
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعرنـي النجـم أوهب لي يراعا
يزيــد الرافعييــن ارتفاعـا
مكـان الشـمس أضـوأ أن يُحلـى
وأنبـه فـي البريـة أن يذاعا
بنـو الشـرق الكرام الوارثوه
خلال الــبر والشـرف اليَفاعـا
تأمــل شمســهم ومـدى ضـحاها
تجــد فـي كـل ناحيـة شـعاعا
قـد اقتسـموا ممـالكه فكـانت
لهـم وطنـا مـن الفصحى مشاعا
هـم زادوا القضـاء جمـال وجه
وازدوا غُـرة الفتيـا ألتماعا
أبــوا فــي محنـة الأخلاق إلا
ليـاذا فـي العقيدة وأمتناعا
أووا شــيبا وشــبانا إليهـا
تخــالهم الصـحابة والتِّباعـا
إذا أُسـد الـثرى شـبعت فعفـت
رأيــت شـبابهم عفّـوا جياعـا
فلـم تـر مصـر أصـدق من أمين
ولا أفــوى إذا ريعــت دفاعـا
فـتى لـم يعـط مِقـوده زمانـا
شـرى الاحـرارَ بالـدنيا وباعا
عظيـم فـي الخصـومة مـا تجنى
ولا ركـب السـباب ولا القـذاعا
تمــرّس بالنضـال فلسـت تـدرى
أأقلامــا تنــاول أم نباعــا
ويابن السابق المزرى أرتجالا
بــروّاض القصــائد وابتـداعا
أمـا يكفـى أبـاك السـبق حتى
أتـى بـك أطـول الشعراء باعا
شدا الحادى بشعرك في الفيافي
وحركـت الرعـاة بـه اليراعـا
وفـات الطيـر ألفاظـا فحـامت
علـى المعنـى فصـاغته صـناعا
إذا حضــر البلابَـل فيـه لحـنٌ
تبـادرت الحمـام لـه استماعا
مشـى لُبنـان فـي عرس القوافي
وأقبـل ربـوة واختـال قاعـا
وهـــز المنكــبين لمهرجــان
زهـا كالباقـة الحسـنى وضاعا
وأقبلـت الوفـود عليـه تـترى
كسـرب النحل في الثمرات صاعا
غـدا يزجـى الركـاب وراح حتى
أظـل دمشـق وانتظـم البقاعـا
تـرى ثَـم القـرائح والروابـي
تبــارين افتنانـا واختراعـا
ربيــع طبيعــة وربيــع شـعر
تخلـل نفـح طِيبِهمـا الرباعـا
كأنــك بالقبــائل فـي عكـاظ
تجــاذبت المنــابر والتلاعـا
بنـت ملكـا مـن الفصحى وشادت
بوحـدتها الحيـاة والاجتماعـا
فعــادت أمــة عجبــا وكـانت
رعـاة الشـاء والبدو الشعاعا
أميــر المهرجــان وددت أنـى
أَرى فــي مهرجانـك أو أراعـى
عــدت دون الخفـوف لـه عـواد
تحــدَّين المشــيئة والزَّعامـا
ومـا أنـا حين سار الركب إلا
كبـاغي الحـج همَّ فما استطاعا
أقــام بغبنـه لـم يقـض حقـا
ولا بــلّ الصــبابة والنزاعـا
طرابلــس أنثنِـى عِطفـي أديـم
ومــوجى ســاحلا وثـبى شـراعا
كســا جنباتــك الماضـي جلالا
وراق عليــه مِيســمه وراعــا
ومــا مــن أمـس للاقـوام بـد
وإن ظنـوا عن الماضي انقطاعا
ألـم تسـقي الجهـاد وتطعميـه
وتحمــى ظهــره حقبـا تباعـا
شــراعك فـي الفِنيقييـن جلَّـى
وذكــرك فـي الصـليبين شـاعا
كــأنى بالسـفين غـدت وراحـت
حيالـك تحمـل العلـم المطاعا
صــلاح الـدين يرسـلها رياحـا
وآونــــة يصـــففها قلاعـــا
أليـس البحـر كـان لنا غديرا
وكـانت فلكنـا البجع الرتاعا
غمرنــا بالحضــارة ســاحليه
فمــا عيَّـا بحائطهـا اضـطلاعا
توارثنـــاه أبلــج عبقريــا
ذلـول المتـن منبسـطا وسـاعا
تـرى حافـاته انفجـرت عيونـا
ورفــت مــن جــوانبه ضـياعا
فمـا زدنا الكتاب الفخم حرفا
ولا زدنـا العصـور الزُهر ساعا
قعــدنا معقــد الآبــاء منـه
فكنـا البَهـم قد خلف السباعا
كــأن الشــمس مسـلمة اصـابت
عفيفــا فــي طيالسـه شـجاعا
تَحَجَّــبُ عـن بحـار اللـه حـتى
إذا خطـرت بـه نضـت القناعـا
ومـا رأت العيـون أجـل منهـا
علــى أجــزاء هيكلـه اطلاعـا
فمــا كشــروقها منـه نعيمـا
ولا كغــرو بهــا فيـه متاعـا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932