
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَــدَوتُ وَمـا يُشـجي فُـؤادي خَـوادِشٌ
وَمــا وَطَـري إِلّا الغَوايَـةُ وَالخَمـرُ
مُعَتَّقَـــةٌ حَمــراءُ وَقــدَتُها جَمــرُ
وَنَكهَتُهــا مِســكٌ وَطَلعَتُهــا تِــبرُ
حَطَطنــا عَلـى خَمّارِهـا جُنـحَ لَيلَـةٍ
فَلاحَ لَنـا فَجـرٌ وَلَـم يَطلُـعِ الفَجـرُ
وَأَبـرَزَ بِكـراً مُـزَّةَ الطَعـمِ قَرقَفـاً
صـَنيعَةَ دِهقـانٍ تَراخـى لَـهُ العُمـرُ
فَقــالَ عَـروسٌ كـانَ كِسـرى رَبيبَهـا
مُعَتَّقَـةٌ مِـن دونِهـا البـابُ وَالسَترُ
فَقُلــتُ أَدِل مِنهـا العَنـانَ فَـإِنَّني
لَهـا كُفـءُ صِدقٍ لَيسَ مِن شِيَمي العُسرُ
فَجـاءَ بِهـا شـَعثاءَ مَشـدودَةَ القَرا
عَلــى رَأســِها تـاجٌ مَلاحِفُهـا عُفـرُ
فَلَمّــا تَـوَجّى خَصـرَها فـاحَ ريحُهـا
فَقُلـتُ أَذا عِطـرٌ فَقـالَ هُـوَ العِطـرُ
وَأَرسـَلتُها فـي الكَـأسِ راحاً كَريمَةً
تَعَطَّــرُ بِالرَيحـانِ أَحكَمَهـا الـدَهرُ
كَـأَنَّ الزُجـاجَ الـبيضَ مِنهـا عَرائِسٌ
عَلَيهِــنَّ بَيـنَ الشـَربِ أَردِيَـةٌ حُمـرُ
إِذا قُهِــرَت بِالمــاءِ راقَ شـُعاعُها
عُيـونَ النَـدامى وَاسـتَمَرَّ بِها الأَمرُ
وَضـاءَ مِـنَ الحُلـي المُضـاعَفِ فَوقَها
بُــدورٌ وَمُرجــانٌ تَــأَلَّفَهُ الشــَذرُ
كَــأَنَّ نُجـومَ اللَيـلِ فيهـا رَواكِـدٌ
أَقَمـنَ عَلـى التَـأليفِ آنِسُها البَدرُ
وَصــَلتُ بِهــا يَومـاً بِلَيـلٍ وَصـَلتُهُ
بِــأَوَّلِ يَــومٍ كــانَ آخِـرَهُ السـُكرُ
وَظَــبيٍ خَلــوبِ اللَفـظِ حُلـوٍ كَلامُـهُ
مُقَبَّلُـــهُ ســـَهلٌ وَجـــانِبُهُ وَعــرُ
ســَكَبتُ لَــهُ مِنهــا فَخَــرَّ لِـوَجهِهِ
وَأَمكَــنَ مِنــهُ مــاتُحيطُ بِـهِ الأُزرُ
فَقُمــتُ إِلَيـهِ وَالكَـرى كُحـلُ عَينِـهِ
فَقَبَّلتُــهُ وَالصــَبُّ لَيــسَ لَـهُ صـَبرُ
وَقَبَّلتُــهُ ظَهــراً لِبَطنِــن وَتــارَةً
يَكـونُ بِسـاطُ الأَرضِ بِالبـاطِنِ الظَهرُ
إِلــى أَن تَجَلّـى نَـومُهُ عَـن جُفـونِهِ
وَقـالَ كَسـَبتَ الـذَنبَ قُلتُ لِيَ العُذرُ
فَـــأَعرَضَ مَــزوَرّاً فَكــانَ بِــوَجهِهِ
تَفَقُّــؤُ رُمّــانٍ وَقَــد بَـرَدَ الصـَدرُ
فَمــا زِلــتُ أَرقيــهِ وَأَلثُـمُ خَـدُّهُ
إِلـى أَن تَغَنّـى راضـِياً وَلَـهُ الشُكرُ
أَلا يا اسلَمي يا دارَ مَيٍّ عَلى البِلى
وَلا زالَ مُنهَلّاً بِجَرعـــائِكِ القَطـــرُ
الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء.شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.