
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا قــل لعبـاس علـى نـأي داره
عليـــك الســلام مــن أخ لــك حامــد
أتـاني إذا لم ينس ما كان بيننا
علـى النّـأي فـي صـرف الهوى المتباعد
هنيئاً مــــريئاً أن قــــدحك فـــائز
إذا حرّكــت يومــاً قــداح المشــاهد
رأيتــك تجــزي بــالمودة أهلهــا
وتمنـــح صـــفحاً مســتقيل الأباعــد
قطعــت مــن البـاغين سـعيك أن دعـا
إذا اجتهــدوا يومــاً منــاط القلائد
وإنــي لـم أعلـم مـن النـاس واحـداً
علـــى غــائب منهــم حلفــت وشــاهد
أقـــلّ بفضـــل العــز منــك تطــوّلاً
وأرغــب فــي مســتودعات المحامــد
وأرضــى بثــوبِ القصـدِ فـي كـلّ مـوطنٍ
إذا طمحــتْ نفــسُ اللجـوجِ المعانـدِ
وأوزع للنفــس اللّجــوج عــن الهـوى
إذا وردت يومـــاً حـــرون المــوارد
سعيد بن سليمان بن نوفل بن مُساحق بن عبد الله بن مخرمة القرشي أبو عبد الجبار العامري الجَفْري (1)، من بني عامر بن لؤي، ويعرف بالمساحقي: قاضي المدينة المنورة أيام المهدي العباسي، وكان شاعرا مجيدا يكاد يكون معظم شعره في الصداقة والصديقوهو من شيوخ محمد بن عبد العزيز المُجَبّري: من ولد المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب،وعمه أبو نوفل عبد الملك بن نوفل أحد رواة الأخبار. روى عنه سفيان بن عيينة.وجده نوفل راوي أخبار مجنون ليلي وكان قد رآه وصحبه وهو أيضا صاحب القصة في المفاضلة بين ابن قيس الرقيات وعمر بن أبي ربيعة، وقد رواها سعيد بن سليمان (انظر القصة في صفحة الديوان وهي من نوادر المفاضلات) (2)وجده الثالث عبد الله بن مخرمة (ر) من كبار الصحابة من المهاجرين الأولين، وشهد بدراً وسائر امشاهد. واستشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة، وهو ابن احدى وأربعين سنة. وكان قد دعا الله عزَّ وجلَّ ألا يُميته حتى يرى في كلِّ مفصل منه ضربةً في سبيل الله. فضُرب يوم اليمامة في مفاصله،ترجم له الخطيب البغدادي لسعيد في تاريخ بغداد لوفاته فيها، انظر الترجمة برمتها في صفحة القطعة:مـا كنـت أخشـى أن أراني راضياً يعللنــي بعــد الأحبــة داهــريحـــدثني ممــا يجمــع عقلــه أحــاديث منهــا مسـتقيم وجـائروداهر غلامهوجمع وكيع القاضي أخبار سعيد وأشعاره في كتابه "أخبار القضاة" وقال أثناء سرد أخباره: ولبعض الشعراء فيه:قــل للإمــام جـزاك اللّـه صـالحة هـل أنت مبدلنا بالجاهل الجافيقــاض يكـاد إذا لاذ الخصـوم بـه يطيــر مــن حــدّة فيـه وإسـفافلا والذي هو أهدى العدل منك لنا لا يطمـع الخصـم إن أدلى بإنصافكــأنه حيــن يحــزوزي لمجلســه بختيــة بعثــت مــن بيـت علاّفوكان ابنه: أبو معاوية عبد الجبار بن سعيد من الشعراء الرواة وهو من شيوخ ابن سلّام والزبير بن بكار وفي كتاب الأغاني عدة أخبار من روايته ذكره الوزير ابن الجراح في الورقة وافتتح أخباره بذكر قصيدة أبيه البائية وهي أشهر شعره وأولها:بلـوت إخـاء الناس يا عمرو كلهم وجرّبــت حـتى أحكمتنـي تجـاربيوفي البصائر والذخائر شعر لمن سماه عبد الحميد بن سعيد المساحقي فيرجح أنه أخو عبد الجبار وقد انفرد أبو حيان بذكره ونسب إليه قطعة من أربعة أبيات أولها:إنـي وإن قيـل لا يحمـى له غضب إذا غضبت كأني الحية الذكر(1) نسبته الجفري في "تبصير المنتبه" للحافظ ابن حجر قال:(نسبة إلى الجَفْر، وهو بئر لطيف، مكانٌ بناحية المدينة كان يخرج إليه سعيد أبو عبد الجبار المُساحقي، فقيل له الجَفْري، ولي القضاء زمن المهدي).(2) وفي البيان والتبيين للجاحظ: وكان نَوفل بن مُساحِق، إذا دخل على امرأته صمْت، وإذا خرج من عندها تكلَّم، فرأتْهُ يوماً كذلك فقالت: أمَّا عِندي فتُطْرِق، وأمّا عِند الناس فتَنطق، قال: لأني أدِقُّ عن جليلكِ، وتَجلّين عن دَقيقي،وفي كتاب الجوهرة لابن بري: انه قاتل الصحابي مَعْقِلُ بن سنان الأشجعيُّ: شهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي إلى يوم الحرة فقتله مسلم بن عقبة يومئذ، وتولى قتله نوفل بن مساحق لأنه سمعه قديما يذكر يزيد بن معاويه بشرب الخمر، ويطن عليه، فحقد ذلك عليه. وقال فيه يومئذ بعض أشجع من أبيات:ألاتِلكــم الأنصــار تبكـى سـراتها وأشــجع تبكـى معقـل بـن سـنان