
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـنَ القُـرونُ الماضِيَه
تَرَكـوا المَنازِلَ خالِيَه
فَاســتَبدَلَت بِهِـمُ دِيـا
رُهُـمُ الرِيـاحَ الهاوِيَه
وَتَشـَتَّتَت عَنهـا الجُمـو
عُ وَفارَقَتهـا الغاشـِيَه
فَــإِذا مَحَــلٌّ لِلوُحــو
شِ وَلِلكِلابِ العــــاوِيَه
دَرَجـوا فَمـا أَبقَت صُرو
فُ الـدَهرِ مِنهُـم باقِيَه
فَلَئِن عَقَلـــتُ لَأَبكِيَــن
نَهُــمُ بِعَيــنٍ بــاكِيَه
لَـم يَبـقَ مِنهُـم بَعدَهُم
إِلّا العِظــامُ البـاقِيَه
لِلَّــــهِ دَرُّ جَمــــاجِمٍ
تَحـتَ الجَنـادِلِ ثـاوِيَه
وَلَقَـد عَتَـوا زَمَناً كَأَن
نَهُـمُ السـِباعُ العاوِيَه
فــي نِعمَــةٍ وَغَضــارَةٍ
وَســــَلامَةٍ وَرَفـــاهِيَه
قَـد أَصـبَحوا فـي بَرزَخٍ
وَمَحَلَّــــةٍ مُتَراخِيَـــه
مــا بَينَهُــم مُتَفـاوِتٌ
وَقُبـــورُهُم مُتــدانِيَه
وَالـدَهرُ لا تَبقـى عَلَـي
هِ الشـامِخاتُ الراسـِيَه
وَلَـــرُبَّ مُغتَـــرٍّ بِــهِ
حَتّــى رَمــاهُ بِـداهِيَه
يـا عاشـِقَ الدارِ الَّتي
لَيســَت لَــهُ بِمُـؤاتِيَه
أَحبَبـتَ داراً لَـم تَـزَل
عَـن نَفسـِها لَـكَ ناهِيَه
أَأُخَـيَّ فَاِرمِ مَحاسِنَ الدُ
نيــا بِعَيــنٍ قــالِيَه
وَاعـصِ الهَوى فيما دَعا
كَ لَــهُ فَبِئسَ الـداعِيَه
أَتُــرى شـَبابَكَ عـائِداً
مِـن بَعـدِ شـَيبِكَ ثانِيَه
أَودى بِجَــدَّتِكَ البِلــى
وَأَرى مُنـاكَ كَمـا هِيَـه
يـا دارُ مـا لِعُقولِنـا
مَســرورَةً بِــكِ راضـِيَه
إِنّـا لَنَعمُـرُ مِنـكِ نـا
حِيَــةً وَنُخــرِبُ نـاحِيَه
مــا نَرعَـوي لِلحادِثـا
تِ وَلا الخُطـوبِ الجارِيَه
وَاللَــهُ لا يَخفـى عَلَـي
هِ مِــنَ الخَلائِقِ خـافِيَه
عَجَبــاً لَنـا وَلِجَهلِنـا
إِنَّ العُقــولَ لَــواهِيَه
إِنَّ العُقــولَ لَــذاهِلا
تٌ غــــافِلاتٌ لاهِيَــــه
إِنَّ العُقـولَ عَـنِ الجِنا
نِ وَحـــورِهِنَّ لَســاهِيَه
أَفَلا نَــــبيعُ مَحَلَّـــةً
تَفنــى بِـأُخرى بـاقِيَه
نَصـبو إِلـى دارِ الغُرو
رِ وَنَحـنُ نَعلَـمُ ما هِيَه
فَكَــأَنَّ أَنفُســَنا لَنـا
فيمــا فَعَلـنَ مُعـادِيَه
مَـن مُبلِـغٌ عَنّـي الإِمـا
مَ نَصــائِحاً مُتَــوالِيَه
إِنّــي أَرى الأَسـعارَ أَس
عــارَ الرَعِيَّـةِ غـالِيَه
وَأَرى المَكاســِبَ نَـزرَةً
وَأَرى الضـَرورَةَ فاشـِيَه
وَأَرى غُمـومَ الـدَهرَ را
ئِحَــةً تَمُــرُّ وَغــادِيَه
وَأَرى المَراضـِعَ فيهِ عَن
أَولادِهـــا مُتَجـــافِيَه
وَأَرى اليَتــامى وَالأَرا
مِلَ في البُيوتِ الخالِيَه
مِـن بَيـنِ راجٍ لَـم يَزَل
يَســمو إِلَيـكَ وَراجِيَـه
يَشــكونَ مَجهَــدَةً بِـأَص
واتٍ ضـــِعافٍ عـــالِيَه
يَرجـونَ رِفـدَكَ كَي يَرَوا
مِمّــا لَقـوهُ العـافِيَه
مَن يُرتَجى في الناسِ غَي
رُكَ لِلعُيــونِ البـاكِيَه
مِـــن مُصــبِياتِ جُــوَّعٍ
تُمســي وَتُصـبِحُ طـاوِيَه
مَـن يُرتَجـى لِـدِفاعِ كَر
بِ مُلِمَّـةٍ هِـيَ مـا هِيَـه
مَـن لِلبُطـونِ الجائِعـا
تِ وَلِلجُســومِ العـارِيَه
مَـن لِارتِيـاعِ المُسـلِمي
نَ إِذا سـَمِعنا الواعِيَه
يـا ابنَ الخَلائِفِ لا فُقِد
تَ وَلا عَــدَمتَ العـافِيَه
إِنَّ الأُصـــولَ الطَيِّبــا
تِ لَهــا فُـروعٌ زاكِيَـه
أَلقَيــتُ أَخبـاراً إِلَـي
كَ مِـنَ الرَعِيَّـةِ شـافِيَه
وَنَصــيحَتي لَــكَ مَحضـَةٌ
وَمَــوَدَّتي لَــكَ صـافِيَه
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.