
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلَ اتَى ابْنَتَيْ عُثْمانَ أَنَّ أَباهُما
حــانَتْ مَنِيَّتُــهُ بِجَنْــبِ الْفَرْصـَدِ
رَكِـبَ الْبَرِيـدَ مُخـاطِراً عَـنْ نَفْسِهِ
مَيْــتَ الْمَظَنَّـة لِلْبَرِيـدِ الْمُقْصـَدِ
فَلَأَبْكِيَــنْ عُثْمــانَ حَــقَّ بُكــائِهِ
وَلَأُنْشــِدَنْ عَمْــراً وَإِنْ لَـمْ يُنْشـَدِ
بَـلْ لَيْـتَ شِعْرِي عَنْكَ يا بْنَ حُوَيْرِثٍ
أَسـُقِيتَ سـُمّاً فِـي الْإِنـاءِ الْمُصْعَدِ
أَمْ كـانَ حَتْفـاً سـِيقَ ثَـمَّ لِحَيْنِـهِ
إِنَّ الْمَنِيَّــةَ لِلْحِمــامِ لَتَهْتَــدِي
قَـدْ كـانَ زَيْناً فِي الْحَياةِ لِقَوْمِهِ
عُثْمــانُ أَمْسـَى فِـي ضـَرِيحٍ مُلْحَـدِ
وَلَقَـدْ بَـرَى جِسـْمِي وَقُلْـتُ لِقَوْمِنا
لَمَّــا أَتــانِي مَــوْتُهُ لا تَبْعَــدِ
أَمْسَى ابْنُ جَفْنَةَ فِي الْحَياةِ مُهَلَّكاً
وَصــَفِيُّ نَفْســِي فِـي ضـَرِيحٍ مُؤْصـَدِ
وَاللــهِ رَبِّــي إِنْ ســَلِمْتُ لَآثَـرَنْ
فِيــهِ بِضــَرْبَةِ حـازِمٍ لَـمْ يَقْصـِدِ
وَرَقةُ بن نَوْفَل بن أَسَد بن عبد العُزَّى، شاعرٌ مخضرمٌ مِنْ قريشٍ، وحكيمٌ كان يقرأُ التوراةَ والإنجيلَ في الجاهليّة، ويكتبُ العربيّة بالحروف العِبرانيّة، وهو من الأحنافِ الذين حرّموا على أنفسهم أكلَ ذبائحِ الأصنامِ، اختُلِف في دينِه فمنهم من قالَ إنّه كان يهوديًّا وآخرون يقولون كان مسيحيًّا، أدركَ بدايةَ بعثةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقيل إنّه آمن به، ويعدّه بعض المؤرّخين من الصّحابة. أمَّا شِعْره فقد سارَ فيه سَيْر الحِكْمة، ووصفَ في أبياتٍ له قصة تجارةِ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأموالِ خديجة.