
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقْلاّ عنــدَ طِيّــتيَ المقــالا
وحُلاّ عــن مَطيَّــتيَ العِقــالا
فمـا خُلِـقَ الفتَـى إلاّ حُسـاماً
ومـا خُلِـقَ السـُّرَى إلاّ صـِقالا
ومــا راع الــدُّمَى إلاّ فِـراقٌ
خطَبْـتُ بـه إلى العلْيا وِصالا
ســمَوْتُ لهـا بزُهْـرٍ مـن فُتُـوٍّ
هتَفْـتُ بهـمْ وجُنْحُ اللّيلِ مالا
أَقَـلُّ مـن الكـواكبِ حينَ تَسْري
ضــلالاً فـي الغيـاهبِ أَو كَلالا
يَقــولُ مُـودِّعي والـدَّمْعُ جـارٍ
يُريــك مصـونَ لُـؤْلُئه مُـذالا
أَعِرنـي نَشـوةً مـن كَـأْسِ ثَغْـرٍ
وثَـوِّرْ قبـلَ أَن أَصْحو الجِمالا
كراهـةَ أَن أُديـرَ العَينَ صُبْحاً
فأُبصـِرَ للخليـطِ بهـا زِيـالا
عُهـودٌ لـم يَـزَلْ ذِكـرْي جديداً
لَهُـنَّ وإنْ قَـدُمْنَ ولـن يَـزالا
وبـالعلَمَيْنِ لـو واصـلْنَ بِيـضٌ
وســـُمْرٌ يــدَّرعْنَ لهــا ظِلالا
حكَيْـنَ الـبيضَ لَحظاً وابتساماً
وفُقْـنَ السـُّمْرَ ليناً واعتدالا
وحَرَّمْــنَ الخيــالَ علَـيَّ حتّـى
لقـد أَبقَيْـنَ مـن جِسمي خَيالا
ولـو شغَل الكرَى باللّيلِ عَيْني
جَعلْـتُ لها بها عنها اشْتِغالا
وأغيـدَ رَقَّ مـاءُ الـوجهِ منـه
فلـو أَرخَـى لثامـاً عنه سالا
تُـبينُ سـَوادَها الأبصـارُ فيـه
فحيـثُ لَحظْـتَ منـه حَسِبْتَ خالا
تَــترَّسَ يــومَ لاقــاني بغَيْـلٍ
ورامـيَ حيـن رامَ ليَ اغْتيالا
بطَـرْفٍ ليـس يَشـعُرُ ما التّشكِّي
ويُنشـدُ سـُقْمَ عاشـقِه انْتِحالا
يَعُـدُّ عليلَنـا المُضـْنَى صَحيحاً
ونحــن نَعُـدُّ صـِحّتَه اعْتِـدالا
تــأوَّبني خيــالٌ مــن هُمـومٍ
وإن كاثَرْنَ في العَدَدِ الرِّمالا
فـإنْ تَـرُعِ الهمـومُ على مَشيبٍ
فقـد خُلِقَـتْ مطايانـا عِجـالا
وكيــف نَلَـذُّ أَعمـاراً قِصـاراً
وقـد أُودِعْـنَ أَفكـاراً طِـوالا
تَـذُمُّ إلـيَّ مـن زَمنـي خُطوبـاً
شكَوْتَ إلى الغريقِ بها ابْتِلالا
فلا وأَبيـكَ أَخشـَى الدَّهرَ قِرْناً
ولكنّـــي أُنـــازِلُه نِــزالا
أَظــاهِرُ بيـنَ صـَبْرٍ واعتصـامٍ
بمَـنْ خلَـق النّوائبَ والرِّجالا
إذا عصــَفتْ فأطفـأتِ الأعـادي
صـُروفُ الدِّهْرِ زادَتْنا اشْتِعالا
ونيـرانُ الغَضـا تَـزْدادُ وَقْداً
وتَحْيـا بـالّتي تُخْبي الذُّبالا
أُقلِّــبُ نــاظِرَيْ لَحْــمٍ صـَيودٍ
غــدَتْ أَعطـافُه تَنْفـي الظِّلالا
وأشــْتَمِلُ الظّلامَ وفـي شـِمالي
