
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حُيّيـتَ لبنـانُ فـي الأصـَالِ والبُكـر
وجــادَ ربْعَــكَ هطَّــالٌ مـنَ المَطـر
ودُمْـتَ يـا سـُوقَ غـرْبٍ بالنّعيمِ مَدَى
مَـرِّ النَّسـيمِ على الرَّوضاتِ والشَّجرِ
قـدْ كـانَ لـي في رُباهُ بالصَّفا زمنٌ
أعـدُّه خيْـرَ مـا قـدْ مـرَّ مـنْ عُمُري
أنَـادِمُ الرَّوْضَ في أعلى الجِبالِ وكمْ
أحْيَــا فُــؤادِي شـَذَاهُ أوَّلَ البُكـرِ
يـا حَـادِيَ السـُّفْنِ إنْ مَـرَّتْ بعَالِيةٍ
وللبُخَـــارِ زفِيـــرٌ دائِمُ الشــَّررِ
مـلْ للحِمَـى صَاحِبِي واقْرَ السَّلامَ على
بـدْرٍ بـدَا عنْـدَهُ أجَلَـي مِـنَ القَمَرِ
مُنِيــفُ عــزّ فمَــا أبْهـى شـمَائِلَهُ
كأنّمــا لفْظُــه قـدْ صـِيغَ مـنْ درَر
لليُوســُفِي يَنتمِــي إفْصــَالُهُ وإذا
مــا شـئْتَ تنْعَتُـهُ قـلْ طَيَّـبُ الأثَـرِ
سـَامَ المَكـارِمَ فانْقَـادَتْ لـهُ عجَلاً
فنَــالَ منهـا ثنَـاءً مُسـْنَدَ الخَبَـرِ
يـا طِيـبَ أيَّامِنَـا اللاَّئِي مَضَتْ ولَنا
فـي سـَفْحِ لُبنَـانَ أصـْنَافٌ منَ السَّمَرِ
بَيْـنَ الصـَّنوبَرِ قـدْ كـانَتْ مجَالسُنَا
أسـَامِرُ الرِّيـمَ أحيَانـاً إلى السَّحَرِ
وللِـــودَادِ صــَفاءٌ طَــابَ مَــورِدُهُ
أنْعِـمْ بـهِ منْهَلاً فـي الوِرْدِ والصَّدَرِ
حتَّــى أعــدَّتْ لنَـا عـذَّالنا شـَركاً
وأبْــدَلَتْ صـَفْونَا بالبُعْـدِ والكَـدَرِ
وأصـْبَحَ الخـلُّ لا يَرْعَـى لنـا ذِمَمـاً
كــأنَّ الْفتنَـا كـانَتْ إلـى الحَجَـرِ
ثـم أنثنَـي لا عَـدِمْتُ الـدَّهرَ طلْعَتَهُ
يحيـى الـوِدادَ ويدْعُوني إلى السَّفَرِ
جـاءَ الرَّسـُولُ فلَـمْ يَظْفَـرْ بمَطْلَبـهِ
إنِّـي لـهُ عـنْ مَغِيـبي خيْـرُ معْتَـذِرِ
إنِّي على العَهْدِ يا نَسْلَ الكِرَامِ فَلا
تجْعَـلْ صـُدُودَكَ يـدْنِيني إلـى الخَظَرِ
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).