
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا غُصـُناً مـن لُؤلُـؤٍ رَطْـبِ
فيـه سـرورُ العيـنِ والقلبِ
أحســنَ بـي يـومٌ أرانيكُـمُ
ومـا علـى المحسـنِ من عَتبِ
لكنّـــهُ أعقبنـــي حســرةً
فــدمعتي ســَكْبٌ علـى سـكْبِ
مظلـومَ مـا أنـت بمظلومـةٍ
فـي حُكمِ أهلِ الشرق والغَربْ
بـل إنما المظلومُ عبدٌ لكُمْ
أصـــبح مقتــولاً بلا ذَنْــبِ
غَصــَبْتِهِ جهـراً علـى قلبـهِ
لا تُبْـتِ مـا عشـتِ من الغَصْبِ
مـا بالُ من عاداكِ في راحةٍ
ومــا لمـن والاك فـي كـرْبِ
سالمتِ أهلَ الحربِ طُوبَى لَهُمْ
لكـنَّ أهـلَ السـَّلمِ فـي حَرْبِ
أصــبحتِ مـن وُدي بلا كُلفـةٍ
كـالرُّوح بين الجَنْبِ والجَنْبِ
أعـانني اللّـهُ علـى غُلَّـتي
بشــَربةٍ مـن ريقِـكِ العـذْبِ
يـا حُـبَّ مظلومـةَ لا تنكشـف
وازدد فمـا لي فيكَ من حسبِ
مظلـومَ قـد أنهبتِ أرواحنا
وكلُّنــا راضــونَ بــالنَّهبِ
ضــربُكِ فـي صـوتك لا خـارجٌ
عـن حـدِّه والصوت في الضَّربِ
كأنمـا وقعُهمـا فـي الحشا
وقعُ الحيا في الزمنِ الجَدْبِ
فُقْـتِ المُغنِّيـنَ كمـا فاقنا
كـواكبُ الـدنيا بنـو وَهْـب
حُسـْناً وإحساناً قد استجمعا
كلاهمـــا ذو مطلــبٍ صــَعْبِ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297