
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَشَــاقَكَ بَـرْقٌ آخِـرَ اللَّيْـلِ خَـافِقُ
جَــرَى مِــنْ سَنَاهُ بَيْنَـةٌ فَالأَبَـارِقُ
قَعَــدْتُ لَـهُ حـتَّى عَلَا الأُفْـقَ مَـاؤُهُ
وَسَــالَ بِفَعْـمِ الوَبْلِ مِنْهُ الدَّوَافِقُ
يُرَشـِّحُ نَبْتـــاً نَاعِمـــاً وَيَزِينُـهُ
نَـــدىً وَلَيَــالٍ بَعْـدَ ذَاكَ طَوَالِـقُ
وَكَيْــفَ تُرَجِّيهَـا وَمِــنْ دُونِ أَرْضِهَا
جِبَـالُ الرُّبَا تِلْكَ الطِّوَالُ البَوَاسِقُ
حَوَاجِرُهَــا العُلْيَا وَأَرْكَانُهَا الَّتِي
بِهَــا مِـنْ مَغَـافِيرِ العِنَازِ أَفَارِقُ
وَأَنْـتِ المُنَـى يَا أُمَّ عَمْرٍ لَوْ انَّنَا
نَنَالُــكِ أَوْ تُـدْنِي نَـوَاكِ الصَّفَائِقُ
لَأَصْــبَحْتُ خِلْـواً مِـنْ هُمُومٍ وَمَا سَرَتْ
عَلَـــيَّ خَيَـالَاتُ الحَـبِيبِ الطَـوَارِقُ
بِـــذِي زَهَــرٍ غَــضٍّ كَــأَنَّ تِلَاعَــهُ
إِذَا أَشْـــرَفَتْ حُجُرَاتُهُـنَّ النَمَـارِقُ
إِذَا خَرَجَــتْ مِـنْ بَيْتِهَا رَاقَ عَيْنَهَا
مُعَــــوَّذُهُ وَأَعْجَبَتْهَــا العَقَــائِقُ
حَلَفْـــتُ بِـــرَبِّ المَوْضـِعَيْنِ عَشـِيَّةً
وَغِيطَــانُ فَلْــجٍ دُونَهُـمْ وَالشَّقَائِقُ
يَحُثُّـونَ صـُبْحَ الحُمْــرِ خُوصاً كَأَنَّهَا
بِنَخْلَــةَ مِـنْ دُونِ الوَحِيفِ المَطَارِقُ
ســِرَاعٌ إِذَا الحَـادِي زَقَـاهُنَّ زَقْيَةً
جَنَحْــنَ كَمَــا اسْـتُلَّتْ سُيُوفٌ ذَوَالِقُ
إِذَا قَرَّطُـــوهُنَّ الأَزِمَّــةَ وَارْتَـدَوْا
أَبَيْــنَ فَلَـمْ يَقْـدِرْ عَلَيْهِـنَّ سَـابِقُ
إِذَا عَــزَمَ الرَّكْـبُ الرَحِيلَ وَأَشْرَفَتْ
لَهُــنَّ الفَيَـافِي وَالفِجَاجُ الفَيَاهِقُ
عَلَـــى كُــلِّ حُرْجُـوجٍ كَـأَنَّ شَلِيلَهَا
رَوَاقٌ إِذَا مَــا هَجَّـرَ الرَّكْـبُ خَافِقُ
لَقَـــدْ لَقِيَتْنَـا أُمُّ عَمْـرٍو بِصَـادِقٍ
مِــنَ الصَّرْمِ أَوْ ضَاقَتْ عَلَيْهِ الخَلَائِقُ
سـِوَى ذُكْرَةٍ مِنْهَا إِذَا الرَّكْبُ عَرَّسُوا
وَهَبَّــتْ عَصَــافِيرُ الصَّرِيمِ النَّوَاطِقُ
أَلَــمْ تَسْــأَلِي يَا أُمَّ عَمْرٍ فَتُخْبَرِي
سـَلِمْتِ وَأَسْــقَاكِ السـَّحَابُ البَوَارِقُ
بَكِيّــاً لِصـَوْتِ الرَّعْـدِ خُـرْسٌ رَوَائِحٌ
وَنَعْـــقٍ وَلَــمْ يُسْـمَعْ لَهُـنَّ صَوَاعِقُ
كُثيِّرُ بنُ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِيُّ، اشْتُهِرَ بِكُثَيِّرِ عَزَّةَ وَهِي مَحْبُوبَتُهُ وغالِبُ شِعْرِهِ تَشبِيبٌ بِهَا، وَيُقالُ لَهُ ابنُ أَبِي جُمُعَةَ نسبة لجدِّه لِأُمِّهِ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ المُقدَّمِينَ فِي الْعَصْرِ الأُمَوِيِّ، وَهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُتيَّمِينَ الْمَشْهُورِينَ، قالَ عَنْهُ المَرزُبانِيُّ: " كانَ شاعِرَ أَهلِ الحِجازِ فِي الإِسلامِ لَا يُقَدِّمُونَ عَليهِ أَحَداً"، وهوَ مِنْ أَهلِ الْمَدِينةِ المُنوَّرَةِ وَأَكْثَرُ إِقامَتِهِ بِمِصْرَ، وفدَ عَلى الْخُلفاءِ وَكانَ شاعِرَ بَنِي مَروانَ وخاصّاً بِعبدِ الْمَلِكِ وكانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ. وكانَ مُفْرِطَ الْقِصَرِ دَمِيماً، فِي نَفْسِهِ شَمَمٌ وَتَرَفُّعٌ، تُوفِيَ نَحْوَ سَنَةِ 105 لِلْهِجْرَةِ