زِمـامُ شـِمِلّةٍ تَحْكـي الشـَّمالا
مــنَ الّلائي إذا طَرِبـتْ لحَـدْوٍ
خَشـِيتَ منَ النُّسوعِ لها انْسِلالا
ولو سلَختْ لنا في الشّرْقِ شَهْراً
سـَبقْنَ بنا إلى الغَرْبِ الهلالا
فلمّـا أَنْ نظَمـتُ بهـا وِشـاحاً
علــى الآفـاقِ قاطبـةً فَجـالا
حَججْـتُ بهـا شـِهابَ الدّينِ حَجّاً
فكـان لـدينِ هِمَّـتيَ الكَمـالا
وأَســعَدَ قُــربُ أَسـعدَ آمِليـه
فكبَّرْنــا وأَلقيْنَـا الرِّحـالا
بنُـورِ شـهابِ ديـنِ اللـهِ قَرَّتْ
عُيـونٌ قـد ملَكْـنَ به اكتِحالا
أَجـلُّ الشـُّهْبِ فـي الآفاقِ سَيْراً
وآثــاراً وأَشــْرفُها فِعــالا
وأعْلاهــا مَحلاًّ فــي المَعـالي
إذا افتخَـروا وأعظَمُها نَوالا
ونَأْمُــلُ أنْ سـيُفْنيها ويَبْقَـى
وتَــأْمَنُ شــَمسُ دَوْلتـه زَوالا
يَــدُلُّ الوافِـدينَ إليـه ذِكْـرٌ
فلا يَخْـشَ الفـتى عنـه الضَّلالا
تَعــوَّد أنْ يَجــودَهمُ ابْتـداءً
فلـو سـأَلوهُ ما عَرَفَ السُّؤالا
يَزيـدُ علـى تَواضـُعِه ارْتفاعاً
ويَظْهَــرُ مَـن عَلا مِمَّـنْ تَعـالى
أخــو قَلَــمٍ لـه الأقلامُ طُـرّاً
عَبيـــدٌ وهْــوَ مَوْلاهــا جَلالا
بكــفّ مُتَــوِّجٍ للكُتْــبِ عِــزّاً
فتَـأْتي وهْـي تَخْتـالُ اخْتِيالا
إذا مـا مثَّلَـتْ قَوسـاً وسـَهماً
وناضـَل فـي العُلا بِهما نِضالا
حكَـى فـي قَلْـبِ حاسـدِه فِعالاً
حَقيقـةَ مـا يَخُـطُّ لـه مِثـالا
لــه رَأْيٌ أبَـى السـُّلطانُ إلاّ
عليــه أنْ يُعِـدَّ لـه اتّكـالا
إذا عقَـد الـذِّمامَ لِمَـنْ رَجاهُ
فلا يَخْـــشَ لعُقْـــدتِه انْحِلالا
إذا مـا ثـارَ دونَ الدّينِ خَصْمٌ
بَلَـوا منـه أَشـَدّ فـتىً مِحالا
وأَوســعَهمْ كِلامــاً أو كَلامــاً
إذا شــَهِدوا جِلاداً أو جِـدالا
وَثيــقٌ عَقْــدُ حُبْـوتهِ وَقـاراً
إذا الغَمَـراتُ زَعَزعْنَ الجبالا
صــَقيلٌ حَــدُّ صــارِمِه ولكــنْ
يُــدِبُّ فِرِنْـدُهُ فيـه النِّمـالا
إذا مــا خَصـْلةٌ كَمُلَـتْ وعُـدَّتْ
لـذي كَـرَمٍ كَمُلْـتَ لنـا خِصالا
وكـم رَضـَعَ الرَّجاءُ نَداكَ قِدْماً
رَضــاعاً لــم يُعقِّبْـهُ فِصـالا
وكـم سـحَب السـّحابُ الخَدَّ حتّى
تَعلّـمَ مـن أناملَـك انْهِمـالا
ومـا سـمَتِ السّماءُ بحيثُ تَرضَى
لخَيْلِــك مـن أَهِلَّتِهـا نِعـالا
إذا فَـرَسُ المُعانِـدِ رامَ رَكْضاً
تَراجعَـت الحُجـولُ لـه شـِكالا
إذا سـاجَلْتَ لُـجَّ البَحْـرِ جُوداً
