
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا سـاكني جَنَّـةٍ رِضـوانُ خَازنُهـا
هُنّيتُــمُ العيـشَ فـي رَوحٍ ورَيْحَـانِ
مُرُوا النّسِيمَ إذا مَا الفجرُ أيقظَه
بحملِــهِ طيـبَ نَشـرٍ مِنـهُ أَحيـاني
أو فَـابعَثُوا نَغْمَـةً منه يعيشُ بها
قَلـبي فقـد مَـات مُـذْ حِينٍ وأَزمانِ
ظَــبيٌ أغَــنُّ تـردَّى بالـدُّجَى وَجَلاَ
شـَمْس النّهـارِ علـى غُصْنٍ من الْبانِ
في فِيهِ مَا في جِنَانِ الخُلدِ من دُرَرٍ
ومــن رَحِيــقٍ ومـن مسـْكٍ ومَرْجَـانِ
إذا بَـدَا وشـَدَا فـي مَجلـسٍ ظَفِرُوا
بمُنيـة النّفـسِ مـن حُسـنٍ وإحسـَانِ
لا تَنْسـَنِي يـا أبـا نَصرٍ إذا حَضَرتْ
قُلــوبُكم بيــن مَزمُـومٍ وطَرخـاني
كُـن لي وكيلاً على الرّؤيِا ووكّلْ لِي
ســواكَ يَســمعُ عَنّـي شـَدوَ رضـْوانِ
وقُـــل لــه يَتَغَنّــى مــن قلائِده
صـوتاً يُجـدّدُ لـي شـَجْوي وأشـْجَاني
نســــيمُه يتلقّـــاني بزوْرَتِـــهِ
مُبَشـِّراً لـي بـهِ مـن قَبـلِ يَلقانِي
وصــَفُوا لـي بغـدادَ حينـاً فلمّـا
جئتُهـــا جئتُ أحســـنَ البُلــدانِ
منظـــرٌ مبهِـــجٌ وقـــومٌ ســَراةٌ
قــد تحَلَّــوْا بالحُســنِ والإحسـَانِ
ليـس فيهـمْ عيـبٌ سـوى أنّ فـي كُلْ
لِ بنــــانٍ علاّقَــــةَ الميـــزانِ
وســـمِعْنَا ومـــا رأينَــا ســوَى
أمِّ ظَلــومٍ فيهــا مــن النّسـوانِ
وهْــي جِنِّيَّــةٌ كأَقبــحِ مــا شــَوْ
وَهَــــهُ ربّنَــــا مــــن الغيلانِ
إنّ فيهــا مــن الصـّبَايا شُموسـاً
فــي غُصــونٍ تهتَــزُّ فــي كُثبـانِ
شــغلَتْنَا السـَبعونَ والحـجُّ عَنهُـنْ
نَ فقلنَــا بالســَّمْعِ دُونَ العَيـانِ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: (قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي(1): الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب. ...إلخ)وجدير بالذكر أن ابن العديم نقل في ترجمة أسامة من كتاب "إنموذج الأعيان" الذي وصفته في صفحة الشاعر (الصائغ العراقي) وهو من نوادر كتب التراجم الضائعة قال: (وقرأت في كتاب أنموذج الأعيان لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفاً بالإقدام والشجاعة، معروفاً باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي.) قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ...إلخ(1) انظر ديوانه في الموسوعة