
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مضـت لـي شـهور منـذ غبتـم ثلاثـة
ومـا خلتنـي أبقـى إذا غبتـم شهرا
ومــا لـي حيـاة بعـدكم أسـتلذها
ولـو كـان هـذا لـم أكـن بعده حرا
سأسـتعتب الـدهر المفـرق بيننـا
وهـل نـافعي أن صـرت أستعتب الدهرا
أعلــل نفســي بــالمنى فـي لقـائكم
وأستسهل البَر الذي جبت والبحرا
ويؤنســني طــي المراحــل بعـدكم
أروح علــى أرضٍ وأغـدو علـى أخـرى
وتـالله مـا فـارقتكم عـن قلـىً لكم
ولكنهـا الأقـدار تجـري كما تجرَى
رعتكــم مــن الرحمـن عيـن بصـيرة
ولا كشـفت أيـدي الـردى عنكم سترا
عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي أبو الوليد ابن الفرضي: صاحب كتاب "تاريخ علماء الأندلس" الذي جعل ابن بشكوال كتابه "الصلة" ذيلا عليه.قال أبو مروان بن حيان: (ولم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتنان في العلوم والأدب البارع، وجمع من الكتب أكثر ما يجمعه أحد من علماء البلد، وتقلد قراءة الكتب بعهد العامرية، واستقضاه محمد المهدي ببلنسية، وكان حسن البلاغة والخط.ترجم له الحميدي في الجذوة وابن عميرة في بغية الملتمس والذهبي في كتبه وابن خلكان في وفيات الأعيان وابن بسام في الذخيرة قال:فصل في ذكر الفقيه القاضي أبي الوليد المعروف بابن الفرضيشاعر مقل، هو في العلماء أدخل منه في الشعراء، ولكنه حسن النظام، مقترن الكلام، رحل ورحل إليه، وأخذ وأُخذ عنه.ثم نقل عن بن حزم قوله: أخبرني القاضي أبو الوليد ابن الفرضي قال: تعلقت بأستار الكعبة وسألت الله الشهادة، ثم انحرفت وفكرت في هولالقتل فندمت، وهممت أن أرجع فأستقيل الله ذلك فاستحييت. فمات مقتولاً رحمه الله في الفتنة أيام دخول البرابرة قرطبة سنة أربعمائة. قال أبو محمد ابن حزم: أخبرني من رآه بين القتلى يومئذ وهو في آخر رمق يقول: "لا يَكْلَم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يَكْلَم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك". كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك، ثم قضى نحبه هنالك.ثم ساق بقية أخبارهوقال ابن خلكان:كان فقيها عالماً في فنون من العلم: الحديث وعلم الرجال والأدب البارع وغير ذلك. وله من التصانيف " تاريخ علماء الأندلس " وهو الذي ذيّل عليه ابن بشكوال بكتابه الذي سماه "الصلة "، وله كتاب حسن في " المؤتلف والمختلف " وفي " مشتبه النسبة " وكتاب في أخبار شعراء الأندلس وغير ذلك. ورحل من الأندلس إلى المشرق في سنة اثنتين وثمانين وثلثمائة، فحج وأخذ عن العلماء وسمع منهم وكتب من أماليهم.ثم أورد قطعتين من شعره ثم قالوله شعر كثير. ومولده في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثلثمائة. وتولى القضاء بمدينةبلنسية. وقتلته البربر يوم فتح قرطبة، وهو يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربعمائة، رحمه الله تعالى، وبقي في داره ثلاثة أيام ودفن متغيراً من غير غسل ولا كفن ولا صلاة؛ (ثم روى قصة تعلقه بأستار الكعبة وطلبه الشهادة)