
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أكـذا تقـر الـبيض فـي الأغماد
أكــذا تحيــن مصــارع الآسـاد
خطوا المضاجع في التراب لفارس
جنبــاه مضــطجع مــن الأطـواد
مـالت بقسـطاس الحقـوق نـوازل
ومشـت علـى ركـن القضـاء عواد
ورمـى فحـط البـدر عـن عليائه
رام يصــيب الشــمس فـي الآراد
قـل للمنيـة نلـت ركـن حكومـة
وهـــدمت حـــائط أمـــة وبلاد
ووقفـت بيـن الحاسـدين وبينـه
يــا راحـة المحسـود والحسـاد
كــل لــه يــوم وأنـت بمرصـد
لتصـــيّد الأحبـــاب والأضــداد
مــا كـل يـوم تظفريـن بمثلـه
إن النجـــوم عزيـــزة الميلاد
يـا سـاكن الصحراء منفردا بها
كـالنجم أو كالسـيل أو كالصاد
كـم عن يمينك أو يسارك لو ترى
مــن فيلــق متتــابع الأمـداد
ألقـى السـلاح ونـام عن راياته
متبـــدد الأمـــراء والأجنــاد
ومصــفدٍ مــا داينـوه وطالمـا
دان الرجـال فبتـن فـي الأصفاد
ومطيـع أحكـام المنـون وطالما
ســـبقت لطـــاعته يــد الجلاد
ومعـانق الأكفـان في جوف الثرى
بعـد الطـراز الفخم في الأعياد
مــرت عليــك الأربعـون صـبيحة
مـر القـرون علـى ثمـود وعـاد
فـي منـزل ضربت عليه يد البلى
بحوالــك الظلمــات والأســداد
يـا أحمـد القـانونُ بعدك غامض
قلِــق البنــود مجلــل بسـواد
والأمـر اعـوج والشـئون سـقيمة
مختلـــة الإصـــدار والإيــراد
والأمــر مختلـط الفصـيح بضـده
تبكــى جــواهره علـى النقـاد
وأتـت علـى الأقلام بعـدك فـترة
قُطمــت وكــانت مـدمنات مـداد
عجـبي لنفسـك لم تدع لك هيكلا
إن النفـــوس لآفـــة الأجســاد
ولرأســك العـالى تنـاثر لبـه
ونــزا وصــار نســيجه لفسـاد
لـو كـان ماسـا ذاب أو ياقوتة
لتحرقـــت بـــذكائك الوقــاد
حمَّلتَــه فــي ليلــه ونهــاره
هــمّ الفــؤاد وهمــة الإرشـاد
فقتلتــه ورزحــت مقتــولا بـه
رب اجتهـــاد قاتـــل كجهــاد
جــد الطيـب فكـان غايـة جـده
تقليــب كفيــه إلــى العـواد
والمـةت حـق فـي البريـة قاهر
عجــبي لحــق قــام باسـتبداد
لا جـدّ إلا المـوت والإنسـان فـي
لعــب الحيـاة ولهوهـا متمـاد
وَّليـت فـي إثر الشباب ومن يعش
بعـد الشـباب يعـش بغيـر عماد
مـن ذم مـن ورد الشـبيبة شوكه
حمـل المشـيب إليـه شـوك قتاد
حـرص الرجـال علـى حياة بعدها
حـرض الشـحيح علـى فضول الزاد
يابن القرى ناتل بمولدك القرى
مــا لـم تنلـه حواضـر وبـواد
غـذتك بعـد حَسـَن المغبِـة سائغٍ
وسـقتك مـن جـارى المياه بُراد
وتعاهــدتك أشــعة فــي شـمها
ينفــذن عافيــةً إلـى الأبـراد
ونشـأت بيـن الطـاهرين سرائرا
والطــاهرات الصـالحات العـاد
رضــوات عيـش فـي صـلاح عشـيرة
فـي طهـر سـقف فـي عفـاف وساد
فُجعـت بخيـر بُناتهـا ومضـت به
ريـح المنيـة قبـل حيـن حصـاد
أمســى ذووك طويلــة حسـراتهم
وأخــوك ينشــد أوثـق الأعضـاد
فـي ذمـة الشبان ما استودعتهم
مــن خــاطر وقريحــة وفــؤاد
ووســائل لــك لا تُمــل كأنهـا
كتــب الصـبابة أو حـديث وداد
وخطابــة فــي كـل نـاد حافـل
ينصــبّ آذانـا إليهـا النـادى
ومعربـــات كالمنــار وإنهــا
لزيــادة فـي رأس مـال الضـاد
وإذا المعـرب نال أسرار اللُّغى
روَّى عبــادا مــن إنـاء عبـاد
العلـم عنـدك والبيـان مـواهب
حليتهـــا بشـــمائل الأمجــاد
ومـن المهانـة للنبـوغ وأهلـه
شـبه النبـوغ تـراه في الأوغاد
فتحــى رئيتــك للبلاد وأهلهـا
ولــرائح فــوق الـتراب وغـاد
وسـبقت فيـك القـائلين لمنـبر
عــال عليهــم خالــد الأعـواد
مـا زلـت تسـمع منـه كل بديهة
حــتى ســمعت يتيمــة الإنشـاد
وحيــاة مثلـك للرجـال نمـوذج
ومماتـك المثـل القويم الهادى
ورثـاؤك الإرشـاد والعظـة التي
تُلقـى علـى العظمـاء والأفـراد
مكســوب جاهـك فـوق كـل مقلَّـد
وطريــف مجــدك فــوق كـل تلاد
فخـر الولايـة والمناصـب عـادة
كـــالفخر بالآبــاء والأجــداد
ولربمــا عقـدا نِجـادا للعصـا
والصـارم الماضـي بغيـر نجـاد
فـافخر بفضـلك فهـو لا أنسـابه
تبلـــى ولا ســـلطانه لنقــاد
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932