
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمـــرُك مـــا القامــاتُ إِلّا أَســِنَّةٌ
ومـــا غَمـــزاتُ العَيــنِ إِلّا عَواضــِبُ
ومــا وَجنــاتُ الغيـدِ يَبـدو شـُعاعُها
وَيَظهـــرُ فــي الظّلمــاءِ إِلّا كَــواكبُ
إِذا طلعَـــت تَعلــو رِمــاحُ قُــدودِها
بِمَشـــرِقها مِنهــا تُضــيءُ المغــاربُ
وَمــا جَبهَــةُ الحَســناءِ فَـوقَ حـواجِبٍ
بِغَيـــرِ هِلالٍ حَيــثُ لَــم يَــكُ حــاجبُ
وَلَكـــــنّ أَعلاهُ أَضـــــاءَ بِنــــورِهِ
ومُســـْودَّه أَدنـــاهُ وَهــوَ الحــواجبُ
وَلـــي مَــذهَبٌ فيمَــن عشــقتُ مهــذَّبٌ
وَلِلنـــاسِ فيمـــا يَعشــَقونَ مَــذاهِبُ
أَهيــم بهــا وَلْهــانَ وَالـدّمعُ سـاكِبٌ
وَمـــا أَدمُــعُ الولهــانِ إِلّا ســَواكِبُ
أَغيـــبُ بِهــا وَجــداً وَإِنّــي حاضــِرٌ
أيُجــدي حضــورُ الصــّبِّ والصـّبُّ غـائبُ
أَميــلُ إِلَيهــا وَهــيَ لا شــكَّ مَطلَـبي
وَقَصــدي ومــا لـي فـي سـِواها مَـأربُ
أَخـافُ عَلَيهـا أَن تَـرى الشـَّمسُ حُسـنَها
فَتنـــدلُه نَـــدْلاً تـــراهُ الثّعــالِبُ
عَلــى أَنّ شــَمسَ الأُفْــقِ عيــنٌ وَإنّهـا
لهــا لدْغــةٌ لا تحتويهــا العقــاربُ
أغــارُ عليهــا أن تمـرَّ بهـا الصـَّبا
وَمِــن لُطفِهـا يَحلـو لَـدَيها المكاسـِبُ
وَتَســرِقُ نَفــحَ الـوردِ مِـن وَردِ خَـدِّها
وَيَعشـــقُها بِالشـــمِّ مِنــهُ الأشــايبُ
خَريــدةُ حُســنٍ مــا لهـا مـن مُشـابهٍ
ولا غَــرْوَ مــا للشــمس مثــلٌ يقـاربُ
تَميــلُ وَتَرنــو كَالقضــيبِ وكــالظُّبى
وتســفرُ مثــلُ النجـمِ والنجـمُ ثـاقبُ
فَـإِنْ تبـدُ يبدُ الفجرُ في اللَّيلِ صادقاً
وَإِنْ غَيرُهـا يَبـدو فـذا الفجـرُ كـاذِبُ
بِروحــي لَماهــا فَهــوَ خَمــرٌ تَعَسـَّلَت
وَمِنهــا لَقَــد طــابَت لَـدَيَّ المَشـارِبِ
وَبـي طَرْفُهـا المَخمـورُ مِن خَمرَةِ الكَرى
وَمِــن خَمــرَةِ التّســهيدِ طرفِـيَ شـاربُ
نَهَتنــيَ عَــن كَـوني أَرى شـَمسَ وَجهِهـا
فَقُلــتُ لَهــا الحِربـاءُ مِثلـي تراقـبُ
وَأَنّـــى أَراهــا وَالعُيــونُ حَواجِــبي
بِشــَزْرٍ لَقَــد هــانَت لَـدَيهِ القَواضـِبُ
وَكَــونُ اللّــواحي أَعيُنــاً وَحَواجِبــاً
فَـــوا أَســـَفي إِنَّ العيــونَ حَــواجبُ
وَلَــم يَــكُ فَقـدُ الـرّوحِ مِنّـي مُصـيبَةً
وَلَكِــن لَــواحي الصــبِّ هـنَّ المَصـائِبُ
رَأَتنـي نَحيـلَ الجسـمِ مِـن أَلَـمِ الجَوى
فَقـــالَت دَعــوهُ تَعتَليــهِ المَعــاطِبُ
