
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَصـَدَ المَنـونُ لَـهُ فَمـاتَ فَقيـدا
وَمَضـى علـى صـَرفِ الخُطـوبِ حَمِيدا
بِــأبِي وَأُمِّــي هَالِكــاً أَفْرَدْتُـهُ
قَـدْ كـانَ فـي كـلِّ العُلومِ فَريدا
سـُودُ المقـابر أَصـْبَحَتْ بِيضـاً بِهِ
وَغَـدَتْ لَـهُ بِيـضُ الضـَّمائِرِ سـُودا
لــم نُــرْزَهُ لمـا رُزِئنَـا وَحْـدَهُ
وَإنِ اسـْتَقَلَّ بِـهِ المَنـونُ وَحِيْـدا
لكِـنْ رُزئنـا القاسـِمَ بْـنَ مُحمـدٍ
فــي فَضـْلِهِ والأسـْوَدَ بْـنَ يَزيـدا
وَابْنَ المُبارَكِ في الرقائِقِ مُخْبِراً
وَابْـنَ المُسـَيَّبِ في الحديْثِ سَعيدا
وَالأخْفَشـــَينِ فَصـــاحَةً وَبَلاغَـــةً
والأَعشـــَيَيْنِ رِوايَـــةً وَنَشــيدا
كــانَ الوَصــِيَّ إذا أَرَدْتُ وَصــِيَّةً
وَالمُســتَفادَ إذا طَلَبْــتُ مُفيـدا
وَلّـى حَفيظـاً فـي الأَذمَّـةِ حَافِظـاً
وَمضـى وَدوداً فـي الـوَرَى مَوْدودا
مـا كـانَ مِثْلي في الرَّزيَّةِ والِداً
ظَفِــرَتْ يَــداهُ بِمِثْلِــهِ مَوْلـودا
حَتَّـى إذا بَـذَّ السَّوابِقَ في العُلا
وَالعِلْــم ضــُمِّنَ شــِلْوُهُ مَلْحُـودا
يـا مَـنْ يُفَنِّـدُ في البُكاءِ مُوَلَّها
مـا كـانَ يَسْمَعُ في البُكا تَفْنيدا
تَـأبَى الْقُلـوبُ المُسـْتَكِينَةُ لِلأسى
مِــنْ أَنْ تَكُــونَ حِجـارَةً وحَديـدا
إِنَّ الَّــذي بـادَ السـُّرورُ بِمَـوتِهِ
مــا كـانَ حُزنِـي بَعْـدَهُ لِيَبيْـدا
الآنَ لمَّـــا أَنْ حَـــوَيْتَ مَــآثِراً
أَعْيَـتْ عَـدُوّاً فـي الـوَرَى وحَسُودَا
ورأَيْـتُ فِيـكَ مِـنَ الصـَّلاحِ شمائِلاً
ومِـــنَ الســَّماحِ دَلائِلاً وَشــُهُودا
أَبْكِـي عَلَيْـكَ إذا الحمامَـةُ طَرَّبَتْ
وَجْــهَ الصــَّباحِ وَغَـرَّدَتْ تَغريـدا
لَــولا الحَيَــاءُ وَأَنْ أُزَنَّ بِبِدْعَـةٍ
مِمَّــا يُعَــدِّدُهُ الــوَرَى تَعْديـدا
لَجَعَلْـتُ يَومَـكَ في المَنائحِ مَأتَماً
وَجَعَلْـتُ يَوْمَـكَ فـي المَوَالِدِ عِيدا
وهو من شعراء اليتيمة افتتح الثعالبي ترجمته بقوله:أحد محاسن الأندلس علماً وفضلاً، وأدبا ونبلاً، وشعره في نهاية الجزالة والحلاوة، وعليه رونق البلاغة والطلاوة. (ثم أورد منتخبا من شعره اشتمل على أكثر من مائة قطعة)