
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وقيت الردى ياأيها الرجل الفردُ
بلـى رزئت فيك المروءة والمجدُ
سـلكت سـبيل الرشـد في نفع أمة
أضـرّ بهـا قـوم بغيظهـم الرشد
وجلّيْـت وجـه الحـق للناس ساطعا
وقــد لعبـت بـالحق ألسـنة لـدّ
لـك اللـه مـا وفرت للنفس راحة
وجاهدت حتى نال من نفسك الجهد
بلونـاك فـي جـد الزمـان وهزله
فما كنت إلا السيف في حده الحد
فقيـد العلـى طـابت حياتك كلها
فأولهــا حمــد وآخرهــا حمــد
لقـد كنت طود الفضل فاندك طوده
وكنـت نظام العقد فانفرط العقد
نعــوك فحــاقت بــالبلاد رزيـة
وطـاف بهـا جنح من الخطب مسودّ
وأضـحت قلـوب لا تفيـق مـن الأسى
وبـاتت عيـون لا يزايلها السهد
بكـى الشـيب والشبان يوم مصابه
فمـا دفـع المقدور شيبٌ ولا مُرْد
نسـير بنعـش حـوله النـاس خشـعٌ
وجنــد مـن الأملاك يتبعـه جنـد
شــققنا بصـحراء الإمـام ضـريحه
وثمـت ألقـى رحلـه الأسد الورد
دفنـاك فـي قـبر وعـدنا بـأنفس
يقـوم بهـا وجـد ويقعـدها وجـد
لعمـرك مـا فـي العيش بعدك لذةٌ
ومـا سـاءني نحـس ولا سرني سعد
تسـاوى ظلام الـدهر عنـدي ونوره
وسـيّان صـاب مـا تذوقت أو شهد
أروح واغـدو موجـع القلب ليتني
صــريع حمـام لا أروح ولا أغـدو
أدور بعينــي لا أرى غيـر لحـده
كـأن جميـع الكـون ذلكم اللحد
إذا قلـت لان القلـب للصبر ساعةً
غـذته تباريـح الهمـوم فيشـتد
ألا أيها المولى سقى قبرك الحيا
ففـي كبـدي مـن لثـم تربته برد
مصطفى بن حسن بن أحمد عَبْد الرازق: باحث في الشريعة والأدب. كان وزيرا للأوقاف، ثم شيخا للأزهر. من اسرة (عبد الرازق) المعروفة في (أبي جرج) من قرى (المنيا) بمصر. ولد بها، وتخرج بالأزهر، وتتلمذ للشيخ محمد عبده، وأكمل دراسته في باريس وليون. وانتدب لتدريس مباحث إسلامية في ليون، فوضع رسالة عن (الإمام الشافعيّ - ط) . وعاد إلى القاهرة سنة 1916 فعين سكرتيرا عاما لمجلس الأزهر، فمفتشا بالمحاكم الشرعية، فأستاذا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب. وأسندت اليه وزارة الأوقاف (سنة 1938) ثم عين شيخا للجامع الأزهر (سنة 1945) واستمر إلى أن توفي بالقاهرة. كان هادئ الطبع، يتمهل في تفكيره قبل أن يتكلم أو يكتب، وقورا، مع التواضع، يستجم لبعض أنسه ولا يتبذل، نقي الأسلوب في بيانه، نير الفكر محاضرا وكاتبا، يحاسب نفسه على الكلمة، قال الدكتور طه حسين: (كان مصطفى أديبا مقلا، وعالما مقلا، ورب قليل خير من كثير) . من كتبه (تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية - ط) و (فيلسوف العرب والمعلم الثاني - ط) في سيرة الكندي والفارابيّ، و (الدين والوحي والإسلام - ط) و (البهاء زهير - ط) في ترجمته وشعره، و (محمد عبده - ط) سيرته، و (مذكرات مسافر) و (مذكرات مقيم) نشرهما في الصحف تباعا. وساعد برنار ميشيل في ترجمة (رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده إلى الفرنسية، وفي وضع كتاب بالفرنسية عن (محمد عبده) . وله كتب لم تنشر، منها كتاب في (المنطق) وكتاب في (التصوف) و (فصول في الأدب) تقع في مجلدين كبيرين، و (مذكراته اليومية - خ) مهيأة للطبع، نشر شيئا منها في بعض الصحف بتوقيع (الشيخ الفزاري) . وكان من أعضاء المجمعين العلمي العربيّ والعلمي المصري (عن الأعلام للزركلي)