وَشــامَت بَياضــاً قَــد أَلــمَّ بِعارِضـي
فَظَنَّتْــه شــَيباً وَهــوَ تأبــاهُ كـاعبُ
وَلَيـــسَ بِشــيبٍ إِنّمــا هــوَ نورُهــا
عَلــى عارضــي بـادٍ وَمـا أَنـا شـايِبُ
رَعَــى اللَّـهُ أَهـلَ العِشـقِ إِنَّ قُلـوبَهم
لَمِــن لحظهــا فيهــا نِبــالٌ صـَوائبُ
وَأَحيـا فُـؤادي حَيـثُ مـاتَ مِـنَ النّـوى
وَحَلَّــت بِــهِ دونَ القُلــوبِ النّــوائبُ
وَأُوهِـنَ مِـن أَيـدي العَنـا حَيثُ قَد غَدا
كَــأَوهَنِ بَيــتٍ قَــد بَنَتــهُ العَنـاكِبُ
فَيـا وَيـحَ قَلـبي فَـالنّوى قَـد أَطـارَهُ
وَيــا وَيـحَ جَنـبي حَيـثُ روحـي تُجـانبُ
عَلــى كــلِّ حـالٍ هَكَـذا شـِرعَةُ الهـوى
وَفــي مِثلِــهِ تَقضـي عَلَينـا الحَبـائِبُ
فَقُـم يـا اِبـنَ ودّي نَدخُلِ الرَّوضَ نَلتَهي
فَــــأَذكى ذَوي الأَشـــجانِ لاهٍ وَلاعِـــبُ
أَتَزعــــمُ أَنّـــي لِلأمـــانِيِّ بـــالِغٌ
وَأَنَّ الأمــــاني كَـــالظُّنونِ كَـــواذبُ
فَدَعْ عَنكَ هَذا الزَّعمَ يا اِبنَ أَخي الهَوى
فَكَــم مــاتَ صــَبٌّ أَخطَــأتهُ المَطـالِبُ
وَشـــَنِّفْ بِأَذكــارِ الحبيبــةِ مَســمَعي
فَتِلــكَ لَــهُ قــرطٌ هَــوَتهُ الكَــواعِبُ
وَمنّــيَ فَاِســمَعْ عَــن عَلــيٍّ مَناقِبــاً
فَــإِنّ عليّــاً عَنــه تُــروى المَنـاقِبُ
مَنــاقِبُهُ لــم تُحـصَ عـدّاً لَـوِ اِنتَهـى
وَلَكنَّــــهُ مِنـــهُ تُعـــدُّ المَعـــايِبُ
وَمـــا هِـــيَ إِلّا وَصـــفُه وَاِتّصـــافُهُ
بِكُــلِّ كَمــالٍ قَــد جَفَتــهُ المَثــالِبُ
فَـــذاكَ أَميـــرُ المُــؤمِنينَ بِعَصــرِهِ
حَــديثاً وَفَضــلاً مِنـهُ تَبـدو الغَـرائِبُ
إِمـــامٌ بِــهِ كــلُّ الأَفاضــِلِ تَقتَــدي
وَذاكَ اِقتِضـــاءٌ صـــَحَّحتهُ المَـــذاهِبُ
فَلَــو أَمَّــهُ بِالفضــلِ أَكبَــرُ فاضــِلٍ
فَقَـــدْ أُمَّ بـــالأميِّ قـــارٍ وَكـــاتِبُ
هــوَ البطــلُ الكَـرّارُ فـي كـلِّ مَعـركٍ
مِـنَ المُشـكِلِ الخـافي وَمـا هـوَ هـارِبُ
يَكِــرُّ بِــذهنٍ يَســبِقُ الــبرقَ لامِعــاً
وَفَكــرٍ يُحــاكي الشــُّهبَ وَهـيَ ثَـواقِبُ
فَــإِن جـالَ فـي مِضـمارِ بَحـثٍ منـاظراً
فَقَــد فــرَّ مَمنـوعُ المُـرادِ المشـاغِبُ
وَإِن صـــالَ بِـــالأَقلامِ فَــوقَ كواغــدٍ
فَقَــد كَتَبــت بِالســُّمر بيــضٌ قَواضـِبُ
وَيــا حَبَّــذا فيهــا الطُّـروسُ كَأَنّهـا
يُخــالِطُ مِنهــا الضـّوءُ فيهـا غَيـاهِبُ
وَتِلــكَ كُنــوزٌ لِلمَعــاني فَــإِنْ بَـدَت
عَــنِ الـدُّرِّ وَاليـاقوتِ تَبـدُ العَجـايِبُ
نَتيجَــةُ هَـذا الـدَّهر مِـن حُسـنِ شـَكلِهِ
بَـدَت عَـن قَضـايا المَجـدِ وَالمَجدُ واجبُ
وَتِلــكَ القَضــايا مُوجِبـات لَـهُ العُلا
وَعَمّـــن ســِواهُ أَوجَبَتهــا الســّوالِبِ
فَلَــو ودَّ مَتــنَ العــزِّ يَركَبُــه غَـدَت
تـــودُّ المعـــالي أنهـــنّ نجـــائبُ
أَبـــى اللَّــهُ إِلّا أَن يَســودَ بِفَضــلهِ
ومــــا ســــَوّدته فيــــه أمٌّ ولا أبُ
عَلــى أَنَّــهُ قــد سـادَ مَجـداً بِأَصـلِهِ
وَذَلـــكَ أَصـــلٌ فيـــهِ طــهَ وَغــالبُ
فَـذاكَ هـوَ المَجـدُ المُؤكّـدُ فـي الوَرى
لَعمـــرُك مــاذا المجــدُ إلّا مَــواهِبُ
فَمــاذا ثَنــائي بَعــدَ هَـذا وَمِـدْحَتي
وَلِكَــــنّ هَـــذا لِلمَـــدائِحِ طـــالبُ
فَــإِن لَــم تَصـفه فـي حَميـد مَـدائِحي
فَـــإنّيَ مِـــن ذاكَ الحميــدِ مُعــاتَبُ
فَيـا أَيّهـا المَـولَى الَّـذي هـوَ مالكي
وَمَــنْ أَنـا فـي مَـدحي مَزايـاكَ راغِـبُ
لَئِن كُنـــتَ قَــد كــاتبتَني بقصــيدةٍ
فــإنَّ اِفتِخــارَ العبــدِ حيـث يُكـاتَبُ
وَلَكــن نُجــومُ المَــدْحِ لا أَســتَطيعُها
وَمِـن أَجـلِ ذا فـي الرِّقِّ يبقى المُكاتبُ
فَهــاكَ أَبيــتَ اللّعــنَ بِكـراً جميلـةً
عَلَيهــا مِــنَ الحُســنِ البَـديع جَلابِـبُ
فَكَــم طــالِبٍ ضــَنَّتْ عليــهِ بِحُســنها
وقـد رُدَّ عـن نَيـل المُنـى وهـو خـائِبُ
وَأَنـــتَ لَهـــا دون البريّــةِ محْــرَمٌ
وَأَنــــتَ لَهـــا دونَ الخَلائِقِ خـــاطِبُ
إِلَيــكَ لَقــد زُفَّــتْ وحلّـتْ وَقَـد غـدا
حَرامـــاً بلا شـــكٍّ عليهــا الأجــانبُ
تَــوارَت بِفِكــري عَــن سـِواكَ لِعِلمِهـا
بِأَنّــكَ مِــن فِكــري لَهـا أَنـت جـاذبُ
وَمِنــك اِســتَمدَّ الفِكـرُ فيمـا وَهَبتـه
وَلِكنَّـــهُ يُهــديكَ مــا أَنــتَ واهِــبُ
فَـإِن تَحْبُهـا مِنـكَ القَبـولَ فَمـا لَهـا
وَحَقِّـــك فــي غَيــرِ القَبــولِ مــآربُ
فَهَبهـا قُصـوري فـي المَديحِ وفي الثّنا
فَقَــد فــاتَني مِنــهُ فــروضٌ وَوَاجِــبُ
وَتِلــكَ لِجــاني الــذَّنبِ لا شـكَّ تَوبَـةٌ
وَلَيــسَ بِــذي ذَنـبٍ مِـنَ الـذّنبِ تـائِبُ
وَدُمْ بِأَمــانِ اللَّــهِ مـا هبَّـتِ الصـَّبا
وَمــا هَطَلــت بِــالغّيثِ ســَحّاً سـَحائِبُ
عبد اللطيف بن علي فتح الله.أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء.له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200هفي خزانة الرباط 1745 كتاني.