
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَمَيـتُ بِهـا عَلى هَذا التَبابِ
وَمـا أَورَدتُهـا غَيـرَ السَرابِ
وَمـــا حَمَّلتُهــا إِلّا شــَقاءً
تُقاضـيني بِـهِ يَـومَ الحِسـابِ
جَنَيـتُ عَلَيـكِ يا نَفسي وَقَبلي
عَلَيـكِ جَنـى أَبي فَدَعي عِتابي
فَلَــولا أَنَّهُـم وَأَدوا بَيـاني
بَلَغتُ بِكِ المُنى وَشَفَيتُ ما بي
سـَعَيتُ وَكَـم سـَعى قَبلي أَديبٌ
فَــآبَ بِخَيبَـةٍ بَعـدَ اِغتِـرابِ
وَمـا أَعـذَرتُ حَتّـى كانَ نَعلي
دَمـاً وَوِسـادَتي وَجـهَ التُرابِ
وَحَتّـى صـَيَّرَتني الشـَمسُ عَبداً
صـَبيغاً بَعـدَ ما دَبَغَت إِهابي
وَحَتّــى قَلَّــمَ الإِملاقُ ظُفــري
وَحَتّـى حَطَّـمَ المِقـدارُ نـابي
مَـتى أَنا بالِغٌ يا مِصرُ أَرضاً
أَشــُمُّ بِتُربِهــا ريـحَ المَلابِ
رَأَيتُ اِبنَ البُخارِ عَلى رُباها
يَمُــرُّ كَــأَنَّهُ شـَرخُ الشـَبابِ
كَــأَنَّ بِجَــوفِهِ أَحشــاءَ صـَبٍّ
يُؤَجِّــجُ نارَهـا شـَوقُ الإِيـابِ
إِذا مـا لاحَ ساءَلنا الدَياجي
أَبَـرقُ الأَرضِ أَم بَـرقُ السَحابِ
محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس، الشهير بحافظ إبراهيم.شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها نيفاً وربع من القرن.ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعد عامين من ولادته. ثم ماتت أمه بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة فنشأ يتيماً.ونظم الشعر في أثناء الدراسة ولما شبّ أتلف شعر الحداثة جميعاً.التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891م برتبة ملازم ثان بالطوبجية وسافر مع حملة السودان وألف مع بعض الضباط المصريين جمعية سرية وطنية اكتشفها الإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم (حافظ) فأحيل إلى (الاستيداع) فلجأ إلى الشيخ محمد عبده وكان يرعاه فأعيد إلى الخدمة في البوليس ثم أحيل إلى المعاش فاشتغل (محرراً) في جريدة الأهرام ولقب بشاعر النيل.وطار صيته واشتهر شعره ونثره فكان شاعر الوطنية والإجتماع والمناسبات الخطيرة.وفي شعره إبداع في الصوغ امتاز به عن أقرانه توفي بالقاهرة.