
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَـمْ يَحْزُنْـكَ يَـوْمَ غَدَتْ حُدُوجُ
لِعَـزَّةَ إِذْ أَجَـدَّ بِهَـا الخُرُوجُ
بِضَـاحِي النَّقْبِ حِينَ خَرَجْنَ مِنْهُ
وَخَلْـفَ مُتُـونِ سَاقَتِهَا الخَلِيجُ
رَأَيْـتُ جِمَالَهَا تَعْلُو الثَّنَايَا
كَـأَنَّ ذُرَى هَوَادِجِهَـا البُـرُوجُ
وَقَـدْ مَـرَّتْ عَلَـى تُرَبَانَ تُحْدَى
لَهَـا بَـالنَّعْفِ مِـنْ مَلَلٍ وَسِيجُ
رَأَيْــتُ حُـدُوجَهَا فَظَلَلْـتُ صَبّاً
تُهَيِّجُنِـي مَـعَ الحَـزَنِ الحُدُوجُ
إِذَا بَصـُرَتْ بِهَا العَيْنَانِ لَجَّتْ
بِـدَمْعِهِمَا مَـعَ النَّظَرِ اللَّجُوجُ
وَبِالسـَّرْحَاتِ مِـنْ وَدَّانَ رَاحَـتْ
عَلَيْهَا الرَّقْمُ كَالبَلَقِ البَهِيجُ
وَهَـــاجَتْنِي بَحَـزْمِ عُفَارِيَـاتٍ
وَقَدْ يَهْتَاجُ ذُو الطَّرَبِ المَهِيجُ
عَلَــى فُضُلِ الـرَّوَاعِ تَضَمَّنَتْهَا
خَصـِيبَاتُ المَعَـالِفِ وَالمُـرُوجُ
يَشـُجُّ بِهَـا ذُؤَابَـةَ كُـلِّ حَـزْنٍ
ســَبوتٌ أَوْ مُوَاكِبَــــةٌ دَرُوجُ
وَفِـي الأَحْدَاجِ حِينَ دَنَوْنَ قَصْراً
بِحَـــزْنِ سـُوَيْقَةٍ بَقَـرٌ دُمُـوجُ
حِسَـــانُ السَّيْرِ لَا مُتَـوَاتِرَاتٌ
وَلَا مِيــلٌ هَوَادِجُهَــا تَمُــوجُ
فَكِـدْتُ وَقَـدْ تَغَيَّبَـتِ التَّوَالِي
وَهُـنَّ خَوَاضِـِعُ الحَكَمَـاتِ عُـوجُ
بِـذِي جَـدَدٍ مِـنَ الجَوْزَاءِ مُوفٍ
كَــأَنَّ ضَبَابَهُ القُطُـنُ النَّسِيجُ
وَقَـدْ جَـاوَزْنَ هَضْـبَ قُتَـائِدَاتٍ
وَعَـــنَّ لَهُـنَّ مِـنْ رَكَـكٍ شُرُوجُ
أَمُـــوتُ ضـَمَانَةً وَتَجَلَّلَتْنِــي
وَقَــدْ أَتْهَمْـنَ مُرْدِمَـةً ثَلُـوجُ
كَـأَنَّ دُمُـوعَ عَيْنِـي يَوْمَ بَانَتْ
دَلَاةٌ بَلَّهَـــا فَـــرَطٌ مَهِيــجُ
يُرِيـعُ بِهَـا غَدَاةَ الوِرْدِ سَاقٍ
سـَرِيحُ المَتْـحِ بَكْرَتُـهُ مَرِيـجُ
فَلَـــوْ أَبْـدَيْتِ وُدَّكِ أُمَّ عَمْـرٍ
لَـدَى الإِخْـوَانِ سَاءَهُمُ الوَلِيجُ
لَكَـانَ لِحُبِّــكِ المَكْتُـومِ شَأْنٌ
عَلَـى زَمَـنٍ وَنَحْـنُ بِـهِ نَعِيـجُ
تُؤَمِّـــلُ أَنْ تُلَاقِــيَ أُمَّ عَمْـرٍ
بِمَكَّـةَ حَيْـثُ يَجْتَمِـعُ الحَجِيـجُ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