
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تُــذَكِّرُنِي أَطْلالَ هِنْــدٍ مَــعَ الهَـوَى
دَعَـــائِمُ مِنهـــا قَــائِمٌ وَمُنَــزَّعُ
عَلَـى العُصـُرِ الْخَـالِي كَـأَنَّ رُسُومَها
بِتَنْهِيَــةِ الرُّكْنَيْــنِ وَشــْيٌ مُرَجَّــعُ
وَعَنْــسٍ بَراهَــا رِحْلَتِــي فَكَأَنَّمــا
إذا جَنَــأَتْ فَـوْقَ الـذِّرَاعَيْنِ شـَرْجَعُ
أَنَـاخَتْ بِغُبْـرِ البِيْـدِ مَخْشَيَّةَ الرَّدَى
علــى كُــلِّ نَشــْزٍ هَامُهــا يَتَفَجَّـعُ
غِشَاشًا كَنَومِ الْعَيْنِ تُغْضَى عَلى الْقَذَى
وَقَـدْ شـَقَّ أَعْلى الصُّبْحِ أَوْ كادَ يَسْطَعُ
وَقَـدْ قَلَبَـتْ عَـن لَـوْنِ أَحْمَـرَ قَـاتِمٍ
أَســَابِيُّ لَيْــلٍ لَــمْ تَكَــدْ تَتَرَفَّـعُ
النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ هُوَ زِيادُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ ضِباب الذُّبْيانِيّ مِنْ قَبِيلَةِ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَكانَ أَحَدَ الأَشْرافِ وَالمُقَدَّمِينَ فِي قَوْمِهِ، وقد اتَّصلَ بمُلُوكِ المَناذِرَةِ وَالغَساسِنَةِ وكانَ لَهُ عندَهم مَنْزِلَةٌ ومكانةٌ عاليةٌ، وَامْتازَ بِشِعْرِهِ فِي الاعْتِذارِيّاتِ، وَهِيَ الأَشْعارُ الَّتِي قالَها مُعْتَذِراً مِنْ النُعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ بعد هربِهِ مِنه، وَالنّابِغَةِ الذُبْيانِيِّ مِن أَوائِلِ مَنْ تَحاكَمَ عِنْدَهُ الشُّعَراءُ فَكانَتْ تُضْرِبُ لَهُ قُبَّةً فِي عُكاظ فَيعْرِضُ الشُّعَراءُ عَلَيْهِ أَشْعارَهم، وَقَدْ تُوُفِّيَ في سَنَة 18ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 604م.