
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أروى لكــم خرافـة
فـي غايـة اللطافة
أتـت من الهند لنا
وترجموهــا قبلنـا
إلــى لغــات جمـه
لأن فيهـــا حكمــه
طوشـــترى معبـــو
الَّهـــه الهنـــود
قالوا هو الذي برا
هذا الوجود والورى
ومثلـــه فلكـــان
فيمـا رأى اليونان
كلاهمــــا حـــداد
عَبَـــده العبـــاد
فحيـن صاغ العالما
كمـا يصوغ الخاتما
أنفـق ما كان ادّخر
ولـم يـدع ولم يذر
وكــلَّ شــئ بــذلا
حـتى أتـم الـرجلا
وضـــاق بالنســاء
فـي الخلق والإنشاء
فحـار مـاذا يجمـع
ومنــه أنـثى يضـع
وبعـد فكـر أعملـه
حتى بدا الصواب له
كوّنهـــا تكوينــا
مختلفــا تلوينــا
مـن استدارة القمر
إلـى لطافـة الزهر
إلـى تـراوح العشب
إلـى رشـاقة القضب
فلحظـــات الريــم
فقلـــق النســـيم
فبهجـــة الشــعاع
فقســـوة الســباع
فقـــوة الألمـــاس
ومــاله مــن بـاس
فزهــوة الطــاووس
تأخـــذ بــالنفوس
ومـن دمـوع السـحب
إلـى انكماش الأرنب
إلـى التواء الأرقم
فــالزغب المقســَّم
فــالحر مـن وقـود
فـالبرد مـن جليـد
فالشـهد في المذاق
فخفــــــة الأوراق
إلـى التفاف النبت
زاحفـــه والثبــت
فنغـــم الهـــدير
فهـــذر العصــفور
وكــل هــذا هيـأه
مكونـا منـه امرأة
وبعــد مـا أتمهـا
لعبـــده قـــدمها
وقـال خذها يا رجل
وعـن هواهـا لا تحل
فبعـد أسـبوع مضـى
أتــى لـه معترضـا
يقـول يـا أللَّهُمّـا
خـذها كفـاني همـا
لا صبر لي معها ولا
أرى بيهـا لي قِبَلا
تظـل تشـكو الـداء
وتخلــق الشــحناء
محتالـة على الغضب
شـــاكية ولا ســبب
قـد ضـيّعت أوقـاتي
وأذهبـــت لــذاتي
فأخــــذ الإلــــه
مـا كـان قد أعطاه
فلـم يكـن بعض زمن
حـتى تـولاه الحـزَن
فقـال يـا رب ردّها
فمـا نعمـتُ بعـدها
بــانت فلا أنسـاها
كـــأنني أراهـــا
ماثلـــة أمـــامي
مـــالئة أيـــامي
لطيفـة فـي لعبهـا
خفيفـة فـي وثبهـا
قـال الإلـه للرجـل
حيــرت مـولاك فقـل
مـاذا الـذي تريـد
أحفـــظ أم أعيــد
فأخـــذ الرفيقــة
وقـال ذى الحقيقـة
لا عيش لي معها ولا
بغيرهـا العيش حلا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932