فمـــا يَحْــوِي لأنْمُلَــةٍ بَلالا
كفَـى القِرطـاسَ والأقلامَ فَخْـراً
أنِ اقْتَسـَما يَمينَـك والشِّمالا
قِــداحُ عُلاً خُلِقْـتَ لهـا مُجِيلاً
وخَيـلُ نُهـىً فَسـَحْتَ لها مَجالا
إذا مــا مَـدَّةٌ لـك مـن دَواةٍ
أتَـتْ طَرْفـاً كفَـتْ حَرْباً سِجالا
لقـد ذَمَّ الزَّمـانَ إلـى هَـواهُ
أخـو ذِمَـمٍ عقَـدْتَ لـه حِبـالا
وكـم طلَـبَ الحَسودُ فلم يُقابِلْ
لنَعْلِــك تـاجُ مَفْرِقـهِ قِبـالا
وذي ضـِغْنٍ عَمـدْتَ لـه احتِقاراً
فَعالَـك وانتضـَيْتَ لـه مَقـالا
وطَبَّــق مَفْصــِلاً منــه فأضـحَى
يَـرى قَتْلاً وليـسَ يَـرى قِتـالا
وآخِـرَ مـا عـدَتْ يُمنـاكَ جُوداً
أنِ اســتَلَّتْ سـَخائمَه اسـْتِلالا
ولــم يَـك داؤه أَمَمـاً ولكـنْ
نطاسـِيٌّ النّـدى يَشْفِي العُضالا
سـألتُ الـدَّهرَ هـل ليَ فيكَ حظُّ
فلا نَعَــمٌ أجــابَ بــهِ ولا لا
لِيَعْلـمَ فـيَّ رأْيَـكَ قَبْـلُ عِلْماً
فيَتبَـــع إنْ أدالَ وإنْ أذالا
وما اسْمِي غيرُ عبدِكَ َكيف أضحَى
مَكـانيَ منـكَ صـَوْناً وابْتِذالا
كمــا تُسـْمي عِطاشـاً أو رِواءً
تُصــادِفُها أعاريبــاً نِهـالا
ولكــنْ لــي تَقـادمُ عَهْـدِ رِقٍ
فـذاكَ عليـكَ علَّمنـي الـدَّلالا
ولـن يَصْطادَ وَحْشَ المَدْحِ مَنْ لا
يُجيـدُ بِكِفّـةِ الكَـرَمِ احْتِبالا
وحاشَى أن أرَى لك في اصْطِناعي
عـنِ العهدِ الّذي سَبق انْفِتالا
وكيـف تُجـاوزُ الأتبـاعُ قَـوْلاً
تُخـالِفُه إذا المَتْبـوعُ قـالا
فلا تُرخِـصْ عُقـودَ الفِكْـرِ منّـي
ففــي دُرّي حَقيــقٌ أن يُغـالَى
فســَمْحٌ كُـلُّ مَـن أَولَـى جَميلاً
وفـوقَ السـّمْحِ مَن أَولَى ووالَى
إذا مـا غَـبَّ رِفْـدُكَ صار عِبْئاً
وخيــرُ الأْمــرِ أحمَـدُهُ مَـآلا
ولـي مَـولىً إذا أُسـمِيه يَوماً
يكـونُ لـيَ اسْمُه بالسّعْدِ فالا
إذا أســمَيْتُهُ أَخبَــرْتُ عنّــي
بمـا سـأكونُ حيـنَ أَراه حالا
فلا زالــتْ لـه فـي كُـلِّ عـامٍ
تَعُــدُّ يَــداهُ أعيـادٌ تَـوالى
علـى عَـدَدِ الثّلاثـةِ مـن شهابٍ
وأســْعَد فـامْتثِلْهنّ امْتِثـالا
فحَرْفــا أوَّلِ التّلقيــبِ كـافٍ
بثـاني الاِسـْمِ أنَ يَجِدَ اتّصالا
وأن يَعتَــدَّ أيَّــامَ التّهـاني
بعِـدَّتها إذا مـا الحَوْلُ حالا
كـذلكَ دائمـاً مـا زال تُحْصـي
لـه الأُمَـمُ اتِّصـالاً وانْفِصـالا
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.