
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا وَصـلُ مَـن تَهوى عَلى أنسَةٍ
بِالبَدرِ في ظِلِّ الرَبيعِ الظَليل
عَلــى بِســاطٍ نَسـَجتهُ الرُبـى
شـَتّى الحُلـى وَالوَشي غضٍ طَليل
أَبـدى الرَياحينَ وَأَهدى الشَذا
وَجَـرَّ أَذيـالَ النَسـيمِ العَليل
وَاِستَضـحَكَ المـاءُ فَهاجَ البُكى
فـي كُـلِّ خِـدرٍ لبنـاتِ الهَديل
بِـالمَجلِسِ المُمتـعِ ما لَم تَزِد
فيهِ اِبنةَ الكرمِ وشعرَ الخَليل
شـِعرٌ جَـرى مِـن جَنَبـاتِ الصِبا
يـا طيـبَ واديهِ وَطيبَ المَسيل
فيـهِ رِوايـاتُ الصـبا وَالهَوى
تَسَلسـَلَت أَشـهى مِـنَ السَلسَبيل
قَـد صـانَها الشـاعِرُ عَن خُلوةٍ
فـي مُفضـِلٍ أَو مُـرةٍ فـي بَخيل
شـــَيبوبُ ديوانُــك بــاكورَةٌ
وَفجــرُكَ الأَوَّلُ نــورُ السـَبيل
الشــِعرُ صــنفانِ فبـاقٍ عَلـى
قــائِلِهِ أَو ذاهِـبٌ يـومَ قِيـل
مـــا فيــهِ عصــرِيٌّ وَلا دارسٌ
الـدَهرُ عمـرٌ لِلقريـضِ الأَصـيل
لَفـظٌ وَمعنـىً هُـوَ فَاِعمَـد إِلى
لَفـظٍ شـَريفٍ أَو لِمَعنـى نَبيـل
وَاِخلُـق إِذا مـا كُنتَ ذا قُدرَةٍ
رب خَيــالٍ يخلــقُ المُسـتَحيل
مــا رَفَـعَ القالَـةَ أَو حَطَّهُـم
إِلا خيــالٌ جامــدٌ أَو منيــل
مَــن يَصـِفِ الإِبـلَ يَصـِف ناقـةً
طـارَت بِهِـم وَاِرتَفَعَت أَلفَ ميل
سـائِل بنـي عصـرِكَ هَـل مِنهُـم
مَـن لَبِـسَ الإِكليلَ بَعدَ الكَليل
وأَيُّهُـــم كــالمُتَنَبّي اِمــرُؤٌ
صـَوّاغُ أَمثـالٍ عزيـزُ المَثيـل
وَاللَــه مــا موسـى وَلَيلاتُـهُ
وَمــا لِمَرتيــن وَلا جيرزيــل
أَحَــقُّ بالشــِعرِ وَلا بِــالهَوى
مِـن قَيس المَجنونِ أَو مِن جَميل
قَــد صــَوَّرا الحُـبَّ وَأَحـداثَهُ
في القَلبِ مِن مُستَصغَر أَو جَليل
تَصـويرَ مَـن تَبَقّـى وَمَـن شِعرُه
فـي كُـلِّ دَهـرٍ وَعَلـى كُـلِّ جيل
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932