
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـو مـأتم الأخلاق فاتـل رثاءهـا
وتــول أســرتها ووال عزاءهــا
لا تنهيــن الثـاكلات عـن البكـا
فلعـل فـي ذرف الـدموع شـفاءها
خــل الشـؤون تفـض غـرب قصـيدة
لم تغن في الرزء الجليل غناءها
ولمثـل نـار الثكـل وهـي شديدة
خلـق الرحيم لنا الشئون وماءها
أوحـى إلى الحزن اللجوج شُبوبها
وإلـى الـدموع سـواكبا إطفاءها
نــاع مــن الاســكندرية هــاتف
راع الكنانــة أرضـها وسـماءها
ســـُدّت مســـامعها لأول وهلـــة
دون الرزيــة تتقــى أنباءهــا
هيهــات تلــك رســالة محتومـة
حَملـت عـن الموت الحياةُ أداءها
فــي عـالم شـد الرحـال نزيلـه
وخيـال دنيـا ذاهـب مـن جاءهـا
إن المــروءة غـودرت فـي حفـرة
كالليـل نـور الصـالحات أضاءها
ذهـب علـى أثـر الفقيـد شـهيدة
إن كنـت فـي ريـب فسـل شهداءها
الرافعيـن إلـى السـماء سريرها
والسـاحبين علـى النجوم رداءها
والحـاملين علـى الرقـاب جلالها
والمنزليـن إلـى التراب سناءها
حطـوا علـى الأرض السرير وغيبوا
قمـر السـماء ووسـدوا جوزاءهـا
أموسـَّد الصـحراء م ابـد الكـرى
وأنـس الحيـاة أو آذكر صحراءها
مـا كان أفتن في الشروق صباحها
وألـذ فـي ظـل الغـروب مسـاءها
أتــراك كالماضـين تبكـى ظلهـا
تحـت الـتراب وتشـتهى رمضـاءها
وتــودّ لــو ردّت عليـك سـرابها
وهجيرهــا وزئيرهــا وعواءهــا
إن الـتي جـاورت صـان اللـه عن
لـوم الحيـاة أديمهـا وفضـاءها
يـدع الوفـود لـدى طهور صعيدها
حسـد النفـوس وحقـدها ورياءهـا
يـا أحمـد الخيرات ما أنا بالغ
تلــك الخلال وإن لمسـت رثاءهـا
لــم لا أقيمــك للشـباب منـارة
وســبيل خيــر يسـلكون سـواءها
إنــى لأرثــى كــل خــل ماجــد
وأطيــل ذكــر خللــه وبكاءهـا
وأحــب ذكــراه وأكــره أن أرى
بيــد السـلو دثورهـا وعفاءهـا
ولربمـــا حليتهـــا بقصــائدى
وجعلـت أبيـات الخلـود وعاءهـا
فــي كــل مفقـود رثيـت روايـة
تهــدى المكـارم والعلا قرّاءهـا
ودِّع صــديقك إن ملكــت وداعــه
واقـض الحقوق إن استطعت قضاءها
وأرع الصـداقة لا تَمِيـل بعهودها
بعـد الصـديق ولا تضـع أشـياءها
وإذا وداد أخيــك مــات بمـوته
فانـدب وفاء النفس وأنعَ إخاءها
رفقــا ابـا عُمـر بـأنفس صـبية
قطعـت عـوادى اليتم منك رجاءها
نادتـك فـامتنع الجـواب وطالما
لـبيت مـن أقصـى البلاد نـداءها
نَشــَأ أشــد فـؤادك فـي الهـوى
وأعــز مـن نفـس لفظـت ذَماءهـا
مـالوا على نعمى الحياة وطيبها
حــتى ذهبــت فصـابروا ضـرَّاءها
كـــم لام فيهـــم لائم فــدفعته
والنفــس تتبـع شـحها وسـخاءها
انظـر وراءك هـل تركت من الغنى
إلا المــروءة ذكرهــا وثناءهـا
لـك ذمـة لـم ينصـر الحـق آمرؤ
ألا تمنـــى برهـــا ووفاءهـــا
علمــت مكانــك حرفـة أنهضـتها
وجـررت فـوق الفرقـدين قباءهـا
أنتــم بنوهـا الأوّلـون حـذوتمو
فــي حلمهــم وعفـافهم آباءهـا
ملئت بكـم خُلُقـا وكـانت لا تـرى
خلــق الرجـال ولا تحـس إباءهـا
يــا رب يـوم للمحامـاة احتمـت
فيـك الحقـوق بـه فكنـت وفاءها
ناصـرت فيـه مـن تلفّـت لـم يجد
مـن حـوله الـدنيا ولا أُجراءهـا
وأخـذت مـن عـدل القضـاء لفتية
ذاقـوا السـجون عـذابها وبلاءها
نفـس الكريم ترى العدالة حزبها
وتـرى الهضـيمة والأذى أعـداءها
وإذا رأيـت النفـس بالحق اعتلت
فـاعرف لهـا إقـدامها وحياءهـا
فـي ذمـة الـوطن الكريـم عصابة
لـم ينـس فـي جـد الجهاد بلاءها
حملـت تكـاليف الحقـوق وأنهضـت
شـعب الرجـال ليحملـوا أعباءها
كــانت إذا دعـت الـديار لخطـة
لــم نحـص عِليتهـا ولا دهماءهـا
هـي مـن قنا الحق المبين طليعة
عرفـت جمـوع الظـالمين مضـاءها
خيــر الطلائع سـيرَّت فـي نورهـا
خيـرَ الكتـائب جنـدها ولواءهـا
أسســتموا وبنــى رجـال بعـدكم
خططــا يتمــم آخــرون بناءهـا
دول منقّلــــة وحــــق ثـــابت
دول السياسـة مـا أقـل بقاءهـا
فمضــى دعــاة بالقضــية نُهَّــض
وأتــى دعــاة يحملـون عناءهـا
بلغـوا إلى الدستور في خطواتهم
تحــدوه مصــر لأن فيـه دماءهـا
همــم تـؤدّى مصـر واجـب شـكرها
للعــاملين ولا تضــيع جزاءهــا
وإذا البلاد تـــذكرت خـــدّامها
لــم تنـس موتاهـا ولا أحياءهـا
إن الشـــعوب كيانهـــا حريــة
تحيـا عليهـا أو تمـوت فـداءها
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932