
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحَمـــدُ لِلَّـــهِ عَلــى تَقــديرِهِ
وَحُســنِ مــا صــَرَفَ مِــن أُمــورِهِ
الحَمـــدُ لِلَّـــهِ بِحُســـنِ صــُنعِهِ
شـــُكراً عَلــى إِعطــائِهِ وَمَنعِــهِ
يَخيــرُ لِلعَبــدِ وَإِن لَــم يَشـكُرُه
وَيَســتُرُ الجَهـلَ عَلـى مَـن يُظهِـرُه
خَــوَّفَ مَــن يَجهَــلُ مِــن عِقــابِهِ
وَأَطمَـــعَ العامِــلَ فــي ثَــوابِهِ
وَأَنجَــــدَ الحُجَّــــةَ بِالإِرســـالِ
إِلَيهِــمُ فــي الأَزمُــنِ الخَــوالي
نَستعصـــِمُ اللَــهَ فَخَيــرُ عاصــِمِ
قَـد يُسـعِدُ المَظلـومَ ظُلـمُ الظالِمِ
فَضـــَّلَنا بِالعَقـــلِ وَالتَـــدبيرِ
وَعِلــمِ مــا يَــأتي مِــنَ الأُمـورِ
يـا خَيـرَ مَـن يُـدعى لَدى الشَدائِدِ
وَمَــن لَــهُ الشـُكرُ مَـعَ المَحامِـدِ
أَنـــتَ إِلَهـــي وَبِــكَ التَوفيــقُ
وَالوَعــدُ يُبــدي نـورَهُ التَحقيـقُ
حَســـبُكَ مِمّــا تَبتَغيــهِ القــوتُ
مــا أَكثَــرَ القــوتَ لِمَـن يَمـوتُ
إِن كــانَ لا يُغنيــكَ مـا يَكفيكـا
فَكُــلُّ مــا فــي الأَرضِ لا يُغنيكـا
الفَقــرُ فيمــا جــاوَزَ الكَفافـا
مَــن عَــرَفَ اللَــهَ رَجــا وَخافـا
إِنَّ القَليـــلِ بِالقَليـــلِ يَكثُــرُ
إِنَّ الصـــَفاءَ بِـــالقَظى لَيَكــدُرُ
يـــا رُبَّ مَــن أَســخَطَنا بِجَهــدِهِ
قَــد ســَرَّنا اللَــهُ بَغَيـرِ حَمـدِهِ
مَــن لَــم يَصـِل فَـاِرضَ إِذا جَفـاكَ
لا تَقطَعَــــنَّ لِلهَــــوى أَخاكـــا
اللَــهُ حَســبي فــي جَميـعِ أَمـري
بِـــهِ غَنـــائي وَإِلَيـــهِ فَقــري
لَــن تُصــلِحَ النـاسَ وَأَنـتَ فاسـِدُ
هَيهــاتَ مــا أَبعَــدَ مـا تُكابِـدُ
التَــركُ لِلــدُنيا النَجـاةُ مِنهـا
لَــم تَـرَ أَنهـى لَـكَ مِنهـا عَنهـا
لِكُــلِّ مــا يُــؤذي وَإِن قَـلَّ أَلَـم
مـا أَطـوَلَ اللَيـلَ عَلى مَن لَم يَنَم
مَـــن لاحَ فــي عارِضــِهِ القَــتيرُ
فَقَــد أَتــاهُ بِــالبَلى النَــذيرُ
مَــن جَعَــلَ النَمّـامَ عَينـاً هَلَكـا
مُبلِغُـــكَ الشــَرَّ كَبــاغيهِ لَكــا
يُغنيــكَ عَــن قــولِ قَبيـحٍ تَركُـهُ
قَــد يــوهِنُ الـرَأيَ الأَصـيلَ شـَكُّهُ
لِكُــــلِّ قَلـــبٍ أَمَـــلٌ يُقَلِّبُـــه
يَصــدُقُهُ طَــوراً وَطَــوراً يَكــذِبُه
المَكـــرُ وَالخِــبُّ أَداةُ الغــادِرِ
وَالكَــذِبُ المَحــضُ ســِلاحُ الفـاجِرِ
لَــم يَصــفُ لِلمَــرءِ صـَديقٌ يَـذُقُه
لَيـسَ صـَديقُ المَـرءِ مَـن لا يَصـدُقُه
مَعـــروفُ مَــن مَــنَّ بِــهِ خِــداجُ
مــا طــابَ عَــذبٌ شــابَهَ عَجــاجُ
مــا عَيــشُ مَــن آفَتُــهُ بَقــاؤُهُ
نَغَّـــصَ عَيشـــاً طَيِّبـــاً فَنــاؤُهُ
إِنّـــا لَنَفنـــى نَفَســاً وَطَرفــا
لَــم يَــترُكِ المَــوتُ لِإِلـفٍ إِلفـا
وَلِلكَلامِ بـــــــاطِنٌ وَظــــــاهِرُ
فـي سـاعَةِ العَـدلِ يَمـوتُ الجـاجِرُ
عَلِمــتَ يــا مُجاشــِعُ بـنَ مَسـعَدَه
أَنَّ الشــَبابَ وَالفَــراغَ وَالجِــدَه
مَفســــَدَةٌ لِلمَـــرءِ أَيُّ مَفســـَدَة
يــا لِلشــَبابِ المَــرِحِ التَصـابي
رَوائِحُ الجَنَّـــةِ فـــي الشـــَبابِ
لَيــسَ عَلـى ذي النُصـحِ إِلّا الجَهـدُ
الشــَيبُ زَرعٌ حــانَ مِنــهُ الحَصـدُ
الغَـــدرُ نَحــسٌ وَالوَفــاءُ ســَعدُ
هِــيَ المَقــاديرُ فَلُمنـي أَو فَـذَر
تَجـري المَقـاديرُ عَلـى غَـرزِ الإِبَر
إِن كُنـتُ أَخطَـأتُ فَمـا أَخطا القَدَر
إِنَّ الفَســــادَ بَعـــدَهُ الصـــَلاحُ
يـــا رُبَّ جِـــدٍّ جَـــرَّهُ المِــزاحُ
مـــا تَطلُــعُ الشــَمسُ وَلا تَغيــبُ
إِلّا لِأَمـــــرٍ شـــــَأنُهُ عَجيــــبُ
لِكُـــلِّ شـــَيءٍ مَعـــدَنٌ وَجَـــوهَرُ
وَأَوســـــَطٌ وَأَصــــغَرٌ وَأَكبَــــرُ
وَكُـــلُّ شـــَيءٍ لاحِـــقٌ بِجَـــوهَرِه
