
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رايـة المـوت فـوق هام العباد
نشــــرتها كتـــائب الآبـــاد
يشـرب العالمون في السلم منها
ويريفــون ظلهــا فـي الجهـاد
مـن تعاجِـل يمـت وينـس ومن تم
هــل يعــش تحـت خـافق متهـاد
غايــة المــرء عــائد وطـبيب
ومصـــير الطـــبيب للعـــواد
وبكأســين مــن حيــاة ومــوت
شـرب العـالمون مـن عهـد عـاد
حلــم هــذه الحيـاة فمـن تـم
دد لـه يشـق أو يطـب بالرقـاد
وقصـارى الكـرى وإن طـال نعمى
لـــزوال أو شـــقوة لنفـــاد
ذهبــت فــي حسـاب يوسـف سـبع
لينــات فــي إثـر سـبع شـداد
واستوى الصاحبان هذا إلى الرع
د تـــولى وذا إلــى الإبعــاد
قـــبره الأرض والبريــة ميــت
تلـــك مطويـــة وذى لمعـــاد
ومــرور الأجسـاد بـالأرض هلكـي
كمــــرور الأرواح بالأجســــاد
أي عصــــر ببعلبـــك دفيـــن
تحـت ذاك الـثرى وتلـك العماد
قــف بآثارهــا الجلائل وانظـر
هــل تــرى مــن ممالــك وبلاد
أصـبح الملـك سـيرة وذوو المل
ك حـــديثا فكيـــف بــالأفراد
شــيدوا للبلــى ومــر عليهـم
زمـــن صـــالح وآخـــر عــاد
بعلبـك أخشـعى ولاقـى أبـا يـو
سـف لقيـا الريـاض صوب العهاد
وإذا جــاور الملــوك وأمســى
بيـن عيـن البلـى وعين السواد
أنزليــه منـازل الصـيد منهـم
وأبيجيـــه مرقـــد الأنـــداد
قف بفادى الصديق والجار واسأل
يـا أسـير المنـون هـل لك فاد
إن ســهما أصــاب منـك حبيبـا
وقعــه فــي القلـوب والأكبـاد
وقضــاء دهــاك هــد بنـاء ال
بــر ركــن العفــاة والقصـاد
أى حـــي ســواك يــوم تــولى
خــــــدّدته نجابـــــة الأولاد
خمســة بالشــام بعـدك قـاموا
ملــء عيــن اللـدات والحسـاد
كلهـم حـافظ الصـديق كريـم ال
عهـد راعى الزمام وافي الوداد
ذا لهــــذا أب وجـــد إذا ول
لَــى أبــر الآبــاء والأجــداد
أخـذوا الـبر والوفـاء جميعـا
عـــن أب ســـيد وفــيّ جــواد
آل مطــران لــو أتيــت بـوحى
لـم أزدكـم مـن الحجى والرشاد
لكــم أنفــس تمــر بهــا الأح
داث مـــر الريــاح بــالأطواد
فخـذوا بـالعزاء في خطب من با
ن وكونـوا عليـه غـوث العبـاد
يهــزل العيــش والمنيــة جـد
وتضــل الحيــاة والمـوت هـاد
وخفـوق الفـؤاد فـي ساعة التك
ويــن داع إلـى سـكون الفـؤاد
فــإذا جــددت فــأبلت فـأعيت
جاءهـــا حينهـــا بلا ميعــاد
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932