
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـــه هجــر يــتيمه
كلا جفنيـــك يعلمــه
همــا كـادا لمهجتـه
ومنـك الكيـد معظمـه
تعـــذِّبه بســـحرهما
وتوجـــده وتعـــدمه
فلا هـــاروت رق لــه
ولا مـــاروت يرحمــه
وتظلمـــه فلا يشــكو
إلـى مـن ليـس يظلمه
أَســَرَّ فمـات كتمانـا
وبــاح فخــانه فمـه
فويـح المدنف المعمو
د حـتى البـث يُحرمـه
طويـل الليـل ترحمـه
هـــواتفه وأنجمـــه
إذا جـد الغـرام لـه
جـرى فـي دمعـه دمـه
يكــاد لعهـده أبـدا
بعـادى السـقم يسقمه
ثنــى الأعنـاق عـوّده
وألقـى العـذر لـوّمه
قضـى عشـقا سـوى رمق
إليــك غــدا يقـدمه
عسـى إن قيل مات هوى
تقــول اللـه يرحمـه
فتحيـا فـي مراقـدها
بلفــظ منــك أعظمـه
بروحي البان يوم رنا
عـن المقـدور أعصـمه
ويـوم طعنـتُ مـن غصن
منَّعمــــه معلَّمــــه
قضــاء اللـه نظرتـه
ولطــف اللـه مبسـمه
رمـى فاسـتهدفت كِبدى
بـىَ الرامـي وأسـهمه
لـه مـن أضـلعي قـاع
ومــن عجــب يســلمه
ومــن قلــبي وحبتـه
كِــاس بــات يهــدمه
غـزال فـي يديه التي
ه بيـن الغيـد يقسمه
كـأن أبـاه مـر بـأح
مــدَ الهـادى يكلمـه
نـبىُّ الـبر والتقـوى
منــار الحـق معلمـه
معـاني اللوح أشرفها
رســـالته ومقـــدمه
لـه فـي الأًصل أكرمهم
عريــق الأصـل أكرمـه
خليــل اللـه معـدنه
فكيــف يزيـف درهمـه
أبــوّة ســؤدد أخـذت
بقـرن الشـمس تزحمـه
ذبيجــــون كلهــــم
أميــر الـبيت قيَّمـه
تلاقـوا فيـه أطهـارا
بســـيماهم تَســـَوُّمه
فنعــم الغمـد آمنـة
ونعـم السـيف لهـذمه
سـرى فـي طهر هيكلها
كمسـرى المسـك يفعمه
يتيمــا فـي غِلالتهـا
تعـالى اللـه مُـوتمه
تـــزف الآىُ محملَـــه
إلـى الـدنيا وتقدمه
ويمسـى نـور أحمد في
ظلام الجهــل يهزمــه
وفـي النيران يخمدها
وفـي الإيـوان يثلمـه
وفـي المعـود من دين
ومــن دنيــا يقـوّمه
فلمــا تـم مـن طهـر
ومــن شــرف تنســمه
تجلـى مولـد الهـادى
يضــئ الكـون موسـمه
هلموا أهل ذا النادى
علــى قــدم نعظمــه
بـدا تسـتقبل الدنيا
بــه خيــرا تَوســَّمه
يُجِّملهــــا تهللـــه
ويحييهـــا تبســـمه
إلـى الرحمـن جبهتـه
ونحــو جلالهــا فمـه
وفـي كتفيـه نور الح
ق وضـــاح وروســـمه
يـتيم فـي جنـاح الل
ه يرعـــاه ويعصــمه
فمـن رحم اليتيم ففي
رســول اللـه يرحمـه
يقـوم بـه عـن الأبـو
يــن جبريـل ويخـدمه
وترضـعه فتـاة الـبر
ر مــن سـعد وترحمـه
ويكفلـه موشـَّى الـبر
د يـوم الفخـر مُعلَمه
نــبىّ الــبر علمــه
وجــاء بــه يعلمــه
أبــر الخلـق عاطفـة
وأســـمحه وأحلمـــه
وأصـــبره لنائبـــة
ومحــــذور يجَّشـــمه
لكـل عنـده فـي البر
حـــق ليــس يهضــمه
ولــىّ الأهـل والأتبـا
ع والمســكين يطعِمـه
سـحاب الجـود راحتـه
وفــي برديـه عيلمـه
وما الدنيا وإن كثرت
ســوى خيــر تقــدّمه
يضــئ القـبرَ موحشـُه
عليــك بــه ومظلمـه
وتغنمـــه إذا ولَّــى
عــن الإنسـان مغنمـه
نظـام الدين والدنيا
أُتِيــح لــه يتممــه
تطلــع فـي بنائهمـا
علـى التوحيـد يدعمه
بشـرع هـام فـي النا
س هاشـــمه وأعجمــه
كضــوء الصـبح بيِّنـه
وكالبنيـــان مُكَمــه
بيــان جــل مــوحيه
وعلــم عــز ملهمــه
حكيم الذكر بين الكت
ب مظهـــره وميســمه
وكـم للحـق مـن غـاب
رســول اللـه ضـيغمه
لـه الغـزوات لا تُحصى
ولا يحصـــى تكرمـــه
تكـاد تقيد الإسداء ق
بــل الســيف أنعمـه
أميـن قريـش اختلفـت
فجــــاءته تُحكَّمـــه
صــبيا بيـن فتيتهـا
إليــه الأمـر يرسـمه
وإن أمانــة الإنســا
ن فـي الـدنيا تقدّمه
زكـى القلـب طُهِّـر من
هــوىً وغوايــةٍ دمـه
عفيـف النوم يصدقُ ما
يــرى فيــه ويحلُمـه
وخلــوته إلــى مَلـك
علــى حلــم يحلِّمــه
يفيـض عليـه مـن وحى
فيَفهمـــه ويُفهِمـــه
كتـاب الغيـب مفضـوض
لـــه بــاد محكَّمــه
مـبين فيـه مـا يأتي
ومــا ينـوى ويعزمـه
ويظهــر كــل معجـزة
لشـــانيه فيفحمـــه
فغاديــــةٌ تظللـــه
وباغمــــة تكلمـــه
تـروِّى الجيـش راحتـه
إذا استسـقى عرمرمـه
ويسـتهدى السماء حيا
لســـائله فتســـجُمه
ويرســل سـهم دعـوته
إلـى البـاغي فيقِصمه
تبـارك مـن بـه أسرى
وجــل اللــه مكرمـه
يريــه بيتـه الأقصـى
ويُطلعـــه ويعلمـــه
علـى ملَـكٍ أميـن الل
هُ مســـرجه وملجمــه
معـارجه السـموات ال
عُلــى والعـرس سـلَّمه
فلمــا جــاء سـدرته
وكـان القـرب أعظمـه
دنـا فـرأى فخَّـر فكا
ن مـن قوسـين مجثمـه
رسـول اللـه لن يشقى
ببابــك مــن يُيَمِّــه
وأيـن النـار من بشر
بســــدّته تحرمــــه
لـواء الحشـر بين يد
يـك يوم الدين تقدمه
شـفيعا فيـه يوم يلو
ذ بالشــفعاء مجرمـه
ففــي يمنــاك جنتـه
وفـي اليسـرى جهنمـه
أنـا المرحـوم يومئذ
بِــدرُ فيــك أنظمــه
ولا مــنٌّ عليــك بــه
فِمــن جـدواك منجمـه
أينطــق حكمـة وحجـا
لســــان لا تقـــوّمه
خلاصــي لســت أملكـه
وفضــلك لسـت أعـدمه
ثـراك مـتى أطيـف به
وأنشـــقه وألثمـــه
ففيـه الخلـق أعظمـه
وفيـه الخلـق أوسـمه
سـقاه مـن نمير الخل
د كـــوثره وزمزمــه
ولا برحـــت معطَّـــرةٌ
مـن الصـلواتِ تلزمـه
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932