزَمَـن
أَحبِــبِ الطِفـلَ وَإِن لَـم يَـكُ لَـك
إِنَّمــا الطِفــلُ عَلـى الأَرضِ مَلَـك
هُــوَ لُطــفُ اللَــهِ لَــو تَعلَمُـهُ
رَحِـــمَ اللَــهُ اِمــرَءاً يَرحَمُــهُ
عَطفَـــةٌ مِنـــهُ عَلـــى لُعبَتِــهِ
تُخــرِجُ المَحــزونَ مِــن كُربَتِــهِ
وَحَـــديثٌ ســاعَةَ الضــيقِ مَعَــه
يَملَلأُ العَيـــشَ نَعيمـــاً وَســَعَه
يا مُديمَ الصَومِ في الشَهرِ الكَريم
صـُم عَـنِ الغيبَـةِ يَومـاً وَالنَميم
وَإِذا صـــَلَّيتَ خَــف مَــن تَعبُــدُ
كَــم مُصــَلٍّ ضــَجَّ مِنــهُ المَسـجِدُ
وَاِجعَــلِ الحَــجَّ إِلـى أُمِّ القُـرى
غِـــبَّ حَـــجٍّ لِبُيـــوتِ الفُقَــرا
هَكَــذا طَــهَ وَمَــن كــانَ مَعَــه
مِــن وَقــارِ اللَــهِ أَلّا تَخــدَعَه
وَتَســَمَّح وَتَوَســَّع فــي الزَكــاه
إِنَّهـــا مَحبوبَــةٌ عِنــدَ الإِلَــه
فَــرَضَ البِــرَّ بِهــا فَـرضُ حَكيـم
فَــإِذا مــا زِدتَ فَــاللَهُ كَريـم
لَيـسَ لـي فـي طِـبِّ جـالينوسَ باع
بَيــــدَ أَنَّ العَيـــشَ دَرسٌ وَاِطِّلاع
اِحــذَرِ التُخمَــةَ إِن كُنــتَ فَهِـم
إِنَّ عِزرائيــلَ فــي حَلـقِ النَهِـم
وَاِتَّــقِ البَــردَ فَكَـم خَلـقٍ قَتَـل
مَــن تَوَقّـاهُ اِتَّقـى نِصـفَ العِلَـل
اِتَّخِـذ سـُكناكَ فـي تَلـقِ الجَـواء
بَيـــنَ شـــَمسٍ وَنَبــاتٍ وَهَــواء
خَيمَـةٌ فـي البيـدِ خَيـرٌ مِن قُصور
تَبخَــلُ الشـَمسُ عَلَيهـا بِـالمُرور
فــي غَـدٍ تَـأوي إِلـى قَفـرٍ حَلِـك
يَســتَوي الصـُعلوكُ فيـهِ وَالمَلِـك
وَاِتــرُكِ الخَمــرَ لِمَشــغوفٍ بِهـا
لا يَــرى مَندوحَــةً عَــن شــُربِها
لا تُنــادِم غَيــرَ مَــأمونٍ كَريـم
إِنَّ عَقـلَ البَعـضِ فـي كَـفِّ النَديم
وَعَـنِ المَيسـِرِ مـا اِسـطَعتَ اِبتَعِد
فَهـوَ سـُلُّ المـالِ بَـل سـُلُّ الكَبِد
وَتَعَشـــــَّق وَتَعَفَّــــف وَاِتَّــــقِ
مــادَرى اللَــذَّةَ مَـن لَـم يَعشـَقِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932