
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَمَّـا رَأَيْـتُ الْخَيْلَ تُقْرَعُ بِالْقَنا
فَوارِســُها حُمْـرُ الْعُيُـونِ دَوامِـي
وَأَقْبَـلَ رَهْـجٌ فِـي السـَّماءِ كَـأَنَّهُ
غَمامَـــةُ دَجْــنٍ مُلْبَــسٍ بِقَتــامِ
وَنادَى ابْنُ هِنْدٍ ذا الْكِلاعِ وَيَحْصُباً
وِكِنْــدَةَ فِــي لَخْــمٍ وَحَـيَّ جُـذامِ
تَيَمَّمْــتُ هَمْـدانَ الَّـذِينَ هُـمُ هُـمُ
إِذا نــابَ أَمْــرٌ جُنَّتِـي وَحُسـامِي
وَنــادَيْتُ فِيهِـمْ دَعْـوَةً فَأَجـابَنِي
فَــوارِسُ مِــنْ هَمْـدانَ غَيْـرُ لِئامِ
فَـوارِسُ مِـنْ هَمْـدانَ لَيْسـُوا بِعُزَّلٍ
غَـداةَ الْـوَغَى مِـنْ شـاكِرٍ وَشـَبامِ
وَمِنْ أَرْحَبَ الشُّمِّ الْمَطاعِينِ بِالْقَنا
وَرَهْــمٍ وَأَحْيــاءِ السـَّبِيعِ وَيـامِ
وَمِـنْ كُـلِّ حَـيٍّ قَـدْ أَتَتْنِـي فَوارِسٌ
ذَوُو نَجَــداتٍ فِـي اللِّقـاءِ كِـرامِ
بِكُـــلِّ رُدَيْنِــيٍّ وَعَضــْبٍ تَخــالُهُ
إِذا اخْتَلَـفَ الْأَقْـوامُ شـَعْلَ ضـِرامِ
فَخَاضـُوا لَظاها وَاصْطَلَوْا بِشَرارِها
وَكـانُوا لَـدَى الْهَيْجا كَشَرْبِ مُدامِ
جَـزَى اللـهُ هَمْدانَ الْجِنانَ فإِنَّهُمْ
سـِمامُ الْعِـدَى فِـي كُـلِّ يَوْمٍ خِصامِ
لِهَمْــدانَ أَخْلاقٌ وَدِيــنٌ يَزِينُهُــمْ
وَلِيـــنٌ إِذا لاقَــوْا وَحُســْنُ كَلامِ
وَجِـدٌّ وَصـِدْقٌ فِـي الْحُـرُوبِ وَنَجْـدَةٌ
وَقَــوْلٌ إِذا قـالُوا بِغَيْـرِ أَثـامِ
مَتَـى تَـأْتِهِمْ فِـي دارِهِـمْ لِضِيافَةٍ
تَبِــتْ عِنْـدَهُمْ فِـي غِبْطَـةٍ وَطَعـامِ
أَلا إِنَّ هَمْــدانَ الْكِــرامَ أَعِــزَّةٌ
كَمـا عَـزَّ رُكْـنُ الْبَيْـتِ عِنْدَ مَقامِ
أُنــاسٌ يُحِبُّــونَ النَّبِــيَّ وَرَهْطَـهُ
سـِراعٌ إِلَـى الْهَيْجـاءِ غَيْـرُ كِهامِ
فَلَـوْ كُنْـتُ بَوَّابـاً عَلَـى بابِ جَنَّةٍ
لَقُلــتُ لِهَمْـدانَ: ادْخُلُـوا بِسـَلامِ
عَليُّ بن أبي طالبِ بن عبد المطّلبِ الهاشميِّ القرشيِّ، أبو الحَسَن، أميرُ المؤمنينَ، ورابعُ الخلفاءِ الراشدينَ، وأحدُ العشرةِ المبشّرينَ بالجنّة، وابنُ عمِّ النبيِّ وصهرُه، وُلِدَ بمكَّةَ ورُبِّيَ في حِجْرِ النّبيِّ ولمْ يفارِقهُ، وكانَ اللّواءُ بيدِهِ في أكثرِ المشاهد. وُلِّيَ الخلافةَ بعدَ مقتلِ عثمانَ بنُ عفانَ سنة (35هـ)، وقامَت في عهدِهِ واقعةُ الجَمَل، وظفرَ عليٌّ فيها بعدَ أنْ بلغَ عددُ القتلى من الفريقينِ نحوَ عشرةِ آلافٍ، ثمّ كانتْ وقعةُ صفِّينَ سنة (37هـ) وسببُها أنَّ عليًّا عزلَ معاويةَ بن أبي سفيانَ عن ولايةِ الشّامِ يومَ تسلُّمِ الخلافةِ فعصاهُ معاويةُ فاقْتَتَلا مئةً وعشرةَ أيّامٍ قُتِلَ فيها من الفريقينِ نحو سبعينَ ألفًا، ثمّ كانتْ وقعةِ النّهروانِ بينَ عليٍّ ومن سَخِطَ عليهِ من الخوارج حينَ رَضِيَ بتحكيمِ أبي موسى الأشعريّ وعمرو بن العاص بينه وبين معاويةَ (38هـ) فتمكَّن الإمامُ عليٌّ منهم وقتلوا جميعًا وكانَ عددهم نحو 1800. أقام عليٌّ بالكوفةِ (دارِ خلافتِه) إلى أنْ قتَلَهُ عبدُ الرّحمنِ بن مُلْجِم غِيلةً سنة (40هـ) واخْتُلِفَ في مكانِ قبرِه فقيلَ بالنّجفِ وقيلَ بالكوفةِ وقيلَ في بلاد طيّئ. اشْتُهِرَ عليّ عند المسلمينَ بالفصاحةِ والحكمةِ، فيُنْسَبُ لهُ الكثيرُ من الأشعارِ والأقوالِ المأثورةِ. كما يُعدُّ رمزًا للشجاعةِ والقوّةِ ويتَّصفُ بالعدلِ والزُهدِ حسب الروايات الواردةِ في كتبِ الحديثِ والتاريخِ. كما يُعتبر من أكبرِ علماءِ عصره علمًا وفقهًا.