أَصـــــغَرُهُ مُتَّصــــِلٌ بِــــأَكبَرِه
مَــن لَــكَ بِــالمَحضِ وَكُـلٌّ مُمتَـزِج
وَســاوِسٍ فـي الصـَدرِ مِنـكَ تَعتَلِـج
مَــن لَــكَ بَــالمَحضِ وَلَيــسَ مَحـضُ
يَخبُـــثُ بَعـــضٌ وَيَطيـــبُ بَعـــضُ
لِكُـــــلِّ إِنســــانٍ طَبيعَتــــانِ
خَيــــرٌ وَشـــَرٌّ وَهُمـــا ضـــِدّانِ
إِنَّـــكَ لَــو تَستَنشــِقُ الشــَحيحا
وَجَـــدتَهُ أَخبَـــثَ شـــَيءٍ ريحــا
عَجِبـــتُ لَمّـــا ضــَبَّني الســُكوتُ
حَتّـــى كَـــأَنّي حـــائِرٌ مَبهــوتُ
كَــذا قَضــى اللَــهُ فَكَيـفَ أَصـنَعُ
وَالصــَمتُ إِن ضــاقَ الكَلامُ أَوســَعُ
نَعـــوذُ بِــاللَهِ مِــنَ الشــَيطانِ
مــا أَولَــعَ الشــَيطانَ بِالإِنسـانِ
خَيــرُ الأُمــورِ خَيرُهــا عَواقِبــا
مَــن يُــرِدِ اللَــهُ يَجِـد مَـذاهِبا
الجـــودُ مِمّــا يُثبِــتُ المَحَبَّــةَ
وَالبُخــلُ مِمّــا يُثبِــتُ المَســَبَّه
لِكُــــلِّ شـــَيءٍ أَجَـــلٌ مَكتـــوبُ
وَطـــالِبُ الـــرِزقِ بِــهِ مَطلــوبُ
لِكُـــلِّ شـــَيءٍ ســـَبَبٌ وَعـــاقِبَه
وَكُلُّهـــــا آتِيَــــةٌ وَذاهِبَــــة
يــا عَجَبــاً مِمَّــن يُحِـبُّ الـدُنيا
وَلَيـــسَ لِلــدُنيا عَلَيــهِ بُقيــا
الصــِدقُ وَالبِــرُّ هُمــا الوِقــاءُ
يَـــومَ تَقـــومُ الأَرضُ وَالســـَماءُ
وَكُــــلُّ قَــــرنٍ فَلَـــهُ زَمـــانُ
وَلَـــم يَـــدُم مُلــكٌ وَلا ســُلطانُ
مـا أَسـرَعَ المَـوتَ وَإِن طالَ العُمُر
وَرُبَّمــــا كــــانَ قَليلاً فَكَثُـــر
مَســـَرَّةُ الــدُنيا إِلــى تَنغيــصِ
وَرُبَّمـــا أَكَـــدَت يَــدُ الحَريــصِ
مــــا هِـــيَ إِلّا دُوَلٌ بَعـــدَ دُوَل
تَجـــري بِأَســبابٍ تَــأَتّى وَعِلَــل
مــا قَلَـبَ القَلـبَ كَتَقليـبِ الأَمَـل
لِلقَلـــبِ وَالآمـــالِ حَــلٌّ وَرَحَــل
وَكُــــلُّ خَيـــرٍ تَبَـــعٌ لِلعَقـــلِ
وَكُــــلُّ شــــَرٍّ تَبَـــعٌ لِلجَهـــلِ
لِكُــــلِّ نَفـــسٍ مِمَـــمٌ وَنَجـــوى
لا كَــــرَمٌ يُعـــرَفُ إِلّا التَقـــوى
لِيَجهَـدِ المَـرءُ فَمـا يَعـدو القَدَر
وَرُبَّمـا قـادَ إِلـى الحَيـنِ الحَـذَر
مــا صــاحِبُ الــدُنيا بِمُســتَريحٍ
وَالـــداءُ داءُ النَهِــمِ الشــَحيحِ
لَــم نَــرَ شــَيئاً يَعـدِلُ السـَلامَه
لا خَيــرَ فيمــا يُعقِــبُ النَـدامَه
بِحَســبِكَ اللَــهُ فَمـا يَقضـي يَكُـن
وَمــا يُهَــوِّنهُ مِــنَ الأَمــرِ يَهُـن
كَـم مِـن نَقِـيِّ الثَـوبِ ذي قَلبٍ دَنِس
فَــالموحِشُ الباطِــلِ وَالحَـقُّ أَنِـس
تَحَـــرَّ فيمـــا تَطلُــبُ البَلاغــا
وَاِغتَنِـــمِ الصـــِحَّةَ وَالفَراغـــا
المَــرءُ يَبغــي كُــلَّ مَـن يَبغيـهِ
وَكُــــــلُّ ذي رِزقٍ سَيَســـــتَوفيهِ
فــي كُــلِّ شـَيءٍ عَجَـبٌ مِـنَ العَجَـب
وَكُـــلُّ شـــَيءٍ فَبِـــوَقتٍ وَســـَبَب
الحَــقُّ مـا كـانَ أَحَـقُّ مـا اِتُّبِـع
وَرُبَّمـــا لَـــجَّ لَجـــوجٌ فَرَجَـــع
الأَمــرُ قَــد يَحــدُثُ بَعــدَ الأَمـرِ
كُــلُّ اِمــرِئٍ يَجــري وَلَيـسَ يَـدري
دُنيــايَ يــا دُنيـايَ غُـرّي غَيـري
إِنّـــي مِــنَ اللَــهَ بِكُــلِّ خَيــرِ
لِكُـــلِّ نَفـــسٍ صـــِبغَةٌ وَشـــيمَه
وَلَــــــن تَــــــرى عَزيمَـــــه
لا تَــترُكِ المَعــروفَ حَيــثُ كُنتـا
وَاِعــزِم عَلـى الخَيـرِ وَإِن جَبُنتـا
الحَمـــدُ لِلَّـــهِ كَــثيراً شــُكرا
اللَـــهُ أَعلـــى وَأَعَـــزُّ أَمــرا
لا بُـــدَّ مِمّــا لَيــسَ مِنــهُ بُــدُّ
وَالغَــيُّ لا يَنــزِلُ حَيــثُ الرُشــدُ
مــا شــاءَ رَبّـي أَن يَكـونَ كانـا
وَالمَــرءُ يُــردي نَفســَهُ أَحيانـا
كُـــلُّ اِجتِمــاعٍ فَــإِلى اِفتِــراقِ
وَالــــدَهرُ ذو فَتــــحٍ وَذو إِغلاقِ
كُـــلٌّ يُنـــاغي نَفســـَهُ بِهــاجِسِ
تَقَلُّـــقٌ مِـــن عُلَـــقِ الوَســاوِسِ
نَســـتَوفِقُ اللَـــهَ لِمـــا نُحِــبُّ
مـا أَقبَـحَ الشـَيخَ الكَـبيرَ يَصـبو
فـــي كُـــلِّ رَأسٍ نَــزوَةٌ وَطَربَــه
رُبَّ رِضـــىً أَفضـــَلُ مِنــهُ غَضــبَه
كَــم غَضــبَةٍ طـابَت بِهـا المَغَبَّـه
يــا عاشــِقَ الـدُنيا تَسـَلَّ عَنهـا
وَيلـي عَلـى الـدُنيا وَوَيلـي مِنها
مــا أَسـرَعَ السـاعاتِ فـي الأَيّـامِ
وَأَســـرَعَ الأَيّــامَ فــي الأَعــوامِ
لِلمَـــوتِ بـــي جِـــدٌّ وَأَيُّ جِـــدِّ
وَلَســـــتُ لِلمَــــوتِ بِمُســــتَعِدِّ
هَـــل أُذُنٌ تَســـمَعُ مـــا تُســَمِّعُ
قَـــوارِعُ الــدَهرِ الَّــتي تُقَــرِّعُ
مــا طــابَ فَــرعٌ لا يَطيـبُ أَصـلُهُ
اِحــذَر مُؤاخــاةَ اللَئيــمِ فِعلُـهُ
اِنظُــر إِذا آخَيــتَ مَــن تُــؤاخي
مــا كُــلُّ مَــن آخَيـتَ بِـالمُؤاخي
الحَمـــدُ لِلَّــهِ الكَــثيرِ خَيــرُهُ
لَــم يَســَعِ الخَلـقَ جَميعـاً غَيـرُهُ
مَـن يَشـتَكِ الـدَهرَ يَطُل في الشَكوى
الــدَهرُ مــا لَيــسَ عَلَيـهِ عَـدوى
لَــم نَــرَ مَــن دامَ لَــهُ ســُرورُ
وَصــاحِبُ الــدُنيا بِهــا مَغــرورُ
نَعـــوذُ بِـــاللَهِ مِــنَ الشــَقاءِ
مــا أَطمَـعَ الإِنسـانَ فـي البَقـاءِ
لَــم يَخــلُ مِـن حُسـنِ يَـدٍ مَكـانُهُ
وَالمَـــرءُ لا يُســـلِمَهُ إِحســـانُهُ
مَــن يَــأمَنُ المَـوتَ وَلَيـسَ يُـؤمِنُ
نَحــنُ لَــهُ فــي كُـلِّ يَـومٍ نُـؤذَنُ
يـا رُبَّ ذي خَـوفٍ أَتـى مِـن مَـأمَنِه
كَــم مُبتَلــىً مِــن يَأسـِهِ بِـأَمَنِه
اِســـتَغنِ بِـــاللَهِ تَكُــن غَنِيّــاً
اِرضَ عَـــنِ اللَـــهِ تَعِــش رَضــِيّا
يــا رَبِّ إِنّــا بِــكَ يــا عَظيــمُ
إِنَّـــكَ أَنــتَ الواســِعُ الحَكيــمُ
يَكـــونُ مــا لا بُــدَّ أَن يَكونــا
وَكُــــلُّ راجٍ رَجَّــــمَ الظُنونـــا
ســُبحانَ مَــن لا تنقضــي عجـائبه
ســُبحانَه مَــن لا يَخيــبُ طــالِبُه
لَــم يَعــدَمِ اللَـهُ وَلِلَّـهِ القِـدَم
وَالســابِقُ اللَــهُ إِلـى كُـلِّ كَـرَم
مــا كُــلُّ شــَيءٍ يُبتغــى يُنــالُ
وَطَلِــــبُ الحَـــقِّ لَـــهُ مَقـــالُ
أَفَلـــحَ مَــن كــانَ لَــهُ تَفَكُّــرُ
مـا كُـلُّ ذي عَيـشٍ يَـرى مـا يُبصـِرُ
وَكُــــلُّ نَفـــسٍ فَلَهـــا تَعَلُّـــلُ
وَإِنَّمــا النَفــسُ عَلـى مـا تُحمَـلُ
وَعـــادَةُ الشـــَرِّ فَشـــَرُّ عــادَه
وَالمَــرءُ بَيـنَ النَقـصِ وَالزِيـادَة
لِكُـــلِّ نـــاعٍ ذاتَ يَـــومٍ نــاعِ
وَإِنَّمــا النَعــيُ بِقَــدرِ النـاعي
وَكُـــــلُّ نَفــــسٍ فَلَهــــا دَواعِ
مـــا أَكــرَهَ الإِنســانَ لِلتَفَضــُّلِ
وَإِنَّمـــا الفَضـــلُ لِكُــلِّ مُفضــِلِ
رَبِّ لَـــكَ الحَمــدُ وَأَنــتَ أَهلُــهُ
مَــن لَــزِمَ التَقـوى أَنـارَ عَقلُـهُ
مــا غايَــةُ المُــؤمِنِ إِلّا الجَنَّـه
تَبــارَكَ اللَــهُ العَظيــمُ المِنَّـه
يـــا عَجَبـــاً لِلَّيــلِ وَالنَهــارِ
لا بَـــل لِســـاعاتِهِما القِصـــارِ
مـــا أَطحَـــنَ الأَيّــامَ لِلقُــرونِ
كَــم لِاِمــرِئٍ مِــن مَــأمَنٍ خَــؤونِ
يـــا رُبَّ حُلـــوٍ ســـَيَعودُ ســُمّا
وَرُبَّ حَمـــــدٍ ســــَيَعودُ ذَمّــــا
وَرُبَّ ســــِلمٍ ســــَيَعودُ حَربــــا
وَرُبَّ إِحســــانٍ يَعــــودُ ذَنبـــا
المَـــوتُ لا يُفلِـــتُ حَـــيٌّ مِنــهُ
كَــــم ذائِقٍ لِلمَـــوتِ لاهٍ عَنـــهُ
مــا أَســرَعَ البَغــيَ لِكُــلِّ بـاغِ
وَرُبَّ ذي بَغــــيٍ مِـــنَ الفَـــراغِ
لِكُـــلِّ جَنـــبٍ ذاتَ يَــومٍ مَصــرَعُ
وَالحَــقُّ ذو نــورٍ عَلَيــهِ يَســطَعُ
لا تَطلُـــبُ المَعــروفَ إِلّا مِــن أَخِ
يَســومُكَ الــوِدَّ بِـهِ سـَومَ السـَخي
الزُهدُ في الدُنيا هُوَ العَيشُ الرَخي
يـــا رُبَّ شـــُؤمٍ صــارَ لِلبَخيــلِ
أَكــرِم بِأَهــلِ العِلــمِ بِالجَميـلِ
مَـن كـانَ فـي الـدُنيا لَـهُ زَهادَه
فَعِنــدَها طــابَت لَــهُ العِبــادَه
أَصــلِح وَمَـن يُصـلِح فَمـاذا يَربَـح
وَالشــَيءُ لا يَصــلُحُ إِن لَـم يُصـلَح
كُـــلُّ جَديـــدٍ ســـَيَعودُ مُخلِقــاً
وَمَــــــن أَصـــــابَ مَرَفِقـــــا
مــا اِنتَفَـعَ المَـرءُ بِمِثـلِ عَقلِـه
وَخَيــرُ ذُخــرِ المَـرءِ حَسـنُ فِعلِـه
لَــم يَــزَلِ اللَـهُ عَلَينـا مُنعِمـا
وَمَــن طَغــى عـاشَ فَقيـراً مُعـدَما
اليُبــسُ وَالبَــأسِ لِأَهــلِ البــاسِ
وَســادَةُ النــاسِ خِيــارُ النــاسِ
أَيُّ بِنــــاءٍ لَيــــسَ لِلخَــــرابِ
وَأَيُّ آتٍ لَيـــــــسَ لِلــــــذَهابِ
كَـأَنَّ شـَيئاً لَـم يَكُـن إِذا اِنقَضـى
وَمــا مَضـى مِمّـا مَضـى فَقَـد مَضـى
مــا أَزيَــنَ العَقــلَ لِكُـلِّ عاقِـلِ
مــا أَشــيَنَ الجَهــلَ لِكُـلِّ جاهِـلِ
بُؤســى لِمَــن قـالَ بِمـا لا يَعلَـمُ
وَصـــاحِبُ الحَـــقِّ فَلَيــسَ يَنــدَمُ
الخَيـــرُ أَهــلٌ أَن يُحِــبَّ أَهلُــهُ
وَالحَـــقُّ ذو خِــفٍّ ثَقيــلٍ حَملُــهُ
وَالحَيـــنُ خَتّــالٌ لَطيــفٌ خَتلُــهُ
أَيــنَ يَفِــرُّ المَــرءُ أَيـنَ أَينـا
كُـــلُّ جَميـــعٍ ســـَيُلاقي بَينـــا
إِلَيــكِ يــا دُنيــا إِلَيــكِ عَنّـي
مـــاذا تُريـــدينَ تَخَلّــي مِنّــي
يــا دارُ دارَ الهَــمِّ وَالمَعاصــي
هَــل فيــكِ لـي بـابٌ إِلـى الخَلاصِ
نَطلُــبُ أَن نَبقــى وَلَيــسَ نَبقــى
كُــلٌّ ســَيَلقى اللَــهَ حَقّــا حَقّـا
لِكُــلِّ عَيــنٍ عِــبرَةٌ فيمــا تَـرى
وَالحَــقُّ مَحفــوفٌ بِــأَعلامِ الهُـدى
يَقبَلُــهُ العَقــلُ وَيَنفيـهِ الهَـوى
كَــم بـارَكَ اللَـهُ لِقَلـبي فَاِتَّسـَع
وَاللَــهُ إِن بـارَكَ فـي شـَيءٍ نَفَـع
لا تُتبِــعِ المَعــروفَ مِنــكَ مِنّــا
أُخِـــيَّ أَحســـِن بِأَخيــكَ الظَنّــا
ســـُبحانَكَ اللَهُـــمَّ ســَلِّم ســَلِّمِ
وَتَمِّـــمِ النُعمــى عَلَينــا تَمَــم
طــوبى لِمَــن صــَحَّت بَنــاتُ حِسـِّهِ
وَمَــن كَفــاهُ اللَــهُ شــَرَّ نَفسـِهِ
كَــم دَولَــةٍ ســَوفَ يَكـونُ غَيرُهـا
وَســـَوفَ يَفنــى شــَرُّها وَخَيرُهــا
يــا عَجَبــاً لِلــدَهرِ فـي تَقَلُّبِـه
المَــرءُ مُــذ كــانَ عَلـى تَـوَثُّبِه
مــا بَيــنَ نـابَيهِ وَبَيـنَ مِخلَبِـه
مــا أَعظَــمَ الحُجَّــةَ إِن عَقَلنــا
مــا يَغفُــلُ المَـوتُ وَإِن غافَلنـا
اِعتَبِــرِ اليَــومَ بِــأَمسِ الـذاهِبِ
وَاِعجَــب فَمــا تَنفَـكُّ مِـن عَجـائِبِ
تَـــــــــــرى الأُمــــــــــورَ
وَاللَــهُ فــي كُــلِّ الأُمـورِ يَقضـي
تَبــــــــــارَكَ اللَــــــــــهُ
يـا صـاحِبَ التَسـويفِ مـاذا تَنتَظِر
مَــــــــــــن قَنِــــــــــــعَ
وَالمَـــوتُ مــا أَســرَعَهُ وَأَوحــى
يــا رَبِّ إِنّــي بِــكَ أَنــتَ رَبّــي
وَمِنـــكَ إِحســـانٌ وَمِنّــي ذَنــبي
أَســتَغفِرُ اللَــهَ فَنِعــمَ القـادِرُ
اللَــهُ لــي مِـن شـَرِّ مـا أُحـاذِرُ
حَتّـــى مَــتى المُــذنِبُ لا يَتــوبُ
أَمــا تَــرى مــا تَصـنَعُ الخُطـوبُ
مـا المُلـكُ إِلّا الجـاهُ عِنـدَ اللَهِ
الجــاهُ عِنــدَ اللَــهِ خَيـرُ جـاهِ
كـــاسَ اِمـــرؤٌ مُنتَظِــرٌ لِلمَــوتِ
وَكــاسَ مَــن بــادَرَ قَبـلَ الفَـوتِ
ســَبيلُ مَــن مــاتَ هُــوَ السـَبيلُ
بَقاؤنـــا مِـــن بَعــدِهِم قَليــلُ
قَــد يَضــحَكُ القَلـبُ بِعَيـنٍ تَبكـي
وَالأَخـذُ قَـد يَجـري بِمَعنـى التَـركِ
مـــا هِــيَ إِلّا الحادِثــاتُ حَتّــى
تَـــترُكَ أَهــلَ الأَرضِ بَتّــا بَتّــا
لا بُـــدَّ لا بُـــدَّ مِــنَ الحَــوادِثِ
تَمُـــرُّ تَطـــوي حادِثــاً بِحــادِثِ
لا عَيــشَ إِلّا عَيــشُ أَهــلِ الآخِــرَه
إِنّــا لَنَعمــى وَالعُيــونُ نـاظِرَه
المَـــوتُ حَــقٌّ لَيــسَ فيــهِ شــَكٌّ
تَفنــى المُلــوكُ وَيَبيــدُ المُلـكُ
اللَـــهُ رَبّـــي وَهـــوَ المَليــكُ
لَيـــسَ لَــهُ فــي مُلكِــهِ شــَريكُ
اللَـــهُ يَفنينــا وَلَيــسَ يَفنــى
لَـــهُ الجَلالُ وَالصــِفاتُ الحُســنى
اللَــهُ مَولانــا وَنِعــمَ المَــولى
فَقُــل لِمَــن يَعصـيهِ أَولـى أَولـى
مـــا هُـــوَ إِلّا عَفـــوُهُ وَحِلمُــهُ
ســُبحانَ مَــن لا حُكــمَ إِلّا حُكمُــهُ
نَتــائِجُ الأَحــوالِ مِــن لا وَنَعَــم
وَالنَفــسُ مــا بَيـنِ صـُموتٍ وَعَـدَم
يَــــذهَبُ شـــَيءٌ وَيَجيـــءُ شـــَيُّ
مــــا هُــــوَ إِلّا رَشـــَدٌ وَغَـــيُّ
وَإِنَّمـــا العِلــمُ بِعَيــنٍ وَأَثَــر
وَإِنَّمــا التَعليــمُ عِلــمٌ وَخَبَــر
نَحــنُ مِــنَ الــدُنيا عَلـى وِفـازِ
طــوبى لِمَــن أَسـرَعَ فـي الجِهـازِ
وَكُـــلُّ مَـــأخوذٍ فَســـَوفَ يُــترَكُ
وَالمُلـــكُ لا يَبقــى وَلا المُمَلَّــكُ
أَتَـــت مُلـــوكٌ وَمَضـــَت مُلـــوكُ
غَرَّتهُــــمُ الآمــــالُ وَالشـــُكوكُ
المَلِـــكُ الحَـــيُّ هُــوَ المُميــتُ
لَـــهُ الجَميـــعُ وَلَــهُ الشــَتيتُ
فــي كُـلِّ شـَيءٍ عِـبرَةٌ مِـنَ العِـبرِ
وَكُـــلُّ شـــَيءٍ بِقَضـــاءٍ وَقَـــدَر
رَبّـــي إِلَيـــهِ تُرجَـــعُ الأُمــورُ
أَســـتَغفِرُ اللَــهَ هُــوَ الغَفــورُ
عَمِلـــتُ ســـوءاً وَظَلَمــتُ نَفســي
وَخِبـــتُ يَـــومي وَأَضــَعتُ أَمســي
وَلــي غَــدٌ يُؤخَــذُ مِنّــي لَهُمــا
هُمــا الــدَليلانِ عَلــى ذاكَ هُمـا
يــا عَجَبــاً مِــن ظُلــمِ الـذُنوبِ
إِنَّ لَهــا رَينــاً عَلــى القُلــوبِ
اللَـــهُ فَعّـــالٌ لِمـــا يَشـــاءُ
غَـــداً غَـــداً يَنكَشــِفُ الغِطــاءُ
كَــم شــِدَّةٍ مِــن بَعــدِها رَخــاءُ
إِنَّ الشـــَقِيَّ لِلشـــَقِيُّ الخـــائِنُ
وَكُلُّنـــا عَمّـــا نَـــراهُ بــائِنُ
كُـــلٌّ ســـَيَفنى عـــاجِلاً وَشــيكا
تَرحَــلُ عَــن تَيّــا وَتَنـأى تيكـا
ناهيـــكَ مِمّــا ســَتَرى ناهيكــا
وَكُــــلُّ شــــَيءٍ مُقبِـــلٌ مُـــوَلِّ
وَكُــــلُّ ذي شـــَيءٍ لَـــهُ مُخَـــلِّ
رَضــــيتُ بِــــاللَهِ وَبِالقَضـــاءِ
مــا أَكــرَمَ الصــَبرَ عَلـى البَلاءِ
نَعَـــبُ وَالـــدَهرُ بِنـــا ســَريعُ
وَالمَـــوتُ بينـــا دائِبٌ ذَريـــعُ
كُــلُّ بَنــي الــدُنيا لَهـا صـَريعُ
أَلا اِنتَبِـه ثُـمَّ اِنتَبِـه يـا نـاعِسُ
أُخَـــيَّ لا تَلعَــب بِــكَ الوَســاوِسُ
دُنيـايَ يـا دُنيـايَ يا دارَ الفِتَن
يـا دارُ يـا دارَ الهُمـومُ وَالحَزَنَ
يـا غَيـرَ الـدَهرِ وَيـا صَرفَ الزَمَن
إِن أَنـا لَـم أَبـكِ عَلـى نَفسي فَمَن
لِكُـــلِّ هَــمٍّ فَــرَجٌ مِــنَ الفَــرَجِ
تَثَقَّــفَ الحَــقُّ فَمــا فيــهِ عِـوَج
يــا عَجَبــاً مــا أَسـرَعَ الأَيّامـا
عَجِبـــتُ لِلنـــائِمِ كَيــفَ نامــا
يـــا عَجَبــاً كُــلٌّ لَــهُ تَصــريفُ
صــــَرَّفَهُ المُصــــَرِّفُ اللَطيــــفُ
وَأَيُّ شـــَيءٍ لَيـــسَ فيــهِ فِكــرَه
وَأَيُّ شـــَيءٍ لَيـــسَ فيــهِ عِــبرَه
نَــرى اِفتِراقــاً وَنَـرى اِجتِماعـا
نَــرى اِتِّصــالاً وَنَــرى اِنقِطاعــا
المُــــؤمِنُ المُخلِـــصُ لا يَضـــيعُ
وَحُكمَـــةُ اللَـــهِ لَـــهُ رَبيـــعُ
حَتّــى مَــتى لا تَرعَـوي حَتّـى مَـتى
لَقَــد عَصــَيتَ اللَــهَ كَهلاً وَفَــتى
مــا أَقــرَبَ النَقـصَ مِـنَ النَمـاءِ
وَكُـــلُّ مَـــن تَــمَّ إِلــى فَنــاءِ
أَرى البِلــى فينـا لَطيـفَ الفَحـصِ
بَيــنَ الزِيــاداتِ وَبَيــنَ النَقـصِ
إِن كُنــتَ تَبغـي أَن تَكـونَ أَملَسـا
فَكُــن مِــنَ الـدُنيا أَصـَمَّ أَخرَسـا
وَأَرغَـب إِلـى اللَـهِ عَسى اللَهُ عَسى
يــا ذا الَّـذي اِسـتيقاظُهُ مُشـتَبَهُ
لا راقِــــدٌ أَنــــتَ وَلا مُنتبِـــهُ
مَـن آثَـرَ المُلـكَ عَلـى الكَينـونَه
كــانَ مِــنَ المُلـكِ عَلـى بَينـونَه
لِيَخـــشَ عَبــدٌ دَعــوَةَ المَظلــومِ
وَحِكمَـــةِ الحَــيِّ بِهــا القَيّــومِ
وَيحَـــكَ يــا مُغتَصــِبَ المِســكينِ
وَيحَــكَ مِــن دَيّــانِ يَـومِ الـدَينِ
الـــدينُ لِلَّـــهِ هُـــوَ الــدَيّانُ
وَحُجَّـــةُ اللَـــهِ هِــيَ الســُلطانُ
تُــدانُ يَومــاً مــا كَمــا تَـدينُ
وَيحَــكَ يــا مِســكينُ يـا مِسـكينُ
لِمِثــلِ هَــذا فَليبكّــي البــاكي
حَســــبُكَ بِــــالبُيودِ مِـــن هَلاكِ
لَيــــسَ الرِضـــى إِلّا لِكُـــلِّ راضِ
وَكُــلُّ أَمــرِ اللَــهِ فينــا مـاضِ
الســـُخطُ لا يَـــبرَحُ كُــلَّ ســاخِطِ
أَيُّ هَــوىً فيــهِ ســُقوطُ الســاقِطِ
وَصــِلِ اللَــهَ عَلــى مــا تَهــوى
وَلازِمِ الرُشـــدَ لِكَـــي لا تَغـــوى
مَـن ضـاقَ حَلَّـت نَفسـُهُ فـي الضـيقِ
لَيــسَ اِمــرُؤٌ ضـاقَ عَلـى الطَريـقِ
مـا أَوسـَعَ الـدُنيا عَلـى المُسامِحِ
مــا فــازَ إِلّا كُــلُّ عَبــدٍ صـالِحِ
عاقِبَــــةُ الصـــَبرِ لَهـــا حَلاوه
وَعـــادَةُ الشـــَرِّ لَهــا ضــَراوَه
تَعَــزَّ بِالصــَبرِ عَلــى مـا تَكـرَهُ
وَلا تُخَـــلِّ النَفــسَ حيــنَ تَشــرَهُ
النَفـــسُ إِن أَتبَعتَهـــا هَواهــا
فـــاغِرَةٌ نَحـــوَ هَواهــا فاهــا
لا تَبــغِ مــا يَجزيـكَ مِنـهُ دونَـهُ
وَإِن رَأَيـــتَ النـــاسَ يَطلُبــونَهُ
أَيُّ غِنــىً لِلمَــرءِ فــي القُنــوعِ
وَالمَـــرءُ ذو حِـــرصٍ وَذو وَلــوعِ
المَـــرءُ دُنيـــاهُ لَــهُ غَــرّارَه
وَالنَفــسُ بِالســوءِ لَــهُ أَمّــارَه
مـــا النَفـــسُ إِلّا كَــدرٌ وَصــَفو
طَعـــمٌ لَـــهُ مُــرُّ وَطَعــمٌ حُلــو
لِكُلِّنـــا يـــا دارُ مِنــكِ شــَجو
وَبَعضــُنا مِــن شــَجوِ بَعــضٍ خِلـو
مـا زالَـتِ الـدُنيا لَنـا دارَ أَذى
مَمزوجَــةَ الصـَفوِ بِـأَلوانِ القَـذى
الخَيـــرُ وَالشـــَرُّ بِهـــا أَزواجُ
لِـــذا نِتـــاجٌ وَلِـــذا نِتـــاجُ
ســـُبحانَ رَبّــي فــالِقِ الإِصــباحِ
مـــا أَطلَــبَ المَســاءَ لِلصــَباحِ
إِنَّ الجَديــدَينِ هُمــا هُمــا هُمـا
هُمــــا هُمـــا دائِرَةٌ رَحاهُمـــا
يــــا دارُ الباطِـــلِ المُعَتَّـــقِ
عَلِقــتُ مِمَّــن فيــكَ كُــلَّ مَعلَــقِ
لا عَيـــشَ إِلّا عَيــشُ أَهــلِ الحَــقِّ
دارُ خُلــــودٍ لِحِســــابِ الحَـــقِّ
مــا عَيـشُ مَـن ضـَلَّ الرِضـى بِعَيـشِ
الســاخِطِ العَيــشِ كَــثيرُ الطَيـشِ
جَــدَّ بِنــا الأَمــرُ وَنَحــنُ نَلعَـبُ
وَكُـــــلُّ آتٍ فَكَــــذاكَ يَــــذهَبُ
يَنعــى حَيـاةَ الحَـيِّ مَـوتُ المَيِّـتِ
يُســـمِعُهُ النَعـــيَ بِصــَوتٍ صــَيِّتِ
عَلَيـــكَ لِلنــاسِ بِنُصــحِ الجَيــبِ
وَكُــن مِــنَ النـاسِ أَميـنَ الغَيـبِ
إِرضَ مِــنَ الــدُنيا بِمـا يَقوتُكـا
وَاِعلَــم بِــأَنَّ الـرِزقَ لا يَفوتُكـا
القــوتُ مِــن حِــلٍّ كَــثيرٌ طَيِّــبُ
وَالخَطَـــرُ بِكـــرٌ تــارَةً وَثَيِّــبُ
أَصــلُ الخَطايــا خَطــرَةٌ وَنَظــرَةُ
وَغَـــــدرَةٌ ظــــاهِرَةٌ وَفَجــــرَةُ
لِيَســلَمِ النــاسُ جَميعــاً مِنكــا
وَاِرضَ لَعَــلَّ اللَــهَ يَرضــى عَنكـا
تَبـــارَكَ اللَـــهُ وَجَـــلَّ اللَــهُ
أَعظَــمُ مــا فــاهَت بِـهِ الأَفـواهُ
مــا أَوســَعَ اللَــهَ وَجَــلَّ خَلقِـهِ
كُـــلٌّ فَفـــي قَبضـــَتِهِ وَرِزقِـــهِ
بِــــاللَهِ نَقــــوى لِأَداءِ حَقِّـــهِ
كُــلُّ اِمــرِئٍ فــي شــَأنِهِ يُرَقِّــعُ
وَالرَقـــعُ لا يَبقــى وَلا المُرَقَّــعُ
مــا أَشــرَفَ الكَســبَ مِــنَ الحَلالِ
مــا أَكـرَمَ السـَعِيَ عَلـى العِيـالِ
مــا أَكــذَبَ الآمـالِ عِنـدَ الحَيـنِ
وَالســَيرُ فــي إِصـلاحِ ذاتِ البَيـنِ
آيُّ رَجـــاءٍ لَيـــسَ فيـــهِ خَــوفُ
وَرُبَّمـــا خـــانَت عَســـى وَســَوفُ
مــا هُــوَ إِلّا الخَــوفُ وَالرَجــاءُ
لا تَــرجُ مَــن لَيــسَ لَــهُ حَيــاءُ
يــا عَيــنُ يـا عَيـنُ أَمـا رَأَيـتِ
أَمـــا رَأَيــتِ قَــطُّ قَــبرَ مَيــتِ
يــا عَيــنُ قَــد نُكيـتِ إِن بَكيـتِ
بَيــتُ البِلــى أَقصـَرُ بَيـتٍ سـَمكا
ســـُبحانَ مَــن أَضــحَكَنا وَأَبكــى
يـا لِلبَلـى يـا لِلبَلـى يا لِلبَلى
إِنَّ البَلــى يُســرِعُ تَغييـر الحِلا
لا بُــدَّ يَومــاً يُحصــَدُ المَــزروعُ
وَكُلُّنـــا عَـــن نَفســـِهِ مَخــدوعُ
نَحـــنُ جَميعـــاً كُلُّنـــا عَبيــدُ
مَليكُنـــــا مُقتَــــدِرٌ حَميــــدُ
لَنـــا مَليـــكٌ مُحســـِنٌ إِلَينــا
مَــن نَحــنُ لَــولا فَضــلُهُ عَلَينـا
أَكثَــرُ مــا نُعنــى بِــهِ وَلــوعُ
طــوبى لِمَــن كــانَ لَــهُ قُنــوعُ
ســُبحانُ مَــن ذَلَّــت لَـهُ الأَشـرافُ
أَكــرَمُ مَــن يُرجــى وَمَــن يُخـافُ
مــا هُــوَ إِلّا العَــزمُ وَالتَوَكُّــلُ
البِــرُّ يَعلــو وَالفُجــورُ يَســفُلُ
كَــم مَــرَّةٍ حَفَّــت بِــكَ المَكـارِهُ
خــارَ لَــكَ اللَــهُ وَأَنــتَ كـارِهُ
عَجِبــــتُ لِلــــدَهرِ وَلِاِنقِلابِــــهِ
مـا لَـكَ لا تُعنـى بِمـا يُعنـى بِـهِ
إِذا جَعَلــتَ الهَــمَّ هَمّــاً واحِـدا
نَعِمـــتَ بـــالاً وَغَنيــتَ راشــِدا
يــا عَجَبــاً لِلنَفـسِ مـا أَشـرَدَها
مــا أَقـرَبَ النَفـسَ وَمـا أَبعَـدَها
النَفــسُ أَعــدى لَــكَ مِمّـا تَحسـِبُ
حَســبُكَ مِــن عِلمِــكَ مــا تُجَــرِّبُ
يــا عَجَبـاً يـا عَجَبـاً يـا عَجَبـا
يــا عَجَبــاً لِمَــن لَهــا وَلَعِبـا
يــا عَجَبــاً لِلطَــرفِ كَيـفَ يَطمَـحُ
يــا عَجَبــاً لِلمَــرءِ كَيـفَ يَفـرَحُ
مـا أَسـرَعَ المَـوتَ لِـذي طَـرفٍ طَمَح
لَـم يَـترُكِ المَـوتُ لِـذي لُـبِّ فَـرَح
يــا رَبِّ يــا رَبِّ لَقَــد أَنعَمتــا
يــا رَبِّ مــا أَحســَنَ مـا عَلَّمتـا
يــا رَبِّ أَســعِدني بِمــا عَلَّمتَنـي
وَلا تُهنِـــيِّ بَعـــدَ إِذ أَكرَمتَنــي
دَع عَنـكَ يـا هَـذا بُنَيّـاتِ الطُـرُق
إِن لَـم تَصـُن وَجهَـكَ يـا هَـذا خَلُق
دَع عَنــكَ مــا لَيـسَ بِـهِ مُسـتَمتَعُ
وَشــَرُّ مــا حــاوَلتَ مـا لا يَنفَـعُ
وَخَيـــرُ أَيّامِـــكَ يَـــومُ تُنعِــمُ
وَشـــَرُّ أَيّامِـــكَ يَـــومُ تَظلِـــمُ
وَخَيــرُ مــا قُلـتَ بِـهِ مـا يُعـرَفُ
وَشــَرُّ مَــن صــاحَبتَ مَـن لا يُنصـِفُ
وَخَيــرُ مَــن قـارَنتَ مَـن لا يَخـرُقُ
وَشــَرُّ مَــن خــالَفتَ مَـن لا يَرفُـقُ
كُــلٌّ إِذا مــا مَســَّهُ الضـُرُّ شـَكا
وَكُــلُّ مَــن أَبكَتــهُ دُنيـاهُ بَكـى
يــا عَيــنُ مــا لَــكِ لا تَبكينـا
تَبَصــــَّري إِن كُنـــتِ تُبصـــِرينا
مــا أَعجَــبَ الأَمــرَ لِمَـن تَعَجَّبـا
مــا أَســرَعَ القَلــبَ إِذا تَقَلَّبـا
يَحُــلُّ قَلــبُ المَــرءِ حَيـثُ مـالُهُ
مــا كُــلُّ مَــن أَطمَعَنــي أَنـالُهُ
قَــدِّم لِمــا بَيــنَ يَــدَيكَ قَــدِّمِ
أُفٍّ وَتُــــفٍّ لِعَبيــــدِ الـــدِرهَمِ
الصــِدقُ وَالبِــرُّ أَصــَبنا تَوأَمـا
وَالمُســلِمُ البَــرُّ يَبَـرُّ المُسـلِما
لا ســَعَةٌ أَوســَعَ مِـن حُسـنِ الخُلُـق
مَـنِ اِعتَـدى تـاهَ وَمَـن تـاهَ حمُـق
مــا كُــلُّ مَعقــودٍ لَــهُ وَثيقَــه
وَالصــِدقُ مــا كـانَت لَـهُ حَقيقَـه
فـي الغَـيِّ خُسـرانٌ وَفي الرُشدِ دَرَك
أَوســَعُ خَيـرِ المَـرءِ خَيـرٌ مُشـتَرَك
مـا زالَـتِ الـدُنيا سـُكوناً وَحَـرَك
يــا عَيـنُ أَبغـي مِنـكِ أَن تَجـودي
بِــــأَدمُعٍ تَنهَــــلُّ كَالفَريــــدِ
يَئِســتُ فـي الـدُنيا مِـنَ الخُلـودِ
يَحِــقُّ لــي يــا عَيــنُ أَن بَكَيـتُ
أَبكـــي لِعِلمــي بِالَّــذي أَتَيــتُ
أَنــا المُســيءُ المُـذنِبُ الخَطّـاءُ
فــي تَوبَــتي عَـن حَوبَـتي إِبطـاءُ
مــا عِنــدَ يَـومي ثِقَـةٌ لـي بِغَـدِ
لا بُـــدَّ مِــن دارِ خُلــودِ الأَبَــدِ
يــا حَزَنـي يـا حَزَنـي يـا حَزَنـي
لا بُــدَّ أَن يَــترُكَ روحــي بَــدَني
يــا غَـدرَةَ الأَيّـامِ مـا لـي وَلَـكِ
لَــم تُبـقِ لـي شـَيئاً وَلَـم تَتَّـرِكِ
قَرَّبَـــتِ الأَيّـــامِ مِنّـــي أَجَلــي
بَرَّحَــتِ الأَيّــامُ بــي فــي عِلَلـي
زادَتنِــيَ الأَيّــامُ فــي تَجريــبي
باعَـــدَتِ الأَيّــامُ فــي تَقريــبي
يــا يَـومُ يَـومَ البَيـنِ وَالشـُحوطِ
يــا يَـومُ يَـومَ العـودِ وَالحُنـوطِ
يــا يَــومُ يَـومَ العَلَـزِ الشـَديدِ
يــا يَــومُ يَـومَ النَفَـسِ البَعيـدِ
يــا يَــومُ يَـومَ الأَجَـلِ المَعـدودِ
يـا يَـومُ يَـومَ المَنهَـلِ المَـورودِ
يـا يَـومُ يَـومَ السـِدرِ وَالكـافورِ
يــا يَـومُ يَـومَ الكَفَـنِ المَنشـورِ
يــا يَـومُ يَـومَ الخَتـمِ بِالوَفـاةِ
يــا يَــومُ يَـومَ الهَجـرِ لِلحُمـاةِ
يــا يَــومُ يَـومَ المَيِّـتِ المُسـَجّى
عَلـــى ســـَريرٍ لِلبَلـــى يُزَجّــى
يــا يَـومُ يَـومَ الرَنَّـةِ الطَـويلَه
يـا يَومُ يَومَ العَجزِ عَن ذي الحيلَه
يــا يَـومُ يَـومَ لَيـسَ عَنـهُ مَـدفَعُ
يـا يَـومُ يَـومَ النَفـسِ حيـنَ تُرفَعُ
صــارَ اِمـرُؤٌ فيـهِ إِلـى مـا فيـهِ
يُســــعِدُهُ ذَلِــــكَ أَو يُشــــقيهِ
مــا أَشــغَلَ المَيِّــتَ عَـن بـاكيهِ
أَســــلَمَ مَقبــــوراً مُشــــَيِّعوهُ
اِنصــــَرَفوا عَنــــهُ وَخَلَّفــــوهُ
ســـاعَةَ ســـَوَّوا تُربَـــهُ عَلَيــهِ
وَلَّـــوا وَلَــم يَلتَفِتــوا إِلَيــهِ
سَيَضــحَكُ البــاكونَ بَعــدَ المَيـتِ
لا بَـــل ســـَيَلهونَ بِلَــو وَلَيــتِ
إِنّـــا إِلــى اللَــهِ لَراجِعونــا
حَتّـــى مَـــتى نَحـــنُ مُضــَيِّعونا
بَينــا اِمــرُؤٌ بَيــنَ يَـدَيكَ حَيّـاً
إِذ صـــِرتَ لا تُبصــِرُ مِنــهُ شــَيّا
أَعانَنـــا اللَــهُ عَلــى لِقــائِهِ
كَـــم مُخطِـــئٍ ذي عَجَــبٍ بِــرائِهِ
مـــا النـــاسُ إِلّا وارِدٌ وَصــادِرُ
الطَمـــعُ لِلغــالِبِ فَقــرٌ حاضــِرُ
طــوبى لِمَــن يَقنَــعُ مـا أَغنـاهُ
وَيـــحَ مَـــنِ اِســـتَعبَدَهُ هَــواهُ
أُخَـــيَّ لا تَــذهَب بِــكَ المَــذاهِبُ
أَظَلَّـــكَ المَـــوتُ وَأَنـــتَ لاعِــبُ
أُخَـــيَّ إِنَّ المَــوتَ قَــد أَظَلَّكــا
هَــل لَــكَ أَن تُعنــى بِـهِ لَعَلَّكـا
اللَـــهُ رَبّـــي قُـــوَّتي وَحَــولي
اللَــهُ لــي مِــن يَـومٍ كُـلِّ هَـولِ
يـــا رَبِّ ســـَلِّمنا وَســَلِّم مِنّــا
وَتُـــب عَلَينـــا وَتَجــاوَز عَنّــا
يــا رَبِّ إِنّــا بِــكَ حَيــثُ كُنّــا
كَــم فَلتَـةٍ لـي قَـد وُقيـتُ شـَرَّها
مــا أَنفَـعَ الـدُنيا وَمـا أَضـَرَّها
إِنّــا مِــنَ الــدُنيا لَفـي طَريـقِ
إِلــى الغَســاقِ أَو إِلـى الرَحيـقِ
مــــا هِـــيَ إِلّا جَنَّـــةٌ وَنـــارُ
أَفلَــحَ مَــن كــانَ لَــهُ اِعتِبـارُ
كـــاسَ اِمـــرُؤٌ مُتَّعِـــظٌ بِغَيــرِهِ
دَع شـَرَّ مـا تَـأتي وَخُـذ فـي خَيرِهِ
خَلا أَخٌ عَنـــــــكَ فَلا تُخَلِّــــــهِ
مَــن لَــكَ يَومــاً بِأَخيــكَ كُلِّــهِ
مَــن يَســأَلِ النـاسَ يَهُـن عَلَيهِـمُ
بُؤســـى لِمَـــن حــاجَتُهُ إِلَيهِــمُ
تَــــرى مُجتَمِعــــاً لا يَفتَــــرِق
وَكُـــلُّ مــا زادَ فَلِلنَقــصِ خُلِــق
مَـــن يَســـأَلِ النــاسَ يُخَيِّبــوهُ
وَيُعرِضــــوا عَنــــهُ وَيُصـــغِروهُ
مَـــن صـــَنَعَ النـــاسَ تَكَنَّفــوهُ
وَاِقتَرَبــــوا مِنــــهُ وَكَرَّمـــوهُ
ســُبحانَ مَــن باعَــدَ فـي تَقَـدُّمِه
نَعصـــيهِ فــي قَبضــَتِهِ بِــأَنعُمِه
كِلا الجَديــــدَينِ بِنـــا حَـــثيثُ
مِـــنَ الخُطـــوبِ عَجِـــلٌ مَكيـــثُ
طــوبى لِمَــن طــابَ لَـهُ الحَـديثُ
مــا يَســتَوي الطَيِّــبُ وَالخَــبيثُ
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.