
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعثـوا الخلافـة سـيرة في النادى
أيــن المبــايع بالإمـام ينـادي
مـن بـات يلتمس الخلافة في الكرى
لــم يلــق غيــر خلافـة الصـياد
ون ابتغاهـــا صــاحبا فمحلهــا
بيــن القواضـب والقنـا الميـاد
أو فــي جنــاحيَ عبقــري مــارد
يفـــرى الســماء بِجنــةٍ مــراد
اليــوم لا ســمر الرمــاح بعـدّة
تغنــى ولا بيــض الظبــا بعتـاد
هيهــات عــز ســبيلها وتقطعــت
دون المــراد وســائل المرتــاد
حلــت علــى ذهــب المعـز طلاسـم
ومشــت علـى سـيف المعـز عـوادى
أيــن الكرامــة والوقـار لجثـة
نبشـوا عليهـا القـبر بعـد فساد
والميــت أقـرب سـلوة مـن غـائبٍ
يرجــى فلا يــزداد غيــر بِعــاد
قـل فيـم يأتمر الرجال وما الذي
يبغــون مــن دول لحقــن بعــاد
مـالم يِبـد منهـا علـى يـد أهله
أخنـــى عليــه تطــاول الآبــاد
لـم تسـتقم للقـوم خلـف عمـادهم
هــل تســتقيم وهـم بغيـر عمـاد
غلبـوا عليهـا الراشـدين وضرجوا
أم الكتـــاب بجبهـــة الســَّجاد
وبنـوا علـى الـدنيا بِجلَّق ركنها
وعلــى عتــو الملـك فـي بغـداد
جعلـوا الهوى سلطانها ودعوا لها
مــن لا يســد بـه مكـان الهـادى
وأنـا الـذب مرّضـتها فـي دائهـا
وجمعــت فيــه عواطــف العُــواد
غنيتهـا لحنـا تغلغـل فـي البكا
يــا رب بــاك فـي ظـواهر شـادى
ونصـرتها نصـر المجاهـد فـي ذَرا
عبدالحميــد وفــي جنــاح رشـاد
ودفنتهــا ودفنــت خيـر قصـائدي
معهــا وطــال بقبرهــا إنشـادي
حـتى أتُّهمـت فقيـل تركـىّ الهـوى
صـدقوا هـوى الأبطـال ملـء فؤادي
وأخــي القـري وإن شـقيت بظلمـه
أدنـى إلـىّ مـن الغريـب العـادي
واللـه يعلـم مـا انفـردت وإنما
صــوّرت شـعري مـن شـعور الـوادى
كنــــا نعظــــم للهلال بقيـــة
فــي الأرض مـن ثُكَـن ومـن أجنـاد
ونســنّ رضــوان الخليفــة خطــة
ولكـــل جيـــل خطـــة ومبــادى
وجــه القضــية غيرتــه حــوادث
أعطــت بأيــد غيــر ذات أيـادي
مــن ســيد بــالأمس ننكـر قـوله
صـــرنا لفعّـــال مــن الأســياد
إنــي هتفــت بكــل يـوم بسـالة
للــترك لــم يــؤثر مـن الآسـاد
فهـــززت نشــئاً لا يحــرك للعلا
إلا بــــذكر وقـــائع الأنجـــاد
عصـف المعلـم فـي الصبا بذكائهم
وأصــار نــار شــبابهم لرمــاد
ولــو أن يـوم التـل يـوم صـالح
لحماســــة لجعلتـــه إليـــادى
فــي يـوم ملّونـا ويـوم سـقاريا
مــا ليــس فـي الأذكـار والأوراد
إن العلاقــة بيننــا قــد وثقـت
فكـــأن عروتهـــا مـــن الميلاد
جـرح الليلالـي في ذمام الشرق في
حبــل العقيــدة فـي ولاء الضـاد
لـولا الأمـور لسـار سـنته القِـرى
وجــرى فجــاوز غايــة الأرفــاد
مـــا فــي بلاد أنتــم نزلاؤهــا
إلا قضـــــــية أمـــــــة وبلاد
أتحــــاولون بلا جهـــاد خطـــة
لـم يسـتطعها الـترك بعـد جهـاد
نفضوا القنا المنصور من تبعاتها
والظــافرات الحمـر فـي الأغمـاد
كـانت هـي الـداء الدخيل فأدبرت
فتمــاثلوا مــن كــل داء بـادى
نزعـوا مـن الأعنـاق نيـر جبـابر
جعلــوا الخلافـة دولـة اسـتعباد
مــن كـل فضـفاض الغـرور بـبرده
نمــرود أو فرعــون ذو الأوتــاد
تَــروى بطــانته ويشــبع بطنــه
والملــك غرثــان الرعيـة صـادى
مضـت الخلافـة والإمـام فهـل مضـى
مــا كــان بيـن اللـه والعبّـاد
واللـه مـا نسـى الشـهادة حاضـر
فــي المســلمين ولا تـردّد بـادى
خرجـوا إلـى الصـلوات كـل جماعة
تــدعو لصــاحبها علــى الأعـواد
والصــوم بــاقٍ والصــلاة مقيمـة
والحـج ينشـط فـي عِنـاق الحـادى
والفطـــر والأضــحى كعادتيهمــا
يتردّيــــان بشاشـــة الأعيـــاد
إن الحضـارة فـي اطـراد جديـدها
خصــم القــديم وحــرب كــل تِلاد
لا تحفــظ الأشــياء غيــر ذخـائر
للعبقريـــة غيـــر ذات نفـــاد
هــي حســن كـل زمـان قـوم رائح
وجمــال كــل زمــان قـوم غـادى
تمشـى شـالقرون بنـور كـل مكـرر
منهــا كمصــباح الســماء معـاد
كــم مـن محاسـن لا يـرثّ عتيقهـا
فـي الهجـرة اجتمعـت وفي الميلاد
أخـذت أحاسـنها الحضـارة واقتنت
روح البيــان وكــل قــول سـداد
لـم تحرم البؤس العزاء ولا الأولى
ضـلوا الرجـاء من الشعاع الهادى
القيــد أفسـح مـن عقـول عصـابة
زعمـوا فكـاك العقـل فـي الإلحاد
فاشـفوا الممالـك مـن قضـاة صُيَّد
قعـــدوا لصـــيد ولايــة أو زاد
وتــداركوها مــن عمـائم صـادفت
مرعــى مــن الأوقــاف والأرصــاد
وخـذوا سـبيل المصـلحين وأقبِلوا
روح الزمـــان هوامــد الأجســاد
ردّوا إلــى الإيمـان أجمـح عِليـة
وإلـــى مراشـــده أضــل ســواد
أمـم كملمـوم القطيـع تـرى لهـم
شــمل الجميــع وفرقــة الآحــاد
يُــدعَون أبنــاء الزمـان وإنمـا
جَمــدوا وليـس أبـو همـو بجمـاد
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932