
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هجعـوا وقـد سرت القلاص الوخد
والليـل كـالزنجي أسـحم أسـود
والخاطفـات مـن الـبروق كأنها
بيــض مؤللــة تســل وتغمــد
يــا صـاحبي وشـد مـا عللتمـا
ووعـدتما لـو صـح ذاك الموعد
مـا يصنع الصنو الشقيق بصنوه
مـا يصـنع القاضـي الأجل محمد
هـذا الـذي لـولاه أجـدب مخصـب
وتجلــل البطحـاء ليـل أربـد
يبنــي العلا ويهـد ركـن عـدوه
فهــو الزمــان مهـدم ومشـيد
إن العيـون وقـد قـررن بعدله
لتنـام وهـو القـائم المتهجد
ينـأى ويـدنيه التواضـع منزلا
فمقــرب فــي حــاله ومبعــد
فرجـت يـا قاضـي القضـاة بهمة
أدنـى مراتبها السها والفرقد
لـولاك وهـي مـن الـذوابل هزة
كــانت قنـاة قصـائدي تتقصـد
هيهـات، يعجـز عـن صفاتك شاعر
ولـو أنـه المكتوف المتبغدد
خـذها إليـك وقـد قعدت بمرصد
وألـذ شـيء موقعـا مـا يرصـد
رشـت القريـض وقـد أخـل بأهله
عـدم السـماح وخطـب دهر أنكد
دامت لك النعمى التي ألبستها
تبلــي وتخلـق بردهـا وتجـدد
وجميل ذكرك يا ابن حمدين على
صـحف المحامـد بالثنـاء مخلـد
أبو حاتم الحِجَاري: شاعر من كبار شعراء العرب المنسيين، نسبته إلى وادي الحجارة في الأندلس، ادركته حرفة الأدب فترك الشعر وعمل طبيبا في قرطبة. ومما يدل في شعره على امتهانه الطب قوله:وربمـــا يـــبيض وجــه امرىــء والنــار فــي أحشــائه السـودويكتســــي مــــن ورم حمــــرة مـــا كـــل توريـــد بتوريــدولولا أن ابن بسام ترجم له في "الذخيرة" لما عرفنا عنه شيئا يذكر، وكان قد بحث عنه، وراسله يطلب منه شيئا من شعره، ثم سمع مساء يوم بطرقات على بابه، فلما فتح الباب كان الطارق أبا حاتم الحجاري يحمل شعره هدية لابن بسام.وقد نشرت ما حكاه ابن بسام في قصة البحث عنه في صفحة قصيدته الاولى فانظرها هناك .أما ابن سعيد فاكتفي بالتعريف به بقوله: (الطبيب أبو حاتم الحجاري: ذكره صاحب المسهب وأخبر: أنه كان متقلباً بين شاعر وخطيب وطبيب وجندي، وأنشد له قوله يستهدي خمراً:يــا ســَيِّدي والنَّهَــارُ تُبْصــِرُهُ مُنْســَجِمَ الــدَّمْعِ مُطْبَــقَ الأُفُـقِإلى آخر القطعة وهذا كل ما حكاه ابن سعيد في المغرب. ولا يخفى أنه اختزل ما حكاه الحجاري صاحب المسهب.قال ابن بسام:الأديب أبو حاتم الحجاري من وادي الحجارة، فرد من أفراد العصر، شاعر متصرف في النظم والنثر، ولما انقرضت أيام ملوك الطوائف بالجزيرة، وتسلط الكساد على أعلاق الشعر الخطيرة، خلع أبو حاتم بردته، وسلخ جلدته، وأصبح بحاضرة قرطبة صاحب طولق وحنبل، وجلس بين هاون ومنخل، يأخذ للصحة من المرض، ويتكلم على الجوهر والعرض، فقل في حنين، تكلم بلسان أحمد بن الحسين، وانظر إلى البديع، في مسلاخ جبريل بن بختيشوع، كل ذلك حرصا على الحياة، واحتيالا لهذه الملابس والأقوات،وخوف الردى آوى إلى الكهف أهله وكلـف نوحـا وابنـه عمـل السفنوفي ذلك يقول:أقمـــت بــأرض قرطبــة كــأني أميـــر جبابـــة أو قهرمــانيانظر كلام ابن بسام برمته في صفحة هذه القصيدة.