
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَيَــومٍ كَــأَنَّ الـدَهرَ سـامَحَني بِـهِ
فَصـارَ أَسـمه مـا بَينَنا هِبَةَ الدَهرِ
جَـرَت فيـهِ أَفراسُ الصِبا بِاِرتِياحِنا
إِلـى دَيـرُ مُـرّان المُعَظَّـمِ وَالعُمـرِ
بِحَيـثُ هَـواءَ الغَـوطَتَينِ مُعَطَّـرِ الن
نَسـيمِ بِأَنفـاسِ الرِيـاحينَ وَالزَهـرِ
فَمِــن رَوضـَةٍ بِالحُسـنِ تُرفِـدُ رَوضـَةً
وَمِـن نَهـرٍ بِـالفيضِ يَجـري إِلى نَهرِ
وَفي الهَيكَلِ المَعمورِ مِنهُ اِفتَرَعتُها
وَصــَحبي حَلالاً بَعــدَ تَوفيـةِ المَهـرِ
وَنَزَّهـتُ عَـن غَيـرِ الـدَنانيرِ قَدرَها
فَمـا زِلتُ مِنها أَشرَبُ التَبرَ بِالتبرِ
وَحَـلَّ لَنـا مـا كـانَ مِنهـا مُحَرَّمـاً
وَهَـل يُحظَـرُ المَحظورُ في بَلَدِ الكُفرِ
فَأَهــدَت لــي الأَيّــامُ فيـهِ مَـوَدَّةً
دَعَتنـي فـي سـِترٍ فَلَبَّيـتُ فـي سـِترِ
أَتـى مِـن شـَريفِ الطَبـعِ أَصدَقَ رَغبَةً
تُخـاطِبُني عَـن مَعـدَنِ النظمِ وَالنَثرِ
وَكــانَ جَــوابي طاعَــةً لا مَقالَــةً
وَمَـن ذا الَّذي لا يَستَجيبُ إِلى اليُسرِ
فَلاقَيــتُ مِلــءَ العَيــنِ نُبلاً وَهِمَّـةً
مَحَلّـى السـَجايا بِالطَلاقَـةِ وَالبَشـرِ
وَأَحشــَمَني بِــالبِرِّ حَتّــى ظَنَنتُــهُ
يُريـدُ اِختِـداعي عَن جَناني وَلا أَدري
وَنَـزَّه عَـن غَيـرِ الصـَفاءِ اِجتِماعَنا
فَكُنــتُ وَإِيّــاهُ كَقَلبَيـنِ فـي صـَدرِ
وَشــاءَ السـُرورُ أَن يَلينـا بِثـالِثٍ
فَلا طفنـا بِالبَـدرِ أَو بِـأَخي البَدرِ
بِمُعطـى عُيـون مـا اِشتَهَت مِن جَمالِهِ
وَمَضــني قُلــوبٍ بِـالتَجَنُّبِ وَالهَجـرِ
جَنينـا جَنـيَ الـوَردِ فـي غَيرِ وَقتِهِ
وَزَهـرَ الرُبـا مِن رَوضِ خَدَّيهِ وَالثَغرِ
وَقابَلَنـــا مِــن وَجهِــهِ وَشــَرابِهِ
بِشَمسَينِ في جُنحى دُجى اللَيلِ وَالشَعرِ
وَغَنّـى فَصـارَ السـَمعُ كَـالطَرفِ آخِذاً
بِــأَوفَرِ حَــظٍّ مِـن مَحاسـِنِهِ الزُهـرِ
وَأَمتَعَنــا مِـن وَجنَتَيـهِ بِمِثـلِ مـا
تَمَــزَّجَ كَفّـاهُ مِـنَ المـاءِ وَالخَمـرِ
سـُرورٌ شـكرنا منـة الصـحو إذ دعا
إِلَيـهِ وَلَـم نَشـكُرُ بِـهِ مِنَّـةَ السُكرِ
كَـأَنَّ اللَيـالي نمـنَ عَنـهُ فَعِنـدَما
تَنَبَّهَـنَّ نَكَّبـنَ الوَفـاءَ إلـى الغَدرِ
مَضــى وَكَــأَنّي كُنــتُ فيـهِ مُهَوِّمـاً
يُحَـدِّثُ عَـن طَيـفِ الخَيالِ الَّذي يَسري
وَهَـل يَحصـُلُ الإِنسـانُ مِـن كُلِّ ما بِهِ
تُســامِحُهُ الأَيّــامُ إِلّا عَلـى الـذِكرِ
عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي، أبو الفرج المعروف بالببغاء.شاعر مشهور وكاتب مترسل، من أهل نصيبين اتصل بسيف الدولة ودخل الموصل وبغداد، ونادم الملوك والرؤساء.