
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا سـَائِراً وسـَفِينُ البَحْرِ تَحْمِلُهُ
سـَلْ نارَهَـا تُنْبيـكَ عَـنْ أنْفَاسِي
قَلْبِــي كَمِرْجَلِـكَ الحَزِيـنِ تَضـَرُّماً
وبُخَــارُهُ قَــدْ نـابَ عَـنْ إبْلاسـِي
بــاللهِ إنْ جئْتَ الــدِّيارَ عَشـِيَّةً
خَبِّــرْهُ أنِّـي غبْـتُ عـنْ إحْسَاسـِي
يـاَ بَحْـرُ هـلْ أزْعَجتَ خاطِرَ فاتِني
أمْ كُنْــتَ ذا لُطْــفٍ وذا إينَـاسِ
إنِّــي عَهِـدتُكَ يـا ظَلُـومُ مفَرِّقـاً
ذا ســـَطْوَةٍ ممْزوجَــةٍ بالبَــاسِ
يـا ثَغْـرَ بيْـرُوتَ لمـاذَا خُنْتنـي
وتركــتَ بــدْرِي للعَنـاءِ يقَاسـي
لعِـبَ الزَّمـانُ بنَـا فَشـَتَّتَ شَمْلنَا
وأتَــى بِفِعْــلِ الغَـادِرِ الخَنَّـاسِ
أتُــرَاهُ يَوْمـاً باللِّقَـاءِ مبَشـِّري
مـنْ قَبْـلِ أنْ أمْسـي لـدَى أرْمَاسِي
لـمْ أنْسـَهُ والسـّحْبُ تَسـْكُبُ دَمْعَها
واللَّيْــلُ جَـاءَ بِـوجهِهِ العَبَّـاسِ
فــأتَى يـداعبني يَقُـولُ بلُطفِـهِ
أتُريـــدُنِي مـــنْ جُمْلــةِ الجُلاّسِ
ويَجُـودُ بالوَصـْلِ العَفِيـفِ تَكَرُّمـاً
رَغْمــاً لأنْــفِ العَـاذِلِ التّعَّـاسِ
لـمْ أنْـسَ زَوْرَتَـهُ وأذْيـالُ الدُّجَى
ألْقَـتْ بِقَلْـبِ الصـُّبحِ مـرَّ اليَاسِ
يُمْســي يُعــاطيني كُـؤُوسَ حَـدِيثهِ
وجَبِينــهُ جنـحَ الـدُّجَى نِبْراسـِي
أتـرَى يعُـودُ زَمَانُنُـا فـي دُمَّـرٍ
والعَيْــشُ طلـقٌ والحَـبيبُ مُوَاسـِي
ويَعُـودُ صـَفْوُ زَمانِنـا بالفِيجَـةِ
والــرَّوْضُ مــاسَ بقـدِّه الميَّـاسِ
وأسـامِرُ البـدْرَ المُنيـرَ بجلّـقٍ
بيـنَ الرِّيـاضِ ولا نَـرى مـنْ بَـاسِ
يـا سـَائِقَ الوابـورِ فيـهِ مُهْجَتِي
ألقَيْــتَ فـي أيِّ الثُّغُـورِ مرَاسـِي
هلاَّ اسـْتَوى فـي بَحْـرِ دَمْعـي إنَّـهُ
لا بَحْـــرَ يَعْــدِلُ لُجَّــهُ بِقِيــاسِ
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).