
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أســألكم ويـح مـن يجيـبُ
مـا خطبكـم لـم يمُت نجيبُ
مـا مـات من أضحك المآسي
مــن قــدَرٍ صــنعُه عجيـبُ
وصـيّر الـدمعَ فـي المآقي
علــى ابتســاماتهِ يـذوب
وجمّــل العيــش للحزانـى
فكــل حــالٍ بــه تطيــب
وأنصـف الـدهر مـن حظـوظٍ
تخطىـء في الناس أو تصيب
ومثّــل الزيّـف مـن حيـاةٍ
مرقــع ثوبهــا القشــيبُ
كـادت لتمـثيله الليـالي
تبكــي وتسـتعبر الخطـوب
وكـاد منـه الزمـان يغضي
خزيــا وتسـتغفر الـذنوب
معلّــم مــا لــه ضــريب
معهــدهُ المسـرحُ الحـبيبُ
فـتىً كطيـرِ الربيـع روحا
موهوبـــةٌ نفســه وهــوبُ
ألبـارعُ اللفـظ فـي بيانٍ
يحــارُ فـي صـوغه الأديـب
كـــأنّه مـــائلٌ لعينــي
وعهــده بــالنوى قريــب
حلـو الإشـارات فـي سـماتٍ
لـــه بتصــويرها ضــروب
وصــوته ملــء كــل سـمع
تهفــو لإيقــاعه القلـوب
أســتاذ جيـل إلـى نـداه
عواطــف الجيــل تسـتجيب
يعلــم الشــعب أو يسـلي
مـن شـفّه الهـمّ واللغـوب
فــي قصــة مــرّة حوتهـا
ملهـاته الحلـوة الطـروب
أو ملحــة عذبــةٍ جلاهــا
أسـلوبه السـاحر اللعـوب
يلقـي بهـا ضـاحكا ويمشي
وقلبـــه ســـاهم كئيــب
حياتنــا مثلمــا رآهــا
صـــوّرها ناقـــد لــبيب
مصـرية الـذوق لـم يثُبها
تصـــنّعٌ لفظـــه مشـــوب
ولــم تلفــق ولـم تنمـق
بهــا الأباطيـل والعيـوب
حقــائقٌ لـم يـوار منهـا
مجامـــلٌ هـــازلٌ هيــوبُ
مدرســة مــا بهـا كتـاب
ومنــبرٌ مــا لــه خطيـب
لا ســنّ للدارســين فيهـا
طلّابهـــا فتيـــةٌ وشــيب
ويســتوي جاهــلٌ لــديها
وعـــالمٌ فـــاهمٌ أريــبُ
ألكــل فيهـا لهـم متـاعٌ
وفــرٌ ومــن علمـه نصـيب
يـا لهفـةَ الفن حين أودى
ومـا اعـترى نجمَـه شـحوبُ
ولا زوى أفقــــــــه ظلامٌ
لــه علــى مــوجه وثـوب
فـي لحظـةٍ لـم يجـل بذهنٍ
قضـاؤها الفـاجع الرهيـب
حيـث ينـادي وحيـث يزجـى
مشــيبه الـرائع الخصـيب
قم يا نجيب انفض المنايا
واســمع تجـد أمّـةً تجيـب
صــحت علــى مـوكبٍ هلـوعٍ
يخنقــهُ الحـزن والنحيـب
مصــر الـتي قـدّرتك حبـا
يـا أيهـا النابغ الغريب
بمثـل مـا شيعتك يوم الو
داع لــم تســمع الشـعوب
وأنـت بالعهـد مـن هواها
ربيبهـا وابنهـا النجيـب
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.