
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا صـاحبي ومـا عرفـت مصـاحباً
إلا قضــــية دهــــره تتقلـــب
إمــا نظـرت نظـرت صـوب غمامـةٍ
وإذا انتجعــت حيـاً فـبرق خلـب
كالروضـة الغناء عاقرها الندى
وإذا ظللــت بــه فقفــر سبسـب
لا للجليـــل ولا لــدفع ملمــةٍ
يومــاً ولا لســماع شـكوى تقـرب
لا تــذكرن لــي الصـديق فـإنه
قــول يقــال ومــذهب مسـتغرب
عــزت مطــالبه فــأعوز نيلــه
إلا منـــى مـــن ضــلةٍ تتطلــب
وإذا جهلـت النـاس لم أك جاهلا
نفســي ولا مـن حالهـا استعصـب
عجمـاء عـن فهـم الجميل وإنها
عجمـاء تعـرب فـي القبيح وتغرب
ومريضـــة الآراء طــوع ضــلالها
لا ترعــــوي جهلا ولا تســــتعتب
واخٍ علــى حكـم الصـفاء تخـذته
للأمـــر عــرف لليــالي يعــزب
ضـاقت عـن الحسـنى عـوارف طوله
وثنــاه طــوع هـواه قلـب قُلَّـب
تبــع الليــالي شـيمة وخليقـةً
وعلــى مــذاهبها يجيـء ويـذهب
متمــرض طــوع الحفيظــة عـاتب
مــا بــت مــن هفـواته أتعتـب
أضـحي أسـير هـواه وهـو طليقه
وأجـــد وهـــو بــوده متطــرب
وإذا هـززت هـززت مـن لا يرعوي
وإذا عتبــت عتبـت مـن لا يعتـب
أحنــو عليــه بعــزة مـأثورة
عنــدي وعاطفــةٍ تــرق وتعــذب
فـإذا جفـا واصـلته وإذا هفـا
أوجــدته أنّـي المسـيء المـذنب
هــذي لعمــرك يـا أخـيّ سـجية
فينــا وديــن للزمـان ومـذهب
فاعدل إذا جار الزمان وكن على
حكـم البصـيرة عـاذراً مـن تصحب
وسـم الصـديق مسام نفسك واقتصد
فــالأمر مــر والمنيــة أقـرب
مـا أجهل الأقوام جودا في السرى
طلبــاً لمــن لا يسـتبان فيطلـب
وأقـلَّ توفيـق الفـتى مـع طـوله
لا مـــورد عـــذب ولا مســـتعذب
فـإذا عجبـت مـن الزمان وأهله
فــانظر بـأمرك فالقضـية أعجـب
تـدعو إلـى الحسـنى وأنت مجانب
أبــدا لهــا ولأهلهــا تتجنـب
فاعـذر أخـاك وكـن بمـا هـذبته
ورجـــوت صــالحه بــه يتهــذب
ســيان مــا أصــبحتما تريـانه
شــرّقت وهــو علـى هـواه مغـرب
الحسن بن أحمد بن علي بن المعلم أبو علي الحلبي: الفقيه الأصولي الشاعر الأديب كان كما نقل ابن العديم ممن تتجمل الشيعة بهملم يذكره الحيمي في كتابه "طيب السمر فيمن تشيع وشعر" ولا السماوي في كتابه "الطليعة في شعراء الشيعة" ولا الطهراني في "طبقات أعلام الشيعة" ولا محسن الأمين في "أعيان الشيعة" ولا ذكر لكتبه في كتاب "الذريعة في مصنفات الشيعة" وذكره ابن خلكان في ترجمة الخطيب الحصكفي وسماه (ابن المعلم المعري) (1) ولم يترجم له لأن تاريخ وفاته مجهول وقد اشترط أن لا يترجم في كتابه إلا لمن عرف تاريخ وفاته. وكان حيا سنة 453هـ كما سيأتي.ولد ابن المعلم في معرة النعمان، وانتقل به أبوه إلى حلب فأخذ الفقه وأصول الدين عن شيوخ الشيعة فيها، وكان من أصدقاء الشاعر ابن سنان الخفاجي (ت 466هـ) وللخفاجي قصيدة بعث بها إليه من القسطنطينة يذكر فيها داره في السهلية بحلب وبستانا أقطعه إياه ملك حلب معز الدولة ثمال بن صالح بن مرداس. وقد طول ابن العديم في ترجمته، وأورد خلالها قصيدة لجد أبيه يمدح بها ابن المعلم، وكان قد أوكل له تربية ابنه (جد ابن العديم) وهو أحد الشعراء الذين ترجم لهم أسامة بن منقذ في الرسالة التي بعث بها إلى الرشيد ابن الزبير. قال ابن العديم: وصنف للشيعة كتابين أحدهما يعرف بالتاجي والآخر يعرف بمعالم الدين وله كتاب في الأصول شرح فيه الملخص، ولازم المسجد الجامع بحلب، وقرأ عليه الحلبيون الفقه والأدب، وكان له شعر جيد فصيح ورسائل حسنة، وكتب في صباه لسبكتكين (يعني لما ولي قلعة حلب)ونقل ابن العديم من رسالة للوزير أبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس الحلبي قوله يصف ابن المعلم: (نضر الله وجهه، فعند الله يحتسب ذلك الشيخ الجامع لأشتات الفضائل، وضرائر المحاسن، فلقد كان أثبت شيوخ زمانه فهما، وإن لم يَفُتْهُم علماً وأقواهم تصوراً ونفساً وإن أوفوا عليه مطالعة ودرسا، ...إلخ)ولم يتوصل ابن العديم إلى تاريخ وفاته إلا أنه اجتهد فقال معلقا على قصيدة يهنئ فيها ابن المعلم ثمال بن صالح بعودته من مصر:كان أبو علي بن المعلم حياً في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة فإن معز الدولة ثمالاً عاد إلى حلب من مصر في هذه السنة، فقد توفي بعد ذلكانظر ما حكاه ابن العديم في ترجمة ابن المعلم وقد نقلته لأهميته إلى صفحة الديوان(1) انظر القطعة التي أولها:تقاسما العيش رغداً والردى رنقاً ومـا علمـت المنايـا قبل تقتسم