
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يُخَوِّفُنــا بِهِجْرَتِــهِ فَتانــا
كَمـا تَخْشـَى الْمُفَرَّكَةُ الطَّلاقا
يُفَجِّعُنــا بِـأَمْرٍ كُـلَّ يَـوْمٍ
كَمـا تَخْشـَى الْمُقَيَّدَةُ الْإِباقا
أَراهُ لا يــزالُ لَــهُ قَرِيـنٌ
يُواعِــدُهُ غُــدُوّاً وَانْطِلاقــا
وَكــانَ كَــأَنَّهُ سـَوْمٌ مَرِيـضٌ
فَلَمَّـا أَنْ أَذِنْـتُ لَـهُ أَفاقـا
أَحِيـنَ رَأَيْـتَ أَنْ كَبِرَتْ بَناتِي
وَشـابَ الرَّأْسُ أَزْمَعْتَ الْفِراقا
فَقَـدْنِي الْآنَ مِنْـكَ وَقَـدْكَ مِنِّي
إِذا جـاوَزْتَ لِلـذَّوْمِ الْعِراقا
وَحــالَتْ بَيْنَنـا أَجْبـالُ طَـيٍّ
وَكـانَ الـدَّهْرُ هَمّاً وَاشْتِياقا
تُخَبِّرُنِــي بِـأَنَّ الـرُّومَ ضـانٌ
تُمَيِّزُهــا وَتَرْتَتِـقُ ارْتِتاقـا
فَيَوْمـاً قَدْ حَنَيْتُ عَلَيْكَ ظَهْرِي
إِلَـى الْأَحْشـاءِ ضَمّاً وَاعْتِناقا
وَيَوْماً قَدْ حَوَيْتُ عَلَيْكَ نَهْيِي
أُخَيِّـرُكَ الْمَتـالِي وَاللِّحاقـا
وَيَوْمـاً قَـدْ سـَعَيْتُ عَلَيْكَ حَتَّى
أَكَـلَّ الْقَوْمَ وَالْقَلَصَ الْعِتاقا
سَلَمةُ بن يزيدَ الجُعْفِيّ، شاعرٌ جاهلِيٌّ، من المعمَّرِينَ عاشَ مِئَةً وخمسينَ سنةً فيما يُقال، وصلَتْنا قصيدةً لَهُ يتأسَّفُ فيها على فراقِ ابْنِهِ، وكان ابْنَهُ قَدْ أَسْلَمَ وهاجَرَ إلى المدينةِ المنوَّرةِ.