
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالوا هجاك أبو المزّاق قلتُ لهم
ولـم هجـاني فقـالوا للـذي بلَغَهْ
أنهــى إليــه نصـيحٌ غيـرُ متَّهـمٍ
أن قـد تركـتَ مغيضـَيْ عرسـِه ردغه
فقلـت مـا نـاك مثلـي مثل زوجته
لكــن إخـال عـدواً كاشـحاً نزغـه
ومــا أراه علــى حـال تعـف لـه
أنـثى ولـو حمقـت حـتى تكون دُغَه
تـالله تغنـى بـذاك القرد غانيةٌ
وإن أجــدَّ لهـا ثوبـاً وإن صـبغه
لا يهجــونِّي فــإني لســتُ هـاجيَه
ولا يـرى ذاك منـي أو يـرى صـُدُغَه
ومـا امتهـاني بـه شـعري وخلقتُه
تهجـوه عنـي وعـن غيـري بكل لُغه
ســيان عنــدي أنـالتني عضـيهته
أم مـص بظـر الـتي أدته أم مضغه
لا تعجبـوا أن طـول الصـفع هوَّسـَه
بل اعجبوا أن طول الصفع ما دمغه
أبيهقـيٌّ تقـول الشـعر فـي زمنـي
أولـى لـه ما لمثلي تنبغُ النَبَغه
لئن تصــدَّى لنــابَي حيَّــةٍ ذكــرٍ
نضناضـة لا يبـلُّ الـدهر مـن لدغه
لمـــا أدلَّ بمجلـــود ولا كـــرم
لكـن بعـرض طويـل الهون قد دبغه
هاجيـك يـا نـائك الحولاء في حرج
مـا قتلُـه وزغـاً يـأوي إلى وزغه
أراه حيّـاً وإن طـال النقيـق بـه
أقــلَّ منـه إذا مـا فـادغٌ فَـدَغه
يحمـي مـن القتل أوزاغاً تنق لنا
دمٌ لهــنّ يعـاف الكلـبُ أن يَلِغَـه